ادم وحواء

آلاء بحري .. أول سعودية تبدع في صنع العيون وتركيبها

جدة – هدى المالكي:

تُعدّ السعودية آلاء حسين بحري أول متخصصة في مجال تصنيع العيون الاصطناعية وتركيبها، وتعمل في أول عيادة مرخصة من نوعها في هذا المجال في المنطقة العربية، ما مكّنها من خدمة مجتمعها في إنقاذ كثيرين ممن فقدوا عيونهم، ومن هم في حاجة ماسة لتركيب عيون اصطناعية.

تقول بحري إنها تسعى إلى عقد شراكات مع جميع مراكز العيون في السعودية، وعدد من دول الخليج العربي، لإجراء تركيب العيون الاصطناعية للمتضررين غير المقتدرين، معتبرة ذلك في إطار الشراكة المجتمعية وواجبها لمساعدة المحتاجين.

مسبقة الصنع

وأوضحت بحري أنه يوجد فرق كبير من نواحي الشكل والنوعية والجودة والنتيجة النهائية بين العين الاصطناعية المصنعة يدوياً والعين الاصطناعية مسبقة الصنع. وقالت: «نحن في عيادتنا نصنع العين الاصطناعية يدوياً لكل مريض على حدة وفق الحجم المناسب؛ أي بأخذ مقاس تجويف العين، ونطابق اللون كي تكون العين الاصطناعية أقرب ما تكون لعين المريض الطبيعية. أما العيون الاصطناعية مسبقة الصنع، فهي مصنّعة بكميات كبيرة ومواد رديئة، ويركّبها عادة شخص غير متخصص بتركيب العين».

وأضافت «شدتني صناعة وتركيب العيون الاصطناعية لأنها تخصص نادر، ولا يوجد أي متخصصين في هذا المجال في المملكة العربية السعودية وعموم دول الخليج العربي، بالإضافة إلى ذلك، هناك شيء إضافي يميز هذا التخصص هو جانبه الإنساني الذي يمكن من مساعدة الفئة التي فقدت واحدة من أهم الحواس».

دمج الألوان

بحري أوجزت طريقة صناعة العين الاصطناعية، بأنها «تمر بمراحل عدة من التصنيع المتقن؛ تبدأ بقياس تجويف العين المصابة من خلال قالب، ونأخذ مقاسات حدقة المريض وقزحيته، ثم نسجل لون القزحية ولون كرة العين، ونبدأ بالمرحلة الأولى من التلوين، ودمج الألوان بدقة متناهية حتى نصل إلى تطابق كامل، وبعد ذلك نرسم الأوعية الدموية لإعطاء البعد الثالث للعين الاصطناعية لتبدو العين طبيعية جداً. وفي عيادتنا نستخدم أفضل التقنيات ليحصل المريض على أفضل النتائج، وتكون لديه عين اصطناعية أقرب ما تكون للعين الطبيعية».

السن المناسبة

وعن التوقيت المناسب لتركيب العين للمريض، أكدت بحري أنه «لا توجد سن معينة لتركيب العين الاصطناعية، ففي عيادتنا نستقبل أطفالاً رضعاً، وكباراً في السن، ولكن نؤيد تركيبها في سن مبكرة تفادياً لأي أضرار قد تحصل للعين، فيزيد ذلك من صعوبة تركيبها، ومن جانب آخر يساعدهم على التأقلم بشكل أسرع ولا يشعرهم بالحرج أو الإحباط في تعاملهم مع أصدقائهم في المدرسة أو مع المجتمع الخارجي».

وأوضحت بحري أن المرضى الذين يحتاجون إلى تركيب عيون اصطناعية هم أولئك الذين فقدوا أعينهم بسبب تشوه خلقي، أو في حوادث، أو بسبب الأورام السرطانية، أو لأمراض أخرى مختلفة، مثل بعض حالات السكري وانفصال الشبكية، وارتفاع ضغط العين، أو التهاب أدى لفقدان العين.

وقالت المتخصصة السعودية إن «العين الاصطناعية غير دائمة، ولها عمر افتراضي؛ إذ يجب تغييرها كل ثلاث إلى أربع سنوات، ولابد من صقل العين كل ستة أشهر تفادياً للالتهابات والمشكلات التي قد تصيبها».

وأضافت بحري «في عيادتي استخدم أحدث التقنيات لعمل وتصنيع العيون الاصطناعية، ونستخدم في بعض الحالات تقنية ثلاثية الأبعاد في صناعة العيون الاصطناعية».

الصعوبات والصبر

بحري أكدت أيضاً أن «الصعوبة في مجال تصنيع العيون الاصطناعية هي التحدي في عمل عين اصطناعية أقرب ما تكون للعين الطبيعية؛ لأن هذا يتطلب مجهوداً كبيراً من الاختصاصي، ويتطلب أيضاً صبراً ومتابعة من المريض، ورغبته في العلاج حتى النهاية».

وختمت الاختصاصية آلاء بحري بالقول: «أنا عضو في الجمعية الأميركية الكندية للعيون الاصطناعية، وما أسعى إليه حالياً هو الحصول على شهادة البورد».

صناعة العيون

ليست الحروب والصراعات هي السبب الوحيد الذي يؤدي إلى فقدان الناس لعيونهم؛ فهناك أشخاص يفقدون عيونهم أثناء العمل، وقد يؤدي لعب الأطفال إلى ذلك أيضاً، بالإضافة إلى حوادث معينة كثيرة، أو أن تفقأ عين آخر وهو في مدينة للملاهي أو لأسباب أخرى عديدة مثل العبث في الألعاب النارية أو مسدسات الخرز.

وتطورت صناعة العيون إلى الحد الذي أصبح معه المرء لا يلاحظ أن بعض الذين ربما يقابلهم أو يتعامل معهم لديهم عيون اصطناعية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى