سوق عكاظ .. رحلات عبر التاريخ
أينما التفت ستجد عروضاً تجذبك لمعرفة تفاصيلها، هذا ما يقدمه سوق عكاظ لهذا العام بعروض ومواقع تعيدك لمئات السنوات، خلال تجولك ستمر بقربك شخصيات تاريخية تتحدث باللغة العربية الفصحى، جنود بملابس الحرب وبأيديهم الرماح، رجال بملابس تاريخية تدل على أنهم من العلماء، وغيرهم يرتدون ملابس التجار، سترى القوافل المحملة بالبضائع المختلفة والتي ستحملك كضيف في مسيرة القوافل التجارية من خلال ركوبك على ظهر الجمال وانضمامك للقافلة والشراء من السوق بالدنانير بعد أن تستبدل العملة، وربما تتعرض للسرقة من قطاع الطرق خلال مسيرة القافلة ثم تشتكي عليهم وتشهد محاكمتهم كما كان يحدث منذ أكثر من 1400 سنة.
وسيعيش الأطفال تجربة ثرية في جناح فتيان عكاظ الخاص بأحجامهم الصغيرة لكن يحوي كل الصناعات والأنشطة القديمة التي ربما عرفوها من الكتب أو التلفاز. سيتعلمون الطب القديم، فن الإلقاء والصناعات الحرفية القديمة. وعلى جادة عكاظ ستتعرف على أهم الأحداث التي أثرت التاريخ العربي، وسترى وتسمع معارك حية وحوارات شيقة تحوي الكثير من المقاطع الشعرية العالقة بالذاكرة والتي سترددها بشكل لا إرادي.
ستبتسم وأنت تتجول في جناح المملكة العربية السعودية بينما تسمع أصوات جيرانك من الدول العربية في ساحة العرب، فالإمارات ترحب بالزوار بثقافتها وأصالتها من فنون وصناعات حرفية، وفي البحرين ستعيش التراث وصناعة السفن، أما الكويت فأبراجها شامخة وستعرفك على صناعة القراقيع أو شباك صيد السمك المستخدمة في الحداق أو الصيد البحري، ومصر الحاضرة بعاصمتها القاهرة مروراً بالإسكندرية والنوبة، وسلطنة عمان تستقبلك بالحلوى الشهيرة، والأردن بمطرزاته التراثية وأكلاته الشعبية، ولبنان يصدح بأشهر أهازيجه، والعراق بطربه وثقافته الكبيرة، والمغرب وتونس بترحابهم، ملابسهم وأطباقهم الجميلة.
إذا سألتهم عن رأيهم بالفعاليات فستحصل على نفس الإجابة المليئة بالسعادة والذهول من المستوى المقدم، و بحسب العوائل التي تواجدت في سوق عكاظ فإن الفعاليات المقدمة لا تصدق ولم تكن متوقعة من ناحية البنى التحتية، المشاركين، مستوى العروض والتنوع المقدم والذي يناسب جميع أفراد الأسرة فإن هذا الموسم يمثل بداية مختلفة لموسم الطائف لا يقارن بأي شيء مضى، ويحوي الكثير من المفاجآت والعمل المستمر الذي حوَل المنطقة خلال 90 يوماً إلى ساحة كبيرة للعروض والفعاليات التي تنقل الزوار عبر الزمان من خلال العروض التاريخية، سحر الشعر واللغة العربية والاستعراضات، وتجمعهم بأشقائهم من الدول العربية التي سارعت للتواجد في عروس المصايف.. تقديراً وترحيباً بالدعوة التي وجهت لهم من المملكة التي تخطو خطوات متسارعة لتعريف العالم بما لديها من أماكن سياحية ومواقع تستحق أن تكون ضمن أهم المناطق السياحية على مستوى العالم.. والسؤال إذا كانت هذه البداية فكيف ستكون الطائف خلال الاعوام القادمة.