سعودي متقاعد يزور 700 موقع سياحي وتاريخي ويستكشف 250 مَعلمًا طبيعيًا في المملكة
الرياض – واس:
إعداد: محمد القحطاني
من مُعلم متقاعد إلى رحالة مُستكشف استطاع بفضل الله تعالى ثم بعزيمة الرجال أن يستثمر وقت فراغه في تنمية موهبته التي نشأت معه منذ الصغر في التعرف على المعالم والبيئات المختلقة وذلك في رحلات جاب فيها معظم مناطق المملكة واكتنف رحلاته الغموض تارة والشوق تارة أخرى زار خلالها 700 موقع طبيعي وتاريخي وجيولوجي اكتسب خلالها مهارات جديدة، وتزود بعلوم ومعارف مكنته من أن يصنع لنفسه إبداعًا مختلفًا بعد خدمة قضاها في التعليم ناهضت الخمسة والعشرين عامًا قدم خلالها أروع الأساليب في التعليم لطلابه في المرحلة المتوسطة.
هذه التجربة تؤكد لكل إنسان أن التقاعد لايعني نهاية المطاف بل ربما تكون البداية له في مكان آخر يجد فيه متعته بعد عطاء السنين في العمل، فالمملكة ولله الحمد عبارة عن جغرافيا طبيعية مفتوحة تزخر بالمواقع السياحية البيئية الجاذبة في البحار، والجبال، والوديان، وأعماق الأرض كالكهوف، فضلاً عن المعالم التاريخية والجيولوجية التي يبحث عنها المهتمون بالسياحة العلمية لاكتشاف ماوراء التاريخ، وهذا ما قام به الرحالة صالح بن عبدالرحمن الغفيلي الذي التقى به فريق “واس” اليوم في الرياض ضمن مشروع تنفس صيف السعودية.
وولد الرحالة الغفيلي في محافظة الرس التابعة لمنطقة القصيم وترعرع ما بين رمالها وهضابها وشعابها الجميلة واستلهم من معالمها التراثية الضاربة في التاريخ محبته في التعرف على كنوز كل منطقة من مناطق المملكة، ليبدأ رحلته كهاوٍ للسفر والترحال بين التاريخ والطبيعة حتى تمخضت لديه الفكرة بعد التقاعد وتحول إلى مستكشف محترف مع فريق من السعوديين من مختلف التخصصات والأعمار ويكتشف معهم 250 معلمًا طبيعيًا في المملكة، و 60 عقبة جبلية في المناطق الجنوبية، ناهيك عن مختلف الآثار من الأحافير، والنقوش، والقطع القديمة الضاربة في عمق التاريخ.
إنها رحلة استكشاف كنوز المملكة على حد قول صالح الغفيلي الذي بدأ شغفها يبرز لديه حينما كان يرافق والده – رحمة الله – في سفره وهو في سن العاشرة، فقد شده خلالها مناظر الجبال والأودية والشعاب وتنوع التضاريس والبيئات، وأعجب كثيرًا بقصص السِير التي وقعت معظم أحداثها في الجزيرة العربية، ليتتبع هذا الأثر التاريخي الكبير، وُيسجل مع زملائه معالم متنوعة عدت في سنهم آنذاك بالاستكشاف المذهل، لكن قصة تحوله لرحالة ذي شغف كبير برزت بعد أن أصبح متفرغًا عقب التقاعد، لتتكون لديه خبرة في العديد من المواقع بمناطق المملكة بعد أن شارك الرحالة الأكاديميين في رحلاتهم العلمية، ومع هيئة المساحة الجيولوجية السعودية التي زار معها عددًا من المواقع في رحلات جوية وأرضية وثق خلالها معالم حرات المملكة، كما شارك مع الهيئة العامة للمساحة في حصر الأسماء الجغرافية لإصدار خرائط طبوغرافية للمملكة، ومع فريق أطلس لإصدار أطلس المملكة التابع لوزارة التعليم العالي – آنذاك- والهيئة السعودية للحياة الفطرية.
والغفيلي هو واحد من أكثر من 20 مليون مواطن ومواطنة سعوديين يمتلكون في داخلهم العزيمة والإبداع والشغف للمعرفة، فقد أكد للعالم مجددًا أن المملكة العربية السعودية بلد غني بالثروات الطبيعة والتاريخية المتنوعة التي لا يمكن حصرها وإن تحدث عنها المتحدثون، فمن خلال قصصه التي سردها لفريق “واس” عندما كان بين أحضان هذه المعالم ووسط تنوعها الجيولوجي والطبيعي والتاريخي شرقًا وغربًا شمالاً وجنوبًا استلهم مدى ما تتمتع به المملكة من إرث جغرافي كبير يُستحق الفخر به والكتابة عن كل جزء منه، فقد زار مواقع شدّت الأنظار لها محليًا وعالميًا فمن بحيرة أم الحيش التي تتربع بمياهها الكبريتية بين رمال الربع الخالي إلى كهف الحباشي شرق الطائف الذي عُد من أهم عشرة كهوف غنية بالمعادن النادرة في العالم وشبهت وكالة ناسا للفضاء مكونات بيئته الجيولوجية ببيئة كوكب المريخ، ناهيك عن ما وُصف بالحدائق البركانية، وكهف ماكر الشياهين وهو من أكبر الكهوف في المملكة، وحجر القدم التي تقع في محمية طبيق شمال المملكة.