الذكاء الإصطناعي ..سلاح جديد في الحرب ضد كورونا
جدة – سويفت نيوز:
يسعى معهد عبد اللطيف جميل لمكافحة الأمراض المزمنة والأوبئة والأزمات الطارئة (J-IDEA) إلى توظيف خبرة الخبراء المختصين في جامعة إمبيريال كوليدج في تحليل البيانات وإعداد النماذج للمساعدة في الوقوف على أسباب انتشار فيروس كورونا (كوفيد-19) والأزمات الصحية المنعكسة على السكان في جميع أنحاء العالم، وتكثيف جهوده للمساعدة في إيجاد حلول وإستراتيجيات لمواجهة هذه الجائحة وإحتواءها.
لقد أثبت الذكاء الاصطناعي قيمته باعتباره السلاح الأهم في حربنا لمكافحة الأمراض المعدية. فباستخدام أنظمة الكمبيوتر المتقدمة، تزداد قدرتنا على فهم ظهور تلك الأمراض وانتشارها وهو ما لم يكن بإمكاننا معرفته أو القيام به من قبل. والذكاء الاصطناعي – في الاساس – يمكننا من جمع بيانات حية عند تفشي الأمراض المعدية. كما أنه يسمح لنا بالتنبؤ بتأثيرها المحتمل من خلال مقارنة هذه البيانات بالنماذج المتوفرة. ويساعد ذلك بدوره كل من فرق العمل والعلماء على وضع استراتيجيات أكثر فعالية لاحتواء هذا التهديد، بل ولمنع انتشار المرض قبل أن يستقر ويتفشى.
ويقوم معهد عبد اللطيف جميل لمكافحة الأمراض المزمنة والأوبئة والأزمات الطارئة (J-IDEA) بتقديم نتائج النمذجة الوبائية التي استرشد بها صناع السياسات في المملكة المتحدة وبلدان أخرى في الأسابيع الأخيرة. وتقييم الدور المحتمل لعدد من تدابير الصحة العامة، أو ما يسمى بالتدخلات غير الصيدلانة، التي تهدف إلى تقليل معدلات الاتصال بين السكان وبالتالي الحد من انتقال الفيروس وانتشاره.
وفي هذا الإطلر يقدم المعهد استراتيجيتان أساسيتان وهي استراتيجية التخفيف التي تركز على إبطاء انتشار الوباء ولكن ليس بالضرورة إيقافه، ويشمل ذلك الحد من الطلب على الرعاية الصحية مع حماية الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الإصابة بأعراض حادة نتيجة العدوى، واستراتيجية التثبيط، وهي تهدف إلى عكس نمو الوباء، وتقليل أعداد الحالات إلى مستويات منخفضة، والإبقاء على هذا الوضع إلى أجل غير مسمى.
وبيد أن هناك تحديات كبيرة تواجه تطبيق كل استراتيجية منهما، حيث يجد المعهد أن تدابير التخفيف المثلى (الجمع بين العزلة المنزلية للحالات المشتبه فيها والحجر الصحي المنزلي لأولئك الذين يعيشون في نفس المنزل ويشتبه في إصابتهم، وتجنب الاختلاط في حالة المسنين وغيرهم من الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بأمراض خطيرة) قد تقلل من الطلب على الرعاية الصحية بنسبة 2 / 3 والوفيات بمقدار النصف. ومع ذلك، قد لا تؤدي تدابير التخفيف إلى النتائج المرجوة، فقد نشهد مئات الآلاف من الوفيات، يصحبها زيادة في الطلب على أنظمة الرعاية الصحية (وأبرزها وحدات العناية المركزة) عدة مرات، ما يعني أن استراتيجية التثبيط قد تصبح الخيار الأفضل لدى البلدان التي تتوفر لديها الإمكانات اللازمة لتطبيقها.
ويوضح معهد عبد اللطيف جميل لمكافحة الأمراض المزمنة والأوبئة والأزمات الطارئة (J-IDEA) أن التحدي الرئيسي الذي يواجه استراتيجية التثبيط في أن هذا النوع من تدابير التدخل المكثف – أو أي تدابير أخرى فعالة في الحد من انتقال العدوى – تتطلب الإبقاء عليها إلى أن يصبح اللقاح متاحًا (ربما بعد 18 شهرًا أو أكثر)، وإلا فإننا نتوقع أن ينتقل الفيروس بسرعة حال تم تخفيف حدة التدخلات. كما يبين أن منع الاختلاط بصورة متقطعة قد يفضي إلى تخفيف التدخلات مؤقتًا في فترات زمنية قصيرة نسبيًا، ولكن سيتعين إعادة تفعيل التدابير حال تزايد أعداد الحالات المصابة. ولقد أظهرت استراتيجية التثبيط نجاحًا في الصين وكوريا الجنوبية على المدى القصير، ويبقى أن نرى ما إذا كانت ستكون فعالة على المدى الطويل، وما إذا كان من الممكن تخفيض التكاليف الاجتماعية والاقتصادية للتدخلات المطبقة حتى الآن.
تأسس معهد عبداللطيف جميل لمكافحة الأمراض المزمنة والأوبئة والأزمات الطارئة (J-IDEA) في أكتوبر 2019 بالتعاون بين مجتمع جميل وإمبيريال كوليدج بهدف تحسين حياة المجتمعات الأكثر عرضة للإصابة بالأمراض في العالم ، ويعنبرالمعهد الذي يتخذ من الجامعة مقرا له، الأول من نوعه في العالم من حيث التكنولوجيا والأنظمة المتطورة التي يضمها حيث سيعتمد على تقنيات التدخل الحديث لمساعدة المتضررين من الأزمات الصحية الناجمة عن الأوبئة مثل زيكا وإيبولا، والتغييرات المناخية والصراعات. ولا يقتصر عمل المعهد على معالجة الأزمات بسرعة عند حدوثها، ولكن يسعى إلى تحديد أسباب وقوعها وبالتالي إحتمال تنبؤها قبل وقوعها وبذل الجهد للوقاية منها مستقبلا عبر استخدام تحليلات البيانات والتي تساعد صناع القرار من بناء نظم صحية مرنة في مواجهة الأزمات.