الكورونا عند الجيران ” 2 “
بقلم – محمد البكر:
في مقالي الذي نشرته في هذه الصحيفة قبل سبعة أيام وبالتحديد في 24 فبراير تحت عنوان ” الكورونا عند الجيران ” ، حذرت فيه وبشده من إمكانية تسرب بعض من كان في إيران للمملكة عبر المنافذ البرية أو البحرية ، كما أعقبته بتغريدة قلت فيها بأن مشكلتنا ليست في مطاري الدمام والأحساء بل في تلك المنافذ . وبعد ذلك المقال بيومين تم إاقتصار التنقل من وإلى المملكة بجواز السفر بدلا من الهوية الوطنية ، كي يتسنى لموظفي الجوزات عند المنافذ معرفة الدول التي زارها الشخص قبل دخوله للمملكة .
كنا نتوقع مخالفة بعض السعوديين لمنع السفر لإيران ، لكننا في الحقيقة لم نكن نتوقع بأن هناك من سيخفي معلومة سفره في مثل هذه الظروف . فالأذى الذي سيصيبه ويصيب أهله ومعارفه ومجتمعه حين عودته دون إبلاغ الجهات المعنية ، أكبر وأخطر بكثير من أي عقوبات قد يتعرض لها وفق قوانين وأنظمة الجوزات . وقد حدث ما كنا نخشاه حين عاد مواطن سعودي للمملكة من خلال جسر الملك فهد قادما من إيران قبل بدء تطبيق التنقل بجواز السفر .
صحيح بأن الجهات المعنية لم تحدد الخطوة التالية ، إلا أنني أجزم بأنهم سيطلبون من دول الخليج التي كانت لها رحلات من وإلى إيران لتزويدهم ببيانات كل السعوديين الذين عبروا مطاراتهم من بداية شهر فبراير . فمن خلال تلك البيانات يمكن لوزارة الصحة وبقية الجهات المعنية الوصول لهم وبدء الفحص لمعرفة إن كان هناك أي شخص يحمل الفيروس .
وإذا كانت الدولة قادرة للوصول إليهم ، فإنني أناشدهم جميعا بمراجعة الجهات الصحية للكشف طوعا حتى لا تتوسع دائرة المخالطين . فعقاب السفر لدولة ممنوعة لن يؤدي إلى عقوبات قاسية ، بينما الدخول في دائرة الكشف المتأخر عن المرض قد يؤدي إلى وفاة المصاب أو من خالطهم .
لقد تناقل الناس خبر الإعلان عن أول حالة للكورونا في المملكة بشيء من الخوف ، رغم أن ذلك كان متوقعا حدوثه في أي لحظة ، فالمملكة جزء من العالم ولا داعي لهذا الهلع المبالغ فيه . فلدى وزارة الصحة خبرة ثرية في التعامل مع مرض متلازمة الشرق الأوسط ” الكورونا ” والذي انتشر في أكثر من منطقة من مناطق المملكة ، وقد اعتمدتها منظمة الصحة العالمية وأعتبرتها مرجعا من المراجع المهمة لمكافحة مثل هذه الأمراض .
لدى المملكة البنية التحتية والإستعدادات المبكرة سواء في عدد المستشفيات أو في عدد الأسرة أو الأدوات الصحية والعلاجات اللازمة . فلا خوف بإذن الله من ظهور حالة أو أكثر مادام أن المجتمع بات واعيا للوقاية من هذا المرض . ولكم تحياتي