يواجهون تحدّي “كورونا” بأعلى معايير السلامة والتزام الإجراءات الاحترازية..أبطال أرامكو السعودية في الخطوط الأمامية لإمدادات الطاقة إلى العالم
يؤكد موظفو أرامكو السعودية يومًا بعد يوم أنهم على أعلى درجات الكفاءة والاحترافية في التعامل مع الأزمات والتحديات التي تواجه أعمال الشركة في جميع قطاعاتها. ومع التحدي الاستثنائي للانتشار فايروس كورونا المستجد، واجهت الشركة وموظفوها هذه الجائحة بتطبيق أعلى معايير السلامة من خلال خطط الاستجابة في مثل هذه الحالات.
ويقف موظفو الشركة وموظفاتها في الخطوط الأمامية في جميع مناطق أعمالها في مختلف مناطق المملكة، بكل جدٍّ واهتمامٍ ومثابرةٍ، لتعزيز مرونة وموثوقية الشركة، ودعم اقتصاد المملكة، وضمان إمدادات الطاقة للعالم.
وأسهم هؤلاء الأبطال في صناعة تاريخ جديد وتحقيق إنجاز غير مسبوق في تاريخ أرامكو السعودية العريق، ممثلًا في رفع إنتاجها اليومي إلى 12 مليون برميل من النفط الخام، فيما وصلت الإمدادات إلى 12.3 مليون برميل يوميًا، مؤكدة قدرتها الفائقة على الوفاء بالتزاماتها تجاه عملائها في أرجاء العالم، ومعززة مكانتها الرائدة بوصفها المورّد الأكثر موثوقية في صناعة الطاقة. وظهر ذلك جليًا حيث لم تشهد إمدادات الشركة من النفط الخام أو الغاز أية انقطاع أو تأثّر رغم الظروف الاستثنائية التي ضربت العالم أجمع.
أبطال الخطوط الأمامية
ترتبط أرامكو السعودية بطاقة العالم في جميع الظروف، وإنتاج تلك الطاقة وإمدادها الموثوق به هو حجر الزاوية للشركة والتزامها مع عملائها، لذلك يعمل أولئك الأبطال بكل جهدٍ وإخلاصٍ من أجل الوفاء بهذا الالتزام، وفقًا لخطط الوقاية والطوارئ التي وضعتها الشركة في كل مناطق أعمالها بما يضمن استمرارية العمل، وحتى تتمكن من الوفاء باحتياجات العالم من منتجات الطاقة.
في مصفاة جازان، يحرص المهندس الميكانيكي ممدوح محمد عبيري، على مواصلة عمله إلى جانب زملائه للإيفاء بالتزامات الشركة المحلية والدولية، وهو سعيد بما يحققه من إنجاز ودور في تشغيل المصفاة، قائلًا :”بينما يعاني العالم بسبب انتشار فايروس كورونا المستجد، فإنني كمهندس صيانة في مصفاة جازان أعمل مع زملائي بكل جدٍّ واجتهاد، آخذين جميع الاحترازات واتباع جميع سبل الوقاية من هذه الجائحة، وملتزمين بتوجيهات الجهات المختصة، وما يردنا من تعليمات من إدارة الشركة”.
ويضيف المهندس عبيري “مع إدراكنا التام لصعوبة الوضع الراهن، فإننا نعمل كفريقٍ واحدٍ، بعزيمٍة وفخرٍ، من أجل ضمان سلامة كل أفراد الفريق، والعمل المستمر من أجل إمداد العالم بالطاقة”.
تجاوز التحديات
يشعر أولئك الأبطال بالفخر، وهم يواصلون العمل بكل دقة وإتقان، حيث يعبّر فني الآلات بمعمل الغاز في واسط علي عبدالله الرشيد، عن ذلك بقوله “نحن في قسم الصيانة بمعمل الغاز في واسط، نعمل كفريقٍ متحدٍ من أجل تعزيز كفاءة وموثوقية الإنتاج، عن طريق مراقبة الأجهزة والمعدات وصيانتها. لقد مررنا فيما مضى بكثيرٍ من التحديات، ونجحنا في تجاوزها، بحمد الله، وذلك بفضل العمل بروح الفريق، والأخذ بروح المبادرة والتعلم من التجارب”.
وبدورها تشير المهندسة نورة الجريد بوحدة الهندسة في إدارة إنتاج الغاز بالعثمانية، إلى أن مسؤولياتهم تتضمن الحفاظ على إنتاج الغاز في جميع أنحاء الحقل، وتقول: “أنا شخصيًا مسؤولة عن 26 بئرًا مُنتجًا للغاز في المنطقة النائية، كما أنني أراقب الآبار بشكلٍ يوميٍ. وعملنا يساعد على توفير الطاقة للمملكة، ومن أجل المحافظة على مسؤولية وموثوقية أرامكو السعودية، وخلال ذلك نتأكد من اتباع جميع تدابير السلامة، والالتزام بالمسافات الآمنة، أما بالنسبة للاجتماعات فنستخدم برامج آمنة عبر الإنترنت، ونخضع يوميًا لإجراءات الفحص الحراري عند القدوم إلى العمل”.
الشعور بالمسؤولية
اعتاد موظفو أرامكو السعودية على الإنجاز والتميّز لذلك يعشقون التحدّي ومواجهته بأقصى درجات السلامة ومعاييرها، وذلك ما يؤكده حسين فؤاد حسين، موظف التشغيل في غرفة التحكم بمصفاة رأس تنورة، بقوله: “إمداد المملكة والعالم بالطاقة مسؤولية نستشعر معها مدى أهميتها اليوم أكثر من أيّ وقت مضى. وذهابنا للعمل أنا وزملائي في مثل هذه الظروف يُشعرنا بالفخر لأن ما نقوم به أمر ضروري لاستمرار تدفق الطاقة. وبينما نحرص دائمًا على تطبيق أعلى معايير السلامة، فإننا خلال الظروف الراهنة، نتخذ إجراءات أكثر حرصًا لتضمن سلامتنا وسلامة الآخرين”.
وتوضح المهندسة نورة البيز بأنها تعمل كمهندسة أعمال في مصفاة رأس تنورة منذ عام 2019م، فإن مسؤوليتها هي مراقبة تشغيل المعمل، وتحديد المشكلات التي تحتاج إلى تدخّل. وتقول المهندسة البيز “نحن جزء مهم من أعمال الإنتاج في أرامكو السعودية، ونحرص من خلال عملنا على تلبية الطلب على المنتجات المكررة دون انقطاع، فمنتجاتنا مطلوبة أكثر من أيّ وقت مضى في خضم مواجهة العالم لتحدياتٍ جديدةٍ”.
بيئة آمنة
وتتكامل أعمال التشغيل في أرامكو السعودية في مختلف مواقع العمل، حيث يعمل الموظف عبدالله الحسني، مشرف مبنى بإدارة خدمات المكاتب في الظهران، على مشاركة ونشر المعلومات الصحيحة بشأن فايروس كورونا المستجد، وإجراء تدريب لموظفي الشركة على التطبيق المناسب للتعقيم والتطهير في المناطق المعرضة للعدوى. ويقول الحسني “هذه الأنشطة يمكن أن تساعد في منع انتشار الفايروس. فمن خلال عملنا، تقدم أرامكو السعودية خدمات المكاتب على مدار الساعة، بهدف حماية الموظفين من خلال توفير بيئة عمل صحية لهم”.
ويؤكد ذلك موظف الأمن الصناعي عبدالعزيز خليفة أبونيان، قائلًا إن مهمته الرئيسة، كرجل أمن صناعي، تتمثّل في حماية الأرواح والممتلكات. ويضيف “في ظل الوضع الراهن الذي يمر به العالم، فإن عملنا يستلزم مزيدًا من الجهد والالتزام، من أجل ضمان سلامة زملائي، وموظفي الشركة وأفراد أسرهم، سواء في مكاتب الشركة أو مرافقها السكنية. ونحن نعمل بطمأنينة وثقة، حيث وفرت لنا الشركة كل أدوات السلامة الضرورية للعمل في بيئة آمنة وسليمة”.
العمل عن بُعد
لقد اتضح جليًا أهمية الأعمال الرقمية لجميع الشركات العالمية في هذا الوقت العصيب، وهو ما عملت عليه أرامكو السعودية، منذ استشعارها بالأزمة، مع عملائها وشركائها لتقديم الخدمات والحلول المطلوبة لهذه المرحلة. ومع استمرار الاضطراب غير المسبوق الذي تسببه جائحة فايروس كورونا المستجد في جميع أنحاء العالم، فإن دائرة تقنية المعلومات في أرامكو السعودية تعمل بسرعة استجابةٍ فورية، لدعم استمرارية أعمال الشركة، والحد من أيّ آثار سلبية محتملة عليها، حيث شعرت الدائرة بأن العمل عن بُعد سيكون واقعًا لا محالة، وذلك من أجل حماية الموظفين، فكان لزامًا عليها أن تحشد كل الطاقات اللازمة لوضع الخطط وتنفيذها، ومنح الصلاحية اللازمة لاستمرارية الأعمال في الشركة بحلول ذكية.
وقد مكَّن هذا الاستعداد تقنية المعلومات من الاستجابة والتعاون مع إدارات الشركة المختلفة على وجه السرعة، وتلبية المتطلبات اللازمة لعمل الأفراد من مواقع مختلفة، وتمكينهم من التواصل والتفاعل عبر الأدوات الرقمية، مع الاستمرار في المحافظة على أعلى معايير الأمن السيبراني. كما تم تمكين الموظفين من العديد من تطبيقات العمل عن بعد ومن المنزل، ليستفيدوا منها في العمل عن بُعد. وتمكِّن هذه المرونة الموظفين من الاستمرار في أداء أعمالهم عن بُعد دون توقف.
إلى جانب ذلك، تم تفعيل برنامج سكايب للأعمال على جميع أجهزة الكمبيوتر المحمولة والمكتبية التابعة للشركة، بما في ذلك أجهزة موظفي دائرة الكيميائيات وشركة أرامكو التجارية، من أجل تمكين التواصل بين أعضاء الفرق، وعقد الاجتماعات عبر الإنترنت، والاستفادة من خاصية الرسائل الفورية، والاتصالات الهاتفية والمرئية، وخاصية تقديم العروض للمشاركين. وأُجريت خلال الشهر الماضي أكثر من 11250 جلسة عبر الإنترنت باستخدام مكالمات الفيديو الجماعية من خلال برنامج سكايب للأعمال.
التقنية لاستمرارية الأعمال
وبهدف الحد من الحاجة لعقد الاجتماعات المباشرة وتجنُّب اللقاءات المكتظة بالموظفين، مكَّنت تقنية المعلومات أدوات تقنية لعقد مكالمات الفيديو الجماعية، حيث يستطيع المشاركون الانضمام إلى هذه الاجتماعات عبر مختلف وسائط الاتصال، بما في ذلك أنظمة الاتصال في غُرف الاجتماعات، وأجهزة الكمبيوتر الثابتة، وتطبيقات الهاتف المحمول، وخطوط الهواتف الثابتة والجوالَّة.
وقد تم تزويد أجهزة الكمبيوتر المحمولة وكذلك الهواتف الذكية بخاصية مشاركة المحتوى، لتمكين المشاركين في هذه الاجتماعات من مشاركة العروض التقديمية فيما بينهم. بالإضافة إلى ذلك، يُتيح هذا النظام المتقدِّم إجراء اتصالات آمنة مع البائعين والعملاء والشركاء حول العالم من خلال منصات مختلفة.
وعلى الصعيد الداخلي، تم إجراء تدريبات عالية المستوى فيما يرتبط باستمرارية الأعمال، ليتم تنفيذها بعد ذلك بشكل مُختار لضمان سلامة القوى العاملة في الشركة وحماية أعمالها.
وتستمر جميع الأعمال المهمة لتقنية المعلومات على مدار الساعة، ويتم المحافظة على الدعم الميداني للأعمال التي تتطلب استجابة وحضورًا فوريًا. وفي الوقت نفسه، تمت مضاعفة الدعم الذي يقدِّمه مركز الاتصال الخاص بالمساندة التقنية لموظفي أرامكو السعودية العاملين في مكاتب الشركة أو المنازل.
[14:00, 16/04/2020] Jassim Alyaqout: