عبد المحسن جنيد يدعو لإيجاد بديل للقاح كوفيد 19 في المطارات
جدة – سويفت نيوز:
نشرت مجلة الطيران المدني في عددها الجديد تقريراً حول تطوير تقنية الكشف عن فيروس كوفيد19 في المطارات بديلا عن اللقاح حيث أوضح الأستاذ عبد المحسن جنيد الرئيس التنفيذي لشركة خطوط الطيران السعودية الخليجية في تقريره أن العام الحالي 2020م لازال يحمل بين ثناياه تحدياً يقف وحيداً وبكل قوة بين نهوض شركات الطيران والمطارات من سباتها المفاجئ والقسري الذي لم تشهد صناعة النقل الجوي له مثيلاً طوال تاريخها الممتد لمائة عام وبين استمرار حالة تعليق عمليات الطيران التجاري المنتظم للركاب، وهو فيروس (19-COVID) الذي لم يتم حتى الفراغ من كتابة هذا المقال إعلان أي جهة إكتشاف لقاح أو علاج أكيد للتعامل معه.
ويزيد الأمر تعقيداً، عدم التوصل حتى الآن لإختبار سريع ودقيق للكشف على الراغبين في السفر داخل المطارات وقبل التصعيد إلى الطائرة مباشرة، تظهر نتائجه خلال ثوان معدودة وبنسبة خطأ لا تتجاوز 01%، لتحديد حاملي الفيروس منهم بهدف منعهم من السفر، كبديل مقبول دولياً لمتطلب الحجر الصحي لمدة تتراوح من 7 إلى 14 يوماً في بلد الوجهة والذي يعد عائقاً حقيقياً يحول دون تحفيز الطلب على رحلات الطيران بما يتيح الاستخدام الأمثل لأساطيل الطائرات وبالتالي تحقيق عوائد مالية عادلة من قبل شركات الطيران والمطارات.
وعلى الرغم من أن مسار الأمور في ظل استمر ظروف جائحة فيروس (19-COVID) يقع تحت السيطرة الكاملة للجهات الصحية والأمنية في المقام الأول، ولا تملك مكونات صناعة النقل الجوي إلا الامتثال، تبقى روح المبادرة والإبداع في إيجاد الحلول سمة لصيقة بصناعة النقل الجوي منذ نشأتها و ستواصل الصناعة ممثلة في هيئاتها المحلية والإقليمية والدولية العمل مع جهات الاختصاص السيادية والتي تعمل دون كلل أو ملل لتسريع وتيرة الوصول لحلول ناجحة والتوافق على إجراءات بديلة تمكنها من العودة لتشغيل رحلاتها ومطاراتها بشكل طبيعي دون التأثير على جوانب الصحة والأمن والسلامة التي امتازت بها صناعة النقل الجوي وتبذل باستمرار جهوداً مضنية للارتقاء بها عاماً بعد عام.
التقنية الحديثة وروح الابتكار ستوفران – بإذن الله – أرضية خصبة ستخرج منها حلول عبقرية للتعامل مع الآثار السلبية لهذه الجائحة، وتحديداً في مرافق المغادرة في المطارات والتي تمثل عنق الزجاجة ونقطة المراقبة والتحكم التي تعتمد عليها بقية مراحل تجربة المسافرين. وعلى افتراض عدم توصل المختصين في مجال الطب والدواء إلى لقاح مضاد لفيروس (19-COVID) وفي ظل توقعات استمرار تأثر الجائحة على القطاع فسيكون من المهم جدا اعتماد أساليب تقنية جديدة لأنشطة وإجراءات مرحلة إنهاء إجراءات السفر وصعود الطائرة يتمخض عنها ما يلي:
الميكنة التكاملية لمنصات خدمة إنهاء إجراءات السفر بما يمكن جمهور المسافرين من إنهاء إجراءات السفر بشكل ذاتي تحقيقا لمبدأ التباعد الاجتماعي وبالتوالي، بدءا بفحص طي أولي مستحدث وانتهاء بتسليم حقائب السفر والتوجه إلى منطقة المغادرة المعقمة أمنيا وصحيا من خال مسارات إلكترونية تؤدي إلى حيث يتم إجراء الفحص الطي النهائي قبل التصعيد الفعي إلى الطائرة وتسجيل النتيجة آليا في سجل السفر الإلكتروني المدمج لكل راكب وإرسالها آليا ولحظيا إلى السلطات السيادية ذات العاقة في مطار الوجهة التالية قبل إقلاع الطائرة بمدة زمنية معيارية يتم تحديدها من قبل منظمة الأكاو على سبيل المثال.
وحتى يتم توفر لقاح آمن وموثوق ضد فيروس (19-COVID) فليس هنالك من بديل إلا أحد أمرين:
الأول: مواصلة الدول ممارسة حجر المسافرين فور وصولهم لفترات مختلفة قبل السماح لهم بدخول مدن الوجهة النهائية وهذا أمر غر مقبول ولا يساعد على تعافي صناعة النقل الجوي بالسرعة المطلوبة حيث سيؤدي هذا الإجراء إلى العزوف عن السفر وكذلك إلى إحداث ضغوط هائلة على مرافق الحجر لتصبح عنق الزجاجة الى ستبطئ تنامي أعداد المسافرين وعودتها إلى وضعها الذي كانت عليه قبل الجائحة.
الثاني: التوافق دوليا على أسلوب كشف طبي سريع ودقيق عن الفيروس يتم من خاله فحص المسافرين قبل تصعيدهم إلى الطائرة وتحديد حاملي الفيروس من بينهم ومنعهم من الوصول إلى مقصورة الركاب وإرسال بيانات الحمولة النهائية للركاب الذين ستقلهم الطائرة ونتائج الفحص الطبي إلى مطار الوجهة ليتم السماح لهم بالدخول عند وصولهم دون الحاجة لحجرهم. وهذا مما سيمكن شركات الطيران من غض الطرف عن استراتيجية التباعد الاجتماعي داخل الطائرة وبالتالي تشغيل الرحلات بمعدلات حمولة وعوائد عادلة.
إذاً وباختصار شديد، فإن الحاجة ملحة للتوافق على حل طبي تقني يضمن الكشف عن وجود فيروس (19-COVID) من عدمه بشكل سريع وموثوق يتم تسجيل نتيجته إلكترونيا دون تدخل بشري وإرساله آنيا وإلكترونيا لجميع المواقع داخل المطارات ولجهات الاختصاص في مطار الوجهة. وحيث ستعتمد التكنولوجيا المطلوبة في الأساس علي الاتصال الرقمي فائق الدقة والسرعة فلابد أن تكون النظرة تفاؤلية حيث تم إطلاق خدمات تكنولوجيا الجيل الخامس وكذلك القفزات التطويرية والتطبيقية التى تمت في مجال إنترنت الأشياء، البلوكتشين، الذكاء الاصطناعي والروبوتات والتي ستساعد جميعها وبشكل كبر في تصميم ووضع الحلول المطلوبة قيد التنفيذ في زمن قياسي إن توافرت الرغبة لدى الجهات المستفيدة من هذا التطوير التكنولوجي.