اندبندنت عربية تصف عبد العظيم الضامن بتشكيلي سعودي يخترق حجاب كورونا بـ”رسائل” فنية متفائلة
كتبت – نورة العتيبي:
يُستلهم الفن التشكيلي دائماً مما يحدث في سياقه الاجتماعي والثقافي، إذ لا يمكن فصل الفنون عن الحياة وما يحدث فيها من أحداث كبرى، سواء كانت حروباً أو كوارث طبيعية أو انتشاراً لمرض أو وباء ما.
واليوم، والعالم أجمع يشهد جائحة فيروس كورونا “كوفيد -19″، التي قد تتطور لتكون الأسوأ في تاريخ البشرية، استحوذ المشهد الحالي على الأعمال الفنية، والفنون البصرية، وألهم انتشار الفيروس العديد من الفنانين لإنتاج لوحات وملصقات وأعمال فنية في هذه الفترة.
وفتح الفنان التشكيلي السعودي عبد العظيم الضامن من جزيرة تاروت في محافظة القطيف شرق السعودية مرسمه خلال فترة العزلة المنزلية الصحية، على الحالات الإنسانية ليشكل العلاقة بين المتلقي والفنان شكلاً من أشكال التناقض والغموض الذي يعطي بعداً اعتباطياً في أحيان كثيرة، وأحياناً أخرى يتشكل عبر تواصل ثقافي نابع من مرجعية كل منهما.
وخلال زيارة “اندبندنت عربية” إلى مرسم الضامن، الذي ضمّ أعمالاً فنية عبّرت عن الأوضاع الاجتماعية أثناء فترة العزلة المكانية وانعكاسها على وجوه عديدة تتكشف أمام عوالم خاصة نتج من خلالها توثيق المرحلة الحالية لأوضاع العالم المتزامنة مع انتشار “كورونا”.
حضرت الوجوه البشرية في لوحات الفنان، ولكن هذه المرّة حضرت وهي تخفي ابتسامتها وملامحها التعبيرية وراء قناع طبيّ لتحكي مشهداً غابت خلفه ملامحها لتحارب المرض.
يقول عبد العظيم الضامن إن “هذه اللوحات مبادرة فنية تضامنية تطوعية ركزت فيها على البعد الإنساني بالدرجة الأولى، ثم البعد الفني والثقافي، لأن الفن حالة إنسانية تتولّد مع كل اللحظات التي نعيشها كالأزمات وحالات الحب، ونحن الآن في زمن مجابهة الكورونا، بدأت بإنتاج أعمال فنية تعالج هذه الفترة الزمنية، وقمت بترجمة هذه الحالات بالألوان”.
وتابع “بعد أن قررت الرسم بشكل يومي، أحمل رسالة للعالم في دعوة للسلام والصحة جسدتها في شخصيات منها النساء الممارسات الصحيات والأمهات”.
واستحوذ القناع الطبي على مساحة من وجوه الشخصيات في أعماله محاولاً من داخل مرسمه جاهداً إزالة العزلة الفنية والثقافية التي يعيشها في ظل ظروف انتشار الفيروس، وسعى بين الفينة والأخرى لتوظيف الفن التشكيلي.
لا نعلم حتى الآن الثمن الذي ستدفعه البشرية، بسبب جائحة كورونا، سواء على الصعيد البشري، أو الاقتصادي، أو الاجتماعي، ولكن ما نعرفه، بالتأكيد، أن الفنان التشكيلي يسعى لإقامة معرض تشكيليّ حال انتهاء الوباء، يستعرض فيه الشخصيات مرتدية قناعاً طبياً على وجوهها، لتبقى ذكرى لمن شهد الوباء من البشر، ولتكون شاهداً على عام 2020، العام الذي اجتاح فيه فيروس كورونا دول العالم.