أجيال الووكمان تحتفي بمرور 40 عاما على اطلاقه
جدة – آيات العمري:
يصادف شهر يوليو الجاري مرور 40 عامًا على صنع أول ووكمان مشغل موسيقى محمول بالفعل من صنع شركة سوني. ومهد الووكمان بطرحه في الأسواق في 1 يوليو/ تموز 1979، الطريق أمام شرائط الكاسيت إلى أسطوانات CD، تحميل الأغاني، وتشغيلها على الهواتف الذكية. وحقق الجيل الثاني من الجهاز الذي طرح بالأسواق في عام 1981، نجاحًا عالميًا.
صنع من أجل المرح؟
بيع الووكمان الأصلي بسعر 33 ألف ين.
ظهر الكاتالوج (دليل التشغيل) لأول ووكمان في شكل مجلة، تحوي شروح مفصّلة.
صدر الووكمان الأصلي في انتاج أولي بلغ 30 ألف وحدة فقط، مما يشير إلى أن سوني لم تكون واثقة تمامًا من قدرته على تحقيق نجاح كبير. وحينها، كان الرأي السائد هو أن محبي الموسيقى يستمتعون بألحانهم مستخدمين أجهزة الإستريو الموجودة في غرف المعيشة الخاصة بهم، ولابد أن الشركة درست كيفية تقديم هذا المفهوم الجديد بشكل فعّال.
وكان جهاز محمول آخر للتسجيل يعرف بإسم بريسمان، قامت سوني بتسويقه للمراسلين الصحفيين، هو أساس تطوير أول ووكمان. وعلى الرغم من وجود قصص أخرى حول أصل الووكمان، إلا أن الموقع الرسمي لشركة سوني يذكر أن الرئيس الفخري إيبوكا ماسارو قد طلب نسخة معدلة من البريسمان ليستطيع سماع الموسيقى على متن الطائرة عندما يكون في رحلات عمل.
وقاد كوروكي ياسوئو فريق التطوير وأصبح يعرف بإسم السيد ووكمان. وفي كتابه أووكمان-ريو كيكاكوجوتسو (التخطيط بأسلوب الووكمان)، قدم الشرح التالي. “في الحقيقة لم يكن هناك خطة موجهة بشكل واضح لصنع وبيع الووكمان. قام المهندسون الشباب بابتكاره لمجرد تجربة إمكانية تحقيق ذلك، ولم يكن أبدًا في قائمة تطوير المنتجات لدى قسم أجهزة تسجيل الشرائط. وغياب التخطيط هذا هو ما جعل من قصة الووكمان مدهشة للغاية”.
وروى مهندس آخر، هو أوسوني كوزو، نفس القصة في مقابلات أجريت معه، واقترح أن الجهاز الذي صنع المرح في البداية، جذب إنتباه المديرين لاحقًا. ويبدو أن هذا أقرب في الواقع لما جرى، أو على الأقل ما أصدقه أنا. فقد كانت فترة تطوير الووكمان أربعة أشهر فقط. وحتى بالنظر إلى كون العديد من أجهزة البريسمان كانت قد عدلت لتصبح منتج آخر، لاتزال تلك الفترة قصيرة بشكل استثنائي بحسب معايير ذلك العصر وقتها.
البريسمان (على اليسار) والجيل الأول من الووكمان وتشابه كبير في الشكل بينهما.
عرض للصحفيين في حديقة ميجي، لتوضيح كيف يمكن استخدام الووكمان أثناء الحركة. وتم إعطاء الصحافيين أجهزة خاصة بهم مع شرائط كاسيت تضم الموسيقى والروايات لسماعها أثناء التجول.
وعلى الرغم من أن مبيعات الشهر الأول لم تشكل رقمًا ملفتًا للنظر، إلا أن شحنة الانتاج الأولى المكونة من 30 ألف قطعة بيعت في أقل من 3 أشهر. وهذه الشعبية الطاغية استمرت حتى العام التالي. وفي أبريل/ نيسان عام 1980، أوردت جريدة نيكي سانغيو شيمبون أن الانتاج الشهري البالغ 20 ألف قطعة لم يكن كافيًا لمواجهة الطلب الموجود. وبلغ إجمالي المبيعات للسبعة أشهر الأولى 140 ألف قطعة. ومقارنة بالأثر الاجتماعي لتلك الظاهرة الخاصة بالووكمان، لم يكن ذلك على أي حال سوى مجرد البداية.
ففي يناير/ كانون الثاني عام 1981، لفتت جريدة نيكي الإنتباه إلى سماع الطلاب لأجهزة تشغيل الموسيقى المحمولة قبل امتحانات القبول في الجامعات. واستدعت شعبية الووكمان بين الشباب ردود أفعال من الأكبر سنًا، بحسب وصف كوروكي في كتابه. “وانتقد البالغون الووكمان كجهاز لإسكات العالم والانغماس في النرجسية، وبدأ في يثير الأسى حول زيادة إنعزال الأفراد”.