التنمر .. ظاهرة تثير القلق ولكن!
بقلم – الدكتور محمد عبد الفتاح اليماني:
استشاري طب الاطفال
بات التنمر واحدة من الظواهر المقلقة التي تهدد الكثير من المجتمعات نتيجة تطور وسائل التواصل الاجتماعي والتطور الذي شهدته المجتمعات بشكل عام فقد كان التنمر في السابق يعتبر إحدى العادات المزعجة في مرحلة الطفولة، ولكن ينظر إليه الان على أنه مشكلة خطيرة. وعليك أن تتعلم كيف تعرف بتعرض طفلك للتنمر وأن تفهم كيفية الاستجابة لمساعدته في التعامل مع هذا الأمر.
فالتنمر هو حالةٌ من الاستقواء أو التسلّط أو البلطجة والاعتداء الجسديّ واللفظيّ الذي يمارسه أحد الأشخاص على شخصٍ آخر بشكلٍ متكرر، ويكون على شكل السخرية الدائمة منه، تهديده، إجباره على القيام بعملٍ ما، وتصل في كثير من الأحيان إلى الضرب أو الإيذاء الفعليّ بهدف السيطرة على الضحيّة وإذلالها.
كما يعتبر التنمر هو شكل من أشكال العدائية والذي ينطوي على قيام شخص واحد أو أكثر بتهديد أو مضايقة أو إيذاء الضحية بشكل متكرر ومتعمد نظرًا للاعتقاد بعدم قدرة الضحية على الدفاع عن النفس. قد يأخذ التنمر أشكالاً عديدة. على سبيل المثال:
- التنمر البدني. يشمل هذا النوع من التنمر الضرب والعرقلة والركل وكذلك تدمير ممتلكات الطفل.
- التنمر اللفظي. يتضمن التنمر اللفظي المضايقة والتنابذ بالألقاب والسخرية وإبداء تعليقات جنسية غير لائقة.
- التنمر النفسي أو الاجتماعي. يتضمن هذا النوع من التنمر نشر الشائعات بشأن الطفل أو إحراجه علنًا أو استثناءه من المجموعة.
- التنمر الإلكتروني. التنمر الإلكتروني هو تهديد أو إيذاء الآخرين باستخدام وسيلة إلكترونية مثل البريد الإلكتروني أو مواقع الويب أو منصات الوسائط الاجتماعية أو الرسائل النصية أو مقاطع الفيديو المنشورة على مواقع الويب أو المرسلة عبر الهواتف.
و نظرا لأن معظم الأطفال لايخبرون والديهم بأنهم يتعرضون للتنمر لذلك على الاباء والامهات الاقتراب من ابنائهم
عزيزتي الام
عزيزي الاب
افتح حوار بينك وبين طفلك اجعله صديقا لك
يحكي لك وتنصت بإمعان وحفزه علي ذكر أدق تفاصيل مايواجهه
اجعل طفلك ينخرط في انشطه أخري غير الدراسه
مثل الرياضه أو حضور حفله فنيه
واكتشف اي موهبه فيه واعمل علي تنميتها بكل وسيله
ولاداعي للتشاجر أو التناحر بين الأبوين أمام الطفل
ونظرا لأن ظاهرة التنمر تضم عدة أطراف يأتي في مقدمتها الطفل المتنمر والطفل ضحية التنمر لذا فعلى أهل الطفل المتنمر تقبّل حقيقة أن ابنهم يمارس عملية التنمر ضد زملائه وعليهم أن يتحدّثوا مع الطفل بكل صراحة ويحاولوا فهم نظرته للأمور والشيء الذي أوصله لممارسة هذا السلوك العدوانيّ، ومن ثم على الأهل تصحيح الخطأ التربويّ الذي ارتكبوه في حقّ الطفل وفرض القوانين الصارمة التي تردعه عن الاستهتار بالآخرين. أما إذا فشلت كلّ تلك المحاولات فلا بدّ وقتها من استشارة أخصائيٍّ نفسيّ وعرض الطفل عليه ليتمكّن من مساعدتهم بخبرته وبالتعاون مع الأهل والمدرسة.
أما بالنسبة للطفل ضحية التنمر فعلى أهله وخاصة الأب أن يتعامل مع الموقف بجدية والايقلل من حجم المشكلة ثم يقوم بتنفيذ الخطوات التالية
- رافق طفلك إلى المدرسة ودع المتنمّرين يرونك معه ويعلمون أنّك بجواره وستدعمه.
- ضرورة إخبار الإدارة المدرسيّة والتحدّث مع أهل الطفل المتنمّر لحلّ الموضوع.
- علّم طفلك إحدى رياضات الدفاع عن النفس ليستخدمها مع المتنمّرين عند الحاجة من دون اللجوء إلى العنف.
- أخبره بمحاولة تجنّب العراك الجسديّ قدر الإمكان حتى لا يتفاقم الأذى والخسائر.
- نبّه طفلك إلى ضرورة عدم تواجده وحيداً والبقاء برفقة الأصدقاء وساعده في تكوين الصداقات.
- درّب طفلك على التحكم بمشاعره والتصرّف ببرودٍ مع المتنمّر حتّى يفقد اهتمامه به ويتوقّف عن مضايقته.
- حاول استكشاف السبب حول اختيار طفلك كضحيّة للتنمّر وحاول العمل معه على تحسين هذا الجانب إن أمكن.
- وهكذا نستطيع اتخاذ خطوات ايجابية جادة لمعالجة الظاهرة من جذورها من خلال تعاون مجتمعي بين أهم أطراف الظاهرة حتى نحارب هذه الظاهرة قبل استفحالها والقائها بظلالها القاتمة على المجتمع