رقمنة إدارة الأصول ودورها المحوري في تخفيض النفقات
جدة – سويفت نيوز:
في عالم ما بعد جائحة كوفيد – 19 وظروف انخفاض أعداد المسافرين والتباعد الاجتماعي وانخفاض السيولة، يواجه ملّاك المباني والمرافق والبنى التحتية ضغوطاً هائلة للارتقاء بأداء أصولهم وتعزيز استثماراتهم.
وقد أوضحت شركة سيركو الشرق الأوسط للخدمات العامة أن العديد من شركائهم يواجهون تحديات في فهم كيفية تسخير التكنولوجيا لتحسين إدارة محافظ الأصول الخاصة بهم بغية تحقيق كفاءات جديدة وتقليل الهدر إلى أدنى مستويات.
وهنا، علق بول بوجان، الرئيس التنفيذي للشؤون الرقمية، سيركو الشرق الأوسط قائلا “بإمكان حلول إدارة الأصول الرقمية أن تمثل عاملاً رئيسياً للوصول إلى استراتيجيات جديدة تفيد في تخفيض النفقات ومستويات الصيانة التفاعلية، بالإضافة إلى زيادة العمر الاقتصادي وتعزيز الإنتاجية، من خلال العمل على تسخير البيانات لابتكار حلول فعالة. وغالباً ما تتجاوز نفقات تشغيل وصيانة البنى التحتية سويات التمويل المتوافرة، خصيصاً في الأوقات الحرجة كالتي نعيشها حالياً. كما تنطوي آليات تحديد مجالات الإنفاق الأكثر ملاءمة على صعوبات وتعقيدات متنامية، إذ تتمّ المفاضلة بين إصلاح أو إجهاد أو تجميد أو حتى الإغلاق الكامل للبنى التحتية القائمة خلال الفترة الحالية.”
ويمكن للبيانات والمعلومات التي تقدمها الأصول أن تقدم الحل الأمثل لتمكيننا من اتخاذ القرارات الصحيحة بهذا الإطار. وكما هو الحال في الغالبية العظمى من أدوات اتخاذ القرارات ومبادرات التحول الرقمي، تتمحور حلول بيانات الأصول حول مفهوم بسيط للغاية يقوم على:
- جمع حزم البيانات
- تجميع حزم البيانات باستخدام مخططات وأطر عمل محددة
- تحليل البيانات بالاعتماد على التكنولوجيا
- إنشاء التحليلات المعمقة عبر علوم الحاسوب أو أدوات التمثيل المرئي
- الوصول إلى قرارات أعمال أفضل قائمة على البيانات
وبهذا الإطار، حددنا في سيركو خطوات النجاح الخمس لإدارة الأصول المادية، وهي خطوات ذكيّة فردياً ومتناسقة جماعياً تشمل ما يلي:
تقليص حجم وتعزيز قيمة معايير البيانات المُحدِّدة لأداء وسلامة وعوامل خطورة الأصول يُعتبر عاملاً حاسماً في توجيه استراتيجيات تخطيط استثمارات الأصول وإدارة أداء الأصول.
ما تزال الغالبية العظمى من ملّاك الأصول غير مدركة للمعلومات الأساسية حول أعمالهم، بما يشمل الأصول التي يملكونها ومواقعها والبدائل الإضافية المُخزنة، بالإضافة إلى حالة تلك الأصول. ورغم ذلك، يحرص هؤلاء على إصدار طلبات تقديم العروض لتطبيق حلول الصيانة الاستباقية وإنترنت الأشياء الصناعي.
وأضاف بوجان “وبغية تحقيق الاستفادة الفعلية من متطلبات تدفق البيانات التي حددتها شركة جارتنر ضمن خدمات إدارة الأصول، يتعين اعتماد منهجية شاملة وإدارتها بصورة محكمة بغية الوصول إلى القدرات الكامنة لعمليات اتخاذ القرارات المستندة إلى البيانات.”
يتوجب علينا في مجال إدارة الأصول أن نتعلم الممارسات والقواعد الرئيسية قبل أن نتمكن من المضي قدماً إلى مستويات أبعد.
ونعتقد في سيركو بأن تحسين أساليب العمل ينطوي على أهمية بالغة في تعزيز القيمة الفعلية لطريقة إدارة الأصول على امتداد دورة حياتها، وذلك عبر الاستفادة من أحدث السياسات والإجراءات في مجال إدارة الأصول، مدعومةً باعتماد التقنيات المناسبة، بما فيها أنظمة إدارة الصيانة الحاسوبية وإدارة المرافق بمساعدة الحاسوب والأنظمة المدمجة لإدارة أماكن العمل ونظام إدارة أصول الشركات.
وأضاف بوجان “وهنا يجب أن نسأل أنفسنا فيما إذا كانت الطرق التقليدية لإدارة الأصول هي فعلاً الطرق الأمثل التي يجب اتباعها في المستقبل. ويتعين علينا الحرص على تقبّل التغيير واعتماد سبلٍ جديدة إن أردنا تحقيق تقدّم ملموس.”
وتشتمل الفرضية المطروحة بهذا الإطار على النقاط التالية:
- البيانات المقدمة بالزمن الحقيقي والبيانات التاريخية والمتعلقة بحالة الأصول بمقدورها تحديد حالة الصيانة القائمة والمتوقعة، شريطة جمع وقياس البيانات بدقة.
- تحديد خواص البيانات لكافة الأصول الفردية (البيانات الأصلية والمتفرعة عنها) القادرة على تعزيز مستويات الأداء أو السلامة أو عوامل الخطورة، وربطها مع جدول الصيانة الاستباقية المتوقع، واختبار مدى القدرى على تجاوز أو تحسين المستويات المرجعية.
- ستكون التحليلات المعمّقة الممكن استنتاجها متناسبة مع مستويات التدخل المحتملة اللازمة، ومع التوقيت والتكاليف المطلوبة للمحافظة على مستويات الأداء التي يمليها السياق التشغيلي لتلك الأصول.
سيواجه العملاء الذين لا يراعون هذه العوامل تحديات كبيرة في وضع أولوياتهم الاستثمارية، وخاصة تحديد النفقات الرأسمالية أو التشغيلية، بغية تعزيز أداء محفظة أصولهم بصورة أكثر كفاءة وفاعلية.
وعلق بوجان بهذا الصدد “لذا فإننا نحتاج إلى استغلال أكبر قدر ممكن من نقاط البيانات المرجعية، والتأكد من حالة الأصول بالنسبة لفترة صلاحيتها المتبقية، بتهدف تحديد توقيت وماهية الخطوات الواجب اتخاذها.”
وتُجسد هذه المرحلة بحد ذاتها عاملاً رئيسياً في تحليلات دورة الحياة بالاستناد إلى أداء الأصول الفردية، وتوفر مستوى مرجعياً فعلياً يتيح طرح الأسئة الأكثر صعوبة وتعقيداً حول توقيت ومواضع تخصيص النفقات الرأسمالية أو التشغيلية ذات الصلة بأداء الأصول، وفي ضوء البيئة والمتطلبات التشغيلية التي تعمل خلالها.
وفقط عند الوصول إلى الحد الأقصى من مصادر البيانات بالإمكان اعتماد أداة المراقبة الإضافية بهدف النهوض بالمستوى المرجعي إلى السوية الاستباقية، شريطة أن يكون متكاملاً مع أنماط الأعطال التي من غير الممكن الوصول إليها عبر مصادر البيانات القائمة.
وبعد ذلك، يمكننا البدء سوية بدراسة استراتيجيات إنترنت الأشياء والتوائم الرقمية والمرافق التشغيلية، ويصبح بالإمكان انتقال معلومات الأصول بطريقة منطقية انطلاقاً من المراحل النظرية ووصولاً إلى مراحل وقف التشغيل، مع العمل المستمر على دفع الأداء المستدام باتجاه منهجية الصيانة مضبوطة التوقيت، والتي تضمن وجود الشخص المناسب في الزمان المناسب لإجراء الخدمة المناسبة.
وبغية الاستيعاب والتطبيق الكاملين لآليات الصيانة الاستباقية بصورة تُحقق تحسين العمليات عبر البيانات بالزمن الحقيقي، فإننا بحاجة إلى فهم الممارسات السابقة، والحرص على جمع البيانات القائمة بصورة واضحة ومتناسقة لنتمكن من توقع نتائج التدخل في المستقبل. ومن خلال نجاحنا في تنفيذ هذه الخطوات، سنتمكن من الوصول إلى القدرات الكامنة للأصول الرقمية.