مناسبات

اختتام أعمال المؤتمر والمعرض السعودي للروبوتات بمدينة الجبيل الصناعية

الجبيل الصناعية – واس:
‏اختتمت اليوم, أعمال المؤتمر والمعرض السعودي للروبوت، الذي تنظمه الهيئة الملكية بالجبيل، بحضور الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية بالجبيل المهندس مصطفى المهدي، وعدد من المسؤولين والباحثين والخبراء في مجال الروبوتيكس والتقنيات المتقدمة والذكاء الاصطناعي، وذلك بمركز الملك عبدالله الحضاري.
وانطلقت أنشطة الجلسة الأولى بكلمةٍ من الأستاذ المشارك بجامعة الملك سعود الدكتور محمد فيصل، تحدث فيها عن الأبحاث التي يجريها مركز أبحاث الروبوتات الذكية بالجامعة في مجال مكافحة التلوث الهوائي، وهو مجال مهمٌ للصحة العامة وجودة الحياة لما له من تأثيرٍ مباشرٍ على جميع المخلوقات الحية، مشدداً على خطورة مشكلة التلوث الهوائي، إذ تشير إحصائيات منظمة الصحة العالمية إلى أن 9 من كلّ 10 أفرادٍ يتنفسون هواءً ملوثاً، مشيراً إلى أن التلوث يسبب العديد من المشاكل الصحية مثل الأمراض التنفسية، وانسداد الشرايين، وحتى الخرف.

واستعرض الدكتور محمد فيصل بعض الحلول المستخدمة حالياً لتنقية الهواء في الأماكن المغلفة، لافتاً الانتباه إلى فلتر الهواء التقليدي الشائع استخدامه في المنازل، إلا أن استخدامه صعب وغير مرنٍ لكونه ثابتاً وغالياً ومعقداً في التشغيل، وهو ما دفع مركز أبحاث الروبوت الذكية للتفكير في استخدام الروبوت لعلاج هذه المشكلة.
وأضاف أن فريق المركز صمم ثلاثة روبوتاتٍ متنقلةٍ تعمل على استشعار التلوث ورسم خرائط أماكن تواجده وتنقية الهواء، وستجمع هذا الروبوت من أربعة نظمٍ إلكترونيةٍ وهي : نظام رسم الخرائط، ونظام الملاحة، ونظام الاستشعار، ونظام تنقية الهواء.
بعد ذلك, ناقش الأستاذ المحاضر من جامعة الملك سعود رمضان طاهر حجار، تاريخ الروبوتات باقتضابٍ، مبيناً أن أول روبوتٍ صناعي كان عبارةً عن ذراعٍ آليةٍ لتحريك المواد النووية في مختبرٍ أمريكي بعام 1947مـ ، مشيراً إلى أن الروبوت تمتاز بقوتها وقدرتها على تكرار المهام بدقةٍ عاليةٍ وبدون أخطاء، وهو ما يزيد من الإنتاجية والمرونة، ولقد حفز التطور الروبوتي دافعين أساسيين خلال العقود الماضية وهما دافع النمو الاقتصادي ودافع حماية البشر، وعلى سبيل المثال، يمكن استخدام الروبوتات للعمل في البيئات الخطرة والتي يصعب استيفاء عوامل السلامة فيها، مثل البيئات المفتوحة الخطرة (لإزالة المواد المتفجرة والألغام واطفاء الحرائق) أو البيئات المغلقة الخطرة (مثل المباني المتضررة بالهزات الأرضية أو الفيضانات أو الحرائق أو عند وجود المواد السامة).

من جهته, تحدث الأستاذ المساعد من الجامعة الهاشمية أنور العساف عن المركبات الأرضية بدون قائد، وهي مركباتٌ تسير على إطاراتٍ حيث تقوم بأداء مهمةٍ محددةٍ عندما تواجه شروطاً مبرمجةٍ مسبقاً، ولها تطبيقاتٌ هائلةٌ في المجال العسكري، مثل مركبات كسح الألغام، المراقبة الميدانية، وغيرها، مشيراً إلى أن هنالك نوعين من هذه المركبات، وهي إما أن تكون ذاتية القيادة أو هجينةً، ومن الأمثلة البارزة عليها مركبة “نظام دعم مهام الفرق” التي تصنعها شركة لوكهيد مارتن للصناعات العسكرية الثقيلة ، وانتقل المتحدث بعدها لمناقشة تفاصيل أحد المشروعات التي عمل على تطويرها مؤخراً.
ومن جهة أخرى, ناقش الدكتور نيل سميث من مركز الحوسبة المرئية بجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، موضوعين في كلمته وهما التحديات التي تواجه التصوير الجوي الثلاثي الأبعاد والملاحة الذاتية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي ، مبيناً أن أبرز التحديات التي تواجههم هي قصر فترة الطيران المسموحة للطائرات، وصعوبة الوصول إلى بعض المناطق، وحاجة مثل هذه المهام لقدرة معالجةٍ حاسوبية كبيرةٍ، وهو ما يؤدي لخروج مواد مصورةٍ ناقصةٍ وغير واضحةٍ. ولعلاج هذه المشكلة،
وأوضح أنهم توصلوا لخوارزميةٍ تمكنهم من زيادة فعالية الطائرات عبر اتباع مسار جوي محددٍ ، مشيراً إلى أنهم بنوا محاكاةً حاسوبيةً تدرب الطائرات بدون طيار (الدرون) على قيادة نفسها ذاتياً في مختلف البيئات ولقد أظهرت النتائج دقةً عاليةً تساوي دقة المشغلين البشرين المحترفين.

عقب ذلك, انطلقت فعاليات الجلسة الثانية التي ناقش فيها الأستاذ المحاضر من جامعة الملك سعود الدكتور منصور السليمان، أحد الحلول الروبوتية التي طورها مركز أبحاث الروبوتات الذكية لمساعدة فئة الصم، مضيفاً أن عدد المصابين بمشاكل السمع عالمياً قد يصل إلى 466 مليون فردٍ ، مشيراُ إلى أنهم طوروا روبوتاً لعلاج هذا النقص بالتحديد، حيث يقوم هذا الروبوت بترجمة لغة الإشارة إلى العربية والعكس، ولكن المركز واجه عدة مشاكل أثناء مهمته، مثل عدم وجود قاعدة بياناتٍ باللغة العربية لحركات الإشارة العربية، مما دفعهم إلى بناء واحدةٍ من الصفر، كما اضطر المركز إلى تجربة عددٍ من أدوات التصوير والبرمجة للوصول إلى منتجٍ مناسبٍ.
بدوره, تطرق الأستاذ المحاضر من جامعة الأمير سلطان الدكتور أنس قباع إلى دمج تقنيات الطائرات بدون طيار (الدرون) أو الروبوت بالإنترنت، وهو ما سيسمح للآليات بالتنسيق فيما بينها مباشرة وسيسهل من عمليات الأتمتة، مستعرضاً خطط الوصول إلى هذا الهدف عن طريق الروبوتات والمستخدم بالحوسبة السحابية عبر الإنترنت، ما يجعلها حساساتٍ ومعالجاتٍ في نفس الوقت.
وفي ذات السياق, ناقش الأستاذ المساعد من الجامعة الهاشمية الدكتور خليل يوسف, موضوع تطبيقات المنصات الروبوتية ومخاطرها، قائلاً : إن روبوتات المسح الثلاثي الأبعاد الحالية في الجامعة الهاشمية تركز على التقنيات الموضعة ورسم الخرائط الفورية، مشيراً إلى أنهم صنعوا روبوتاً قادراً على رسم خريطة للمنطقة ذاتياً والملاحة فيها. وعرج على أهمية الحماية الأمنية الإلكترونية لهذه المنصات الروبوتية، حيث يمكن أن يؤدي اختراقاها إلى الإضرار بالمستخدم جسدياً أو سرقة بياناته.
من جانبه, قدم الأستاذ المشارك بجامعة طيبة الدكتور زكريا زيادة، بعض المشروعات الروبوتية التي شارك في تطويرها خلال السنوات الماضية، مثل الذراع الروبوتية الهوائية المرنة والقادرة على رفع الأشياء برفق، وروبوتٌ يُحرك القطع هيدروليكياً في عدة محاور في نفس الوقت، وروبوت ذو ذراعان قادرتان على تحريك وحمل الأشخاص.

وفي ختام الجلسة الثانية, استعرض الرئيس التنفيذي لأنظمة التصوير الذكية السيد نمر الحسن، نظاماً متطوراً طورته شركته للتواجد عن بعد، وقدم تجربةً حيةً للجمهور على المسرح لتطبيقات هذا النظام، مبيناً أن نظامهم يسمح للتواصل والتواجد الميداني عن بعد للحالات الطارئة، مثل الفحص الطبي في المناطق النائية، إغاثة المصابين في مناطق الكوارث، أو مجرد عقد الاجتماعات الشخصية.
في نهاية المؤتمر، تناول عزيز رحمان من شركة أرامكو السعودية, موضوع استخدام الروبوت في الفحوص والصيانة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى