كاسبرسكي لاب تلقي الضوء في مؤتمرها السنوي على أحدث توجّهات الأمن الإلكتروني في الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا
أطْلعت كاسبرسكي لاب المشاركين في مؤتمرها السنوي “سايبرسيكيوريتي ويكند” على تطورات مشهد التهديدات الرقمية في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا، وفي جميع أنحاء العالم. وناقش خبراء من فريق البحث والتحليل العالمي التابع لكاسبرسكي لاب، وغيرهم من الخبراء والمختصين، في المؤتمر الذي عقد في مدينة كيب تاون بجنوب إفريقيا، مختلف التهديدات التي تواجه المستخدمين من شركات وأفراد في الوقت الراهن، وتبادلوا الآراء والأفكار بشأن الخطوات اللازمة للحفاظ على أمنهم وأمن أنظمتهم. وجرى التركيز في المؤتمر على أمن التقنيات الحديثة والناشئة مثل إنترنت الأشياء وبلوك تشين والتهديدات الموجّهة إلى قطاعات بعينها وتُعتبر ذات تأثير مباشر في قدرة الشركات على مواصلة أعمالها التجارية بنجاح.
وتمّ خلال الحدث تسليط الضوء على المعلومات ذات الصلة بمشهد التهديدات في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا خلال الربع الأول من العام 2019. فقد أبلغت كاسبرسكي لاب عن وقوع أكثر من 150 مليون هجوم ببرمجيات خبيثة في الربع الأول وحده، وهو ما يمثل نحو 1.6 مليون هجوم يومياً، بزيادة قدرها 8.2% عن الربع الأول من 2018. ولم يكن من المستغرب أن تجتذب منطقة الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا كذلك حصة كبيرة من الهجمات بالبرمجيات الخبيثة التي تستهدف الهواتف المحمولة، نظراً لاشتمالها على واحد من أعلى معدلات انتشار الهواتف المحمولة في العالم. وتجاوز عدد الهجمات بالبرمجيات الخبيثة المحمولة في المنطقة خلال الربع الأول من العام الجاري 368,000 هجوم، بمعدل 4,098 هجوماً في اليوم، بارتفاع قدره 17% مقارنة بالربع الأول من العام الماضي.
كذلك واجهت منطقة الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا خلال الربع الأول من 2019 هجمات مستمرة في مجالات مثل:
– البرمجيات الخبيثة الخاصة بتعدين العملات الرقمية: 3.16 مليون هجوم، بمعدل يومي قدره 35 ألف هجوم، وزيادة بنسبة 46% عن الربع الأول من 2018.
– هجمات التصيّد: 5.83 مليون هجوم، بمعدل يومي قدره 64 ألف هجوم، وزيادة بنسبة 70% عن الربع الأول من 2018.
– هجمات طلب الفدية: 193 ألف هجوم، بمعدل يومي قدره 2.1 ألف هجوم، وانخفاض بنسبة 18% عن الربع الأول من 2018.
وأشار أمين حاسبيني رئيس فريق البحث والتحليل العالمي لمنطقة الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا لدى كاسبرسكي لاب، إلى الانخفاض في هجمات طلب الفدية بوصفه “شاهداً مهماً على طبيعة التغيّرات التي يمكن أن تحصل في مشهد التهديدات الإلكترونية”، مؤكداً أن الشركات المنتجة للحلول الأمنية تبذل “جهوداً إضافية كبيرة” لضمان أمن المستخدمين، في حين يستمر تحوّل مجرمي الإنترنت إلى طرق أخرى أشدّ فاعلية سعياً منهم للحصول على المال، مثل تعدين العملات الرقمية، وقال: “علينا أن ندرك أن الانخفاض في هجمات طلب الفدية يعني أن الاهتمام قد تحوّل إلى مجال آخر، وعلى ما يبدو فإن التهديدات المالية التي تواجه الأفراد والمؤسسات تتزايد بلا هوادة، وليس مؤتمرنا “سايبرسيكيوريتي ويكند” إلاّ منبراً لرفع الوعي بالمجالات الجديدة والناشئة التي تعاني مَواطن ضعف”.
وأظهرت إحصائيات خدمة Kaspersky Security Network السحابية أن 27.3% في المعدل من جميع المستخدمين في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا تأثروا خلال الربع الأول من عام 2019 بحوادث مرتبطة بتهديدات الويب، ما يُبرز الحاجة المستمرة إلى تعزيز الوعي والتثقيف الأمنيين. وضمّت المملكة العربية السعودية أكبر عدد من المستخدمين المتأثرين بهذه التهديدات، بنسبة 35.9%، في حين أن ناميبيا كانت أقل الدول تأثراً (18.5%). وقد أبلغ ما يقرب من نصف المستخدمين (بمعدل 49.3%) في المنطقة عن تهديدات محلية، كتلك التي تنتشر في الشبكات المحلية عبر الأقراص المدمجة أو قطع الذاكرة المحمولة USB. وقد وُجد أعلى تركيز لهذه التهديدات في كينيا (56.8%)، وأقلّه في جنوب إفريقيا (43.6%).
تأثر المستخدمين بهجمات البرمجيات الخبيثة في الربع الأول من 2019 بمنطقة الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا
وكشفت كاسبرسكي لاب كذلك عن التهديدات التي تواجهها البلدان في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا، كل على حدة. وتُظهر النظرة المقربة أن مشهد التهديد ليس موحداً دائماً، وأن بعض الدول تشهد أنواعاً معينة من التهديدات أكثر من غيرها. فعلى سبيل المثال، دولة الإمارات، التي يبلغ عدد سكانها 9 ملايين نسمة، شهدت 1.1 مليون هجوم التصيد و23 مليون هجوم بالبرمجيات الخبيثة. لكن من وجهة نظر الأرقام البحتة، وجدت كاسبرسكي لاب أن تركيا تحتلّ موقع الصدارة في حوادث التصيّد بواقع 1.24 مليون هجوم والبرمجيات الخبيثة بواقع 39 مليوناً، والبرمجيات الخبيثة الموجهة للأجهزة المحمولة 87 ألفاً.
وتضمّن برنامج المؤتمر حلقة نقاشية حول التوعية والتثقيف بالأمن الإلكتروني باعتبارهما من العناصر الرئيسة لبناء حماية مستدامة لأية شركة، وهو ما يُنظر إليه باعتباره “جدار الحماية البشري”. وفي هذا السياق، أكّد باران إردوغان، المؤسس وكبير مسؤولي التقنية في شركة “سيكيور كومبيوتنغ” التركية، والذي حضر الحدث كضيف خبير، أن الموظفين غير الواعين بمخاطر التهديدات الإلكترونية يمكن أن يمثّلوا تحدياً كبيراً يواجه الشركات ويصعب التغلب عليه، لا سيما للشركات الصغيرة التي لا تزال تبني ثقافة الأمن الإلكتروني لديها، وأضاف: “تقع على الموظفين مسؤولية حماية أنفسهم وشركاتهم من الوقوع ضحايا للتهديدات الإلكترونية، ولهذا ينبغي للشركات الاهتمام بتثقيف موظفيها وتقديم حلول أمنية قوية ومُحكمة، تتسم في الوقت نفسه بسهولة الاستخدام والإدارة، ما يمكّن الموظفين من غير الخبراء في الأمن الرقمي من تحمّل هذه المسؤولية”.
وتهدف منصة Kaspersky Automated Security Awareness Platform التي أطلقت حديثاً، وعُرضت خلال المؤتمر، إلى مساعدة الشركات من جميع الأحجام على معالجة الفجوات المهارية والمعرفية في الأمن الإلكتروني لدى الموظفين، وتهدف الخدمة التي تُقدّم عبر الإنترنت إلى مساعدة الشركات على تعزيز الوعي الأمني الإلكتروني لموظفيها ورفع كفاءة التدريب مع تقديم تعليم متخصص، من خلال تقديم الدروس التدريبية والتعليمية بصيغ مختلفة والتعزيز المستمر لقدرات الموظفين ومهاراتهم.