مقالات

بين السنوات العجاف بعض الاخضرار

بقلم – عدنان صعيدي:

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كان أول لقاء وتعارف بيني وبين الدكتور عبد العزيز النهاري ــ يرحمه الله ــ عندما كان سكرتيرا لجريدة البلاد حيث كنت أعمل متعاونا مع الجريدة فاسلمه المواد كما يقال ( بعبلها ) وبلا عناوين فيقوم هو بتعديل ما يلزم لأجدها في اليوم التالي او بعده وقد نشرت، ويحدث كثيرا ان يكلفني بتغطيات صحفية او اجراء لقاءات مع بعض الشخصيات او المسؤولين .
لم تطل فترة تعاوني مع جريدة البلاد فقد كانت الإذاعة اكثر جذبا لي لكن العلاقة لم تنته مع الدكتور النهاري حيث كنت اشاهده في الجامعة مواصلا لدراسته ثم معيدا ثم ابتعث لأمريكا وعاد بعد حصوله على درجة الدكتوراه، وأيضا عاد للعمل في الصحافة وفي جريدة البلاد حتى اصبح رئيسا لتحريرها بالإضافة الى عضويته لهيئة التدريس في جامعة الملك عبد العزيز في قسم المكتبات .
أيضا كان الدكتور النهاري يتعاون مع إذاعة جدة حيث كان يعد ويقدم برنامج “المايكروفون الصحفي” لفترة ثم ترك التعاون مع الإذاعة كمعد ومقدم للبرامج لكنه كان يستضاف في العديد من البرامج وكنت ممن استضفته لأكثر من مرة فهو متحدث في مجال المكتبات بشكل مقنع واعتقد اني أيضا لمست ذلك من بعض طلبته في الجامعة .
لا اذكر على وجه التحديد البرنامج الذي استضفته فيه عام 1415هـ في مكتبه في جريدة البلاد، وقبل اللقاء عرض علي التعاون مع شبكة راديو وتلفزيون العرب (ART) باعتباره مديرا عاما للإنتاج بالمملكة ثم نائبا للرئيس الشيخ صالح كامل ــ يرحمه الله ــ بعد ان كان فقط مسؤولا عن النشرة الاقتصادية، ولقد عملنا سويا وكثير من الزملاء من المملكة ومن مصر ومن سوريا بجهد وتعاون كبيرين حتى اصبح مركز المملكة للإنتاج من افضل المراكز وربما اجملها بين مراكز الإنتاج التابعة لشبكة راديو وتلفزيون العرب (ART) .
الدكتور عبد العزيز النهاري كان صبورا مجتهدا وعاش بداية حياته العملية والتعليمية سنوات عجاف قاسيات حتى شاء الله له ان يلتحق بالعمل الصحفي بفضل استاذه وصديق عمره الدكتور هاشم عبده هاشم، والحقيقة ان الكثيرين وانا منهم لم نكن نعرف تلك السنوات العجاف لكني كنت استشعرها ربما من خلال بعض احاديثه عن حياته رغم انه مقل كثيرا في الحديث عن هذا الجانب.
حقيقة ان كثيرا من الناس كانت تنظر الى سنوات الاخضرار في حياة الدكتور عبد العزيز النهاري في كل موقع يعمل به دون النظر الى صبره وجلده ليس فقط على العمل بل وعلى مضايقة الناس له او حسد بعضهم لما هو فيه، وكحياة الكثيرين من الناس ــ وهي سنة الحياة ــ انتهت حياة الدكتور النهاري الاكاديمية والصحفية وقدر الله ان اعتلت صحته ومكث فترة طويلة في لندن للعلاج ثم عاد واصبح ملازما للبيت حتى وافاه الاجل هذا اليوم الاحد .
أيضا كانت السنوات الأخيرة من عمر الدكتور عبد العزيز النهاري هي سنوات عجاف بسب مرضه احسب انها انسته اخضرار بعض سنوات حياته فالمرض واعتلال الصحة ــ وهو قدر الله ــ يجعل كثيرا من الناس يتمنى لو يقايض بكل ما يملك لتعود اليه صحته .
اخي الدكتور عبد العزيز النهاري . . اعلم انك لن تعرف ان ارثيك وحزنت كثيرا عندما وصلني خبر وفاتك وبصدق لا املك الا الترحم عليك ودموعا تستحقها زمالتك وصداقتك وابتسامتك التي تلقى بها الناس . . رحمك الله واسكنك فسيح جناته .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى