المنطقة الشرقية تستذكر الماضي وتستشرف المستقبل
الدمام – واس:
تسير عجلة النهضة والتنمية الوطنية بالمنطقة الشرقية في شتى المجالات بخطى ثابتة نحو تحقيق رؤية المملكة 2030 التي تعد نقلة نوعية ستقود إلى غد مشرق ومستقبل واعد في مختلف مناحي الحياة، لذا فقد شهدت المنطقة الكثير من المشروعات التنموية المتقدمة والمتطورة في المجالات الاقتصادية والتعليمية والصحية والبلدية وغيرها من المجالات.
وتحققت هذه النهضة التنموية بفضل الله عز وجل ثم بفضل دعم ورعاية قائد المسيرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع – حفظهما الله – للمنطقة ومشروعاتها التنموية والاستراتيجية ، ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن فهد بن سلمان بن عبدالعزيز، وخير شاهد على هذا الدعم زيارات خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – التفقدية للمنطقة وافتتاحه سلسلة من المشروعات الإستراتيجية والتنموية العملاقة في محافظاتها ومدنها.
وتأتي مناسبة اليوم الوطني الـ 89 لاسترجاع مسيرة توحيد هذا الكيان العظيم على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – طيب الله ثراه – الذي وحّد هذه البلاد المترامية الأطراف تحت راية التوحيد, فترسّخت – بفضل الله – نعم الأمن والأمان والطمأنينة والاستقرار, وسار على نهجه أبناؤه البررة من بعده، وصولاً إلى قائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – أيده الله – إذ شهدت البلاد في عهده الزاهر نهضة شاملة في مختلف المجالات.
ونالت الخدمات الصحية اهتمام القيادة الرشيدة – أيدها الله – فجرى العمل على تطويرها والارتقاء بمستوى خدماتها المقدمة للمواطنين، حيث عمدت على وضع الخطط التطويرية من خلال برنامج “التحول الوطني” الذي يسعى إلى تجويد الخدمة والحصول عليها بسهولة، إضافة إلى التركيز على تطوير الكوادر البشرية بمختلف التخصصات لتواكب القفزة النوعية في مستوى التجهيزات الحديثة والمستوى الطبي، وهو ما سيحقق المزيد من المنجزات الطبية والتقدم نحو المستقبل عبر دعم الأبحاث الطبية ودعم الكوادر وتدريبها على بذل المزيد من الجهود للارتقاء بالأداء الطبي.
وحقق القطاع الصحي في المنطقة الشرقية قفزات نوعية على مستوى التوسع في الخدمة الصحية، وافتتاح المراكز العلاجية المتخصصة ودعمها بالكوادر المتميزة لنيل رضا المستفيدين من الخدمات الصحية في المنطقة من خلال 20 مستشفى بسعة سريرية تبلغ 3127 سريراً ، و140 مركزاً صحياً، وهذا ما يدفع جميع منسوبي صحة الشرقية والتجمع الصحي الأول بالمنطقة الشرقية لبذل مزيد من الجهود ليكونوا عند مستوى تطلعات القيادة الرشيدة والمسؤولين في وزارة الصحة وجميع المستفيدين من خدمات منشآت صحة الشرقية.
وفي الخدمات البلدية التي تحظى باهتمام ودعم متواصل من حكومة خادم الحرمين الشريفين، نُفذت مشاريع تنموية وتم تطوير المرافق البلدية بما يخدم المواطن بشكل أمثل، حيث إن خدمة المواطن تعد من أولويات اهتمامات القيادة الرشيدة، لذا جاءت التوجيهات الحكيمة بالإسراع في إنجاز المشاريع الخدمية واستثمار بنود الميزانية فيما خصصت له من مشاريع تنموية مختلفة، ما يدل على حرص أمانة المنطقة الشرقية وسعيها المتواصل إلى اتخاذ الآليات ووضع الخطط والدراسات الاستباقية لتنفيذ أو استكمال مشاريعها التطويرية.
ويبلغ عدد المشروعات التي تنفذها الأمانة ١٦٣ مشروعاً حيوياً وتنموياً وخدمياً بتكلفة إجمالية بلغت أكثر من ملياري ريال، في جميع مدن وقرى وهجر المنطقة الشرقية ، وأن نسب الإنجاز تجاوزت الـ ٩٠% في المشروعات التي يتم تنفيذها حالياً ، أما المشروعات التي تم ترسيتها ويجري تنفيذها حاليا فتبلغ ١١١ مشروعاً ،فيما بلغ عدد المشاريع التي تحت إجراء الترشيح والطرح ٥٢ مشروعاً.
وتتضمن المشروعات ، تطوير إعادة تأهيل الشوارع والطرق الرئيسة، وتنمية وتطوير المخططات والأحياء السكنية، وإنشاء ميادين وتحسين تقاطعات الجسور، وإنشاء جسور وأنفاق للتقاطعات، وحدائق وممرات مشاة وساحات، وإنشاء مبان ومرافق بلدية، ومراكز حضارية، ومحطات تصريف مياه الأمطار، وساحات وممرات بلدية، وسفلتة طرق وإنارة، وأسواق مركزية للحوم والخضار، واستكمال مشروعات تحسين وتجميل مداخل، وتنفيذ وسائل سلامة مرورية، وتسمية وترقيم شوارع، وتنمية مخططات، وردم وتسوية مخططات، وأسواق شعبية، وطرق رئيسة، وحدائق عامة، وكذلك مشروعات آبار وتمديد شبكات، ومشاريع التخلص من النفايات، وتطوير شوارع وميادين.
وتعمل أمانة المنطقة من خلال برامجها وخططها الاستراتيجية على تطوير مدن الحاضرة، وخاصة في المجالات التخطيطية والعمرانية والتنموية، التي تتضمن برامج تطوير المخططات السكنية غير المطورة ، لفك الاختناقات السكانية والمرورية , وتنفيذ مشروعات التنمية وتطوير التقاطعات وإنشاء الجسور والأنفاق وإنشاء الواجهات البحرية ، كما تعمل الأمانة على تطبيق أقصى معايير الجودة في جميع مشروعاتها المنفذة، بهدف إخراج جميع المشروعات بما يحقق أعلى معايير الأداء، وهذا ما تعمل على تطبيقه إدارة الجودة بالأمانة.
وتعكس هذه المشروعات التنموية الحديثة مدى حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – على تهيئة البنى التحتية ، وتوفير جميع الخدمات الأساسية للمواطنين والمقيمين، إضافة إلى حرص ودعم سمو أمير المنطقة الشرقية وسمو نائبه ، ومتابعة معالي وزير الشؤون البلدية والقروية على تنفيذ مشروعات تنموية نوعية في المنطقة الشرقية.
أما قطاع التعليم فإن الحكومة الرشيدة – أيدها الله – توليه اهتماما بالغاً وحرصاً كبيراً باعتباره المصنع الحقيقي للاستثمار في العقول البشرية وتنميتها ، فدفعت بعجلة التعليم وجودة مخرجاته بوضع الخطط والأهداف العملية التي تترك بصمة تميز على خارطة التعليم إلى جانب تنفيذ المشروعات التعليمية.
وتقوم الإدارة العامة للتعليم بالمنطقة الشرقية بتنفيذ العديد من المشروعات والبرامج التعليمية لقطاعي البنين والبنات في جميع مدن ومحافظات المنطقة التي تمثلت في 5 مشروعات جديدة مستلمة ، و34 مشروعاً تحت التنفيذ، و1941 برنامجاً تدريبياً لشاغلي الوظائف التعليمية ، و688 برنامجاً تدريبياً لشاغلي الوظائف الإدارية ، و16 نادياً يستفيد منها 5132 طالباً وطالبة، و55 نادي مدارس الحي بقطاعيها البنين والبنات يستفيد منها 22700 طاب وطالبة ، و258 مركزاً للأحياء المتعلمة لتعليم الكبار يستفيد منها 4984 طالباً وطالبة.
وفي هذا العام الدراسي انتظم 469121 طالباً وطالبة في المنطقة ، ممثلين للمراحل الدراسية الثلاث والطفولة المبكرة إلى جانب رياض الأطفال ، يدرسون في 2144 مدرسة، ويقوم بتعليمهم 29095 معلماً ومعلمة ، وذلك بعد أن أكملت إدارة تعليم المنطقة جميع استعداداتها بتوفير احتياجات المدارس وتجهيزها بالكوادر البشرية والأدوات والمقررات، وصولاً لتأهيل المباني وصيانتها وتنفيذ المباني الجديدة، إلى جانب توفير النقل المدرسي الذي يخدم أكثر من 106 آلاف طالباً وطالبة في مدارس التعليم العام ، و 3182 طالبا وطالبة من ذوي الإعاقة، حيث يشمل 981 مدرسة تعليم عام، وخصص لها 1583 حافلة، و175 مدرسة للأشخاص ذوي الإعاقة، وخصص لها 350 حافلة.
كما تولي الحكومة الرشيدة – أعزها الله – التعليم الجامعي بالمنطقة اهتماماً بالغاً من خلال دعمها لجامعات المنطقة كجامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران ، وجامعة الملك فيصل بالأحساء ، وجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل بالدمام، وجامعة حفر الباطن ، وغيرها من الجامعات والكليات والمعاهد التعليمية والتدريبية ، التي تسهم في إثراء مجال البحث العلمي والتأليف والابتكار ، وتؤهل مئات الآلاف من الخريجين والخريجات، لتكون كوادر بشرية تلائم سوق العمل ومتطلبات قطاع الأعمال في الوقت الحاضر ، بما يتواكب مع تحقيق رؤية المملكة 2030.
وتحظى المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بدعم غير محدود من لدن الحكومة الرشيدة لإعداد وتدريب الكوادر البشرية المؤهلة بما يفي بمتطلبات التنمية الوطنية ويحقق رؤية الوطن 2030.
وتسعى الإدارة العامة للتدريب التقني والمهني بالمنطقة الشرقية بمتابعة واهتمام من سمو أمير المنطقة وسمو نائبه إلى أن تكون في الطليعة في مجال التدريب التقني والمهني، من خلال تحقيق التكامل بين قطاعات التدريب التقني والمهني وقطاعات الأعمال في المنطقة، للمساهمة في بناء منظومة لتطوير مهارات الموارد البشرية مهنياً وتقنياً، لتحقيق التنمية الاقتصادية والمجتمعية المستدامة.
ويبلغ عدد الكليات التقنية والمعاهد الصناعية ومعاهد التدريب في السجون بالمنطقة الشرقية 15 وحدة تدريبية ، فيما بلغ عدد المتدربين والمدربات المنتظمين 18906 متدربين ومتدربات.
وتعمل الإدارة العامة للتدريب التقني والمهني بالمنطقة حاليا على تنفيذ 12 مشروعاً موزعة على محافظات ومدن المنطقة تصل تكلفتها إلى 700 مليون ريال ، تشتمل مشروع إسكان المدربين والمتدربين بالدمام ، وإسكان المدربين والمتدربين بكلية السياحة والفندقة بالأحساء ، ومشروع كلية السياحة والفندقة بالأحساء ، ومشروع الكلية التقنية للبنات بالدمام ، ومشروع استبدال الكلية التقنية بالدمام ، ومشروع الكلية التقنية للبنين ببقيق ، ومشروع إسكان المدربات بالكلية التقنية للبنات بالأحساء ، ومشروع الكلية التقنية الثانية للبنين بالأحساء ، ومشروع المعهد الصناعي الثانوي بالقطيف ، ومشروع المعهد الصناعي الثانوي بالأحساء بمدينة العيون ، ومشروع الكلية التقنية للبنين بالخبر ، ومشروع معهد العمارة والتشييد بالأحساء ، ومن المتوقع الانتهاء من هذه المشروعات خلال الفترة من منتصف 1440هـ إلى نهاية عام 1442هـ.
وتستمر مسيرة النهضة التنموية المباركة لوطننا الغالي في جميع المناطق بمختلف القطاعات ، بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين – حفظهما الله – نحو تحقيق غد مشرق ومستقبل واعد وفق رؤية المملكة 2030م.