تكنولوجيا

ماذا حققت مشاركة الأمير سلطان بن سلمان في رحلة “ديسكفري” للعرب والمسلمين؟!

الرياض – عمر شيخ:

لم يكن صاحب السمو الملكي الأمير  سلطان بن سلمان – لوحده في رحلة المكوك الفضائي ” ديسكفري ” عام 1985م ، بل كانت قلوب مئات الملايين من العرب والمسلمين تتطلع إليه وتعلق آمالها عليه وتقف إلى جانبه في هذه التجربة النوعية والقفزة العلمية التي وضعت اسم المملكة كأول بلد عربي مسلم يشارك في صناعة التاريخ البشري الحديث ضمن مجالات الفضاء والإتصالات .

لكن السؤال الذي يطرح نفسه، ماذا تعني هذه المشاركة الرائدة للعرب والمسلمين ، وأين تكمن أهمية غزو الفضاء ومعرفة علومه وأغواره بالنسبة إليهم ؟!

يقول أحد العلماء ، وبحسب ما ورد في كتاب ” كوكب واحد ” لمؤلفه الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود : ” إن من سيحكم الفضاء سيحكم الأرض مستقبلاً ” ، وهو ما حدا بالولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد السوفيتي في أواخر الستينيات الدخول في تنافس شديد للسيطرة على الحدود الفضائية ، لأن غزو الفضاء لا يعني تحقيق مكاسب علمية مجردة أو مكاسب عسكرية فحسب ، بل ومكاسب إقتصادية وإجتماعية كبيرة لا تقف عند حدود معينة ، فالبحث عن الثروات المعدنية والبترولية ، وتحسين سبل الإتصالات ، والملاحة ، والزراعة ، والصناعة ، وتقنية المعلومات والحواسيب ، والكيمياء ، وعلوم الطب والأدوية ، هي من أهم أهداف هذه الرحلات الفضائية التي تعود على أصحابها بالنفع الكثير .

فقد صعد الرائد العربي الأمير  سلطان بن سلمان – ليؤكد للعالم أن شباب الأمة العربية الإسلامية يستطيعون أن يفهموا لغة العلم مهما تعقدت، إذا ما أُتيحت لهم الفرصة المناسبة، وبالتالي فإن أهم إنجاز تحقق من هذه الرحلة الفضائية، هو أنها أوجدت لأول مرة اهتماماً في العالمين العربي والإسلامي بالعلوم العصرية بصفة عامة، والعلوم الفضائية بضفة خاصة، ولا شك أن وجوده سوف يعزز الثقة بالعرب والمسلمين لإستعادة أمجاد سلفهم القديم في شتى العلوم .

وثمة إنجازات أخرى معنوية لهذه الرحلة التاريخية، ومنها أن اشتراك رائد عربي مسلم مع آخرين من علماء وخبراء في دول متقدمة، ولهم باع طويل في تقنيات عصر الفضاء، سوف يؤهل المملكة والبلدان العربية والإسلامية للوقوف على أبعاد هذه التقنيات التي لا تزال حكراً على دول محدودة ومتقدمة، خاصة وأن هذه الرحلة كانت من “أنجح الرحلات المكوكية التي تحققت في تاريخ وكالة ناسا” وفق تصريح جيسي مور مدير رحلات رواد الفضاء بوكالة ناسا.
كما تكمن أهمية هذه الرحلة للعرب والمسلمين بأنها نجحت في إنجاز مهامها نجاحاً تاماً، وأعطت صورة مشرفة عن المملكة ورائدها الفضائي الأول سمو الأمير سلطان بن سلمان، لا سيما بعد المخاوف التي انتابت بعض الخبراء بشأن عملية وضع القمر في مداره، حيث عبّر الدكتور علي المشاط مدير المؤسسة العربية للاتصالات الفضائية «عربسات» عدة مرات عن هذه المخاوف، مبيناً أن سببها يعود إلى وجود مجموعة من الأجهزة الدقيقة (أجهزة الجيروسكوب) داخل القمر الصناعي والتي تُعنى بالحفاظ على مسار القمر ضمن مــداره الثابت، حيث واجهت هذه الأجهزة بعض المشاكل في القمر الصناعي العربي الأول الذي أطلقه الصاروخ الفرنسي أريــان في شهر فبراير 1985م.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى