أسعار النفط الأمريكي تعاود الإرتفاع غدا وماحدث من هبوط في الاسعار يعرف بظاهرة كونتانغو
كتب – المحرر الإقتصادي:
تفسيرا لما حدث خلال الساعات القليلة الماضية من هبوط حاد في أسعار النفط الأمريكي فإن ماحدث هو أمر طبيعي حيث يتم تداول عقود نفط نايمكس بشكل شهري والعقد الأقرب حاليا هو عقد شهر مايو وسعره والذي ينتهي يوم غد الثلاثاء 21 أبريل، بينما يتم تداول عقد شهر يونيو عند 23.72 دولار اي بفارق 8 دولارات ونصف وسيصبح هذا العقد من يوم غد العقد الاقرب..
هذه الظاهرة تسمى بـ “كونتانغو” وعكسها تسمى “باكوردايشن” اي عندما يكون السعر للشهر الأقرب أعلى من الشهر التالي..
في العادة يكون الفارق بين العقد الأقرب والذي يليه (الكونتانغو) نصف دولار أو دولار واحد فقط لكن بسبب انخفاض الطلب وارتفاع المخزونات فإن مشتري العقود اصبحوا يرغبون في التخلي عن عقودهم وبيعها باي سعر ممكن قبل انتهاء العقد يوم غد ولذلك نشأ هذا الفرق الكبير بين الشهرين والذي ربما يكون الاعلى في تاريخ النايمكس (ربما حصل فرق مماثل أثناء الازمة العالمية في عام 2009)..
من يشتري عقود النفط نوعان أما أن يكون فعلا يرغب في استلام الشحنات (المصافي وغيرهم) أو أنه مجرد مضارب (لايرغب في شراء البراميل بالفعل) وانما هدفه الربح قصير الاجل وبيع العقد قبل موعد الاستلام لئلا يتسلم البراميل التي اشتراها ..
من يرغب في استلام البراميل فعليا عليه أن يستلمها في “كوشنج” بولاية اوكلاهوما حيث توجد أماكن التخزين للنفط الخام … لكن بسبب انخفاض الطلب الفعلي ووفرة الانتاج فإن المخزونات ترتفع في الخزانات بهذا المكان منذ عدة اسابيع ويتوقع أن تبلغ طاقتها القصوى خلال الاسابيع القادمة لذلك اذا كنت مديرا لمصفاة اشترت عقود شهر مايو التي تنتهي غدا ولاتحتاج هذه البراميل حاليا فامامك خيارين أما أن تخزنها بكلفةعالية في “كوشنج” أو تتخلص من العقد نفسه بالبيع وهذا يضغط على سعر الشهر الاقرب (مايو) مقارنة بالشهر التالي…
أما النوع الثاني من المشترين وهم المضاربون الذين اشتروا عقود شهر مايو ولأنهم على اطلاع بمشكلة المخزون المتوقعة في نقطة التسليم اضطروا اما لبيع عقودهم (ينتج عن ذلك ضغط على السعر لشهر مايو) أو للانتقال الى عقد الشهر التالي (Roll Over) ومن بين هؤلاء صناديق الاستثمار في النفط الخام التي يتوجب عليها بيع عقود شهر مايو قبل انتهاءه يوم غد وشراء عقد يونيو بديلا منه (ينتج عن ذلك خسارة كبيرة)..
الخلاصة أن الفارق بين سعر الخام للشهر الأقرب والشهر الذي يليه(الكونتانغو) تتوسع بشكل كبير جدا عندما تكون هناك مشاكل في التخزين وتتقلص عندما تعود الأمور الى طبيعتها بل أن الفارق قد يصبح موجبا عندما يحصل شح في المخزونات أو توقعات بذلك