القارب العُماني مسندم يسجّل رقماً قياسياً عالمياً في سباق الإبحار حول بريطانيا وإيرلندا
مسقط – سويفت نيوز:
استطاع طاقم فريق عُمان للإبحار المبحر على متن القارب العُماني “مسندم” المدعوم من وزارة السياحة من إضافة إنجاز جديد إلى غلّة الإنجازات التي حقّقها المشروع على الصعيد الدولي، وذلك بعد إكمال سباق”النجوم السبعة للإبحار حول بريطانيا وإيرلندا”بنجاح منقطع النظير الخميس الماضي بكسر رقم قياسي عالمي جديد يقدّر بـ16 دقيقة و38 ثانية، أمام متابعة واهتمام كبير من مختلف وسائل الإعلام الدولية.وقد ضمّ طاقم القارب الثلاثي العُماني فهد الحسني وياسر الرحبي سامي الشكيلي، إضافة إلى البحّار الفرنسي سيدني جافنييه وداميان فوكسال وجان ديكير، حيث قطع مسافة تصل إلى 1956 ميلا بحريا في غضون ثلاثة أيام وثلاث ساعات و32 دقيقة و36 ثانية. وقد كان الرقم القياسي السابق قد حُقّق على يد فريق بانكيو بابيولير الفرنسي في العام 2011م في قارب أضخم من قارب مسندم (المود 70).
وتعبيرا عن فرحة الإنجاز أعرب البحّار فهد الحسني الذي مضى على إبحاره على متن القارب مسندم منذ انطلاقته الأولى في العام 2012م كما أبحر مئات الأميال على متنه في وجهات عديدة من القارة الأوربية ما يجعل من هذا الإنجاز علامة فارقة في مشواره الاحترافي أن التجربة كانت شاقّة جدا إلا أنّ الشباب شمّروا عن سواعدهم لتحقيق المنال. وأشاد الحسني كثيرا بأداء زميليه ياسر الرحبي وسامي الشكيلي اللذان بدءا الإبحار على متن القارب هذا العام فقط إلا أن ما قدّماه حتى الآن يعد مثالا مشرّفا ونموذجا يحتذى به، ما يبعث الكثير من الآمال على الفائدة التي يمكن جنيها من برامج عُمان للإبحار لتدريب الشباب من خلال المشاركة في السباقات الدولية وفق خطة مدروسة ومحكمة.
أما سامي الشكيلي فقد قال أن ما حقّقه الفريق كان حلما حينما انضمّ إلى مشروع عُمان للإبحار وهو الآن حقيقة ماثلة للعيان جاءت بعد مجهود وتركيز كبير على اللياقة البدنية والاحتراف، وقد كان فهد الحسني واحدا من الشباب الذي وقفوا إلى جانبه طيلة الفترة الماضية للتشجيع والتحفيز وتبادل واكتساب الخبرات. وقال الشكيلي: “سعيد وفخور جدا بما حقّقته، خصوصا وأني لم أكن أعلم قبل وصولنا إلى خط النهاية أننا كسرنا الرقم القياسي”.
هذا وقد بلغ معدّل سرعة القارب على مدى الأيام الثلاثة 23.8 عقدة بحرية ما تطلّب من الطاقم كمية مضاعفة من الحزم للسيطرة على القارب والتحكّم بمساره للوصول إلى نقطة النهاية حسب المخطّط ولتسجيل الرقم القياسي، والذي يخضع حاليالمصادقة مجلس الإبحارالدولي للأرقام القياسية.
وقد كان على متن القارب أيضا الفرنسي سيدني جافنييه الذي قال أن الفريق لم يكن على دراية بأن الرقم القياسي قد تم كسره، إلى أن تخطّى القارب خط النهاية في مدينة كاوس البريطانية، وذلك لأنه قبل ساعتين من الوصول إلى الوجهة النهائية كانت الغيوم الكثيفة تغطّي الأجواء وانخفضت سرعة الرياح إلا أن روح اليد الواحدة في الفريق تمكّنت من زيادة سرعة القارب إلى 30 عقدة ما ساهم في إحداث الفارق والوصول بفارق 16 دقيقة. وأشاد سيدني الذي تولّى قيادة القارب مسندم بأداء الشباب العُمانيين الذين انضموا للفريق في وقت قريب إلا أنهم أدلوا بكلّ ما لديهم من طاقة لتحقيق الهدف والمبتغى ولإضافة إنجاز جديد إلى حقبة ما حقّقه مشروع عُمان للإبحار والبرنامج التدريبي الذي ينفّذه لتدريب الإبحار الاحترافي.
أما الايرلندي داميان فوكسال الذي يعدّ البحّار الأشهر على مستوى إيرلندا في مجال الإبحار المحيطي فقد أبحر حول العالم سبع مرات إلا أن هذا الإنجاز القياسي هو الأفضل حسب تعبيره، حيث قال أنه سيكون على طليعة قائمة ما حقّقه. وأشار إلى أن طاقات الشباب عالية جدا ويمكن استثمارها في خدمة ما تقوم به عُمان للإبحار، وهذا الإنجاز دليل واضح وعملي على ذلك.
من جانب آخر صرّح ديفيد جراهام الرئيس التنفيذي لمشروع عُمان للإبحار أن هذا الإنجاز مثال شاهد على الجهود التي يبذلها القائمون على المشروع لإنشاء كادر متمكّن من البحّارة وجيل قادر على تمثيل السلطنة في المحافل الإقليمية والسباقات المحيطية الدولية. وأضاف أن الإنجازات التي حصدها الشباب في الموسم الجاري دليل على التحسّن الكبير في مهارات الإبحار في وقت قياسي، وعلى الشوط الذي قطعه الفريق، أما كون أن نصف طاقم عُماني فهو علامة فارقة تسرد فصلا جديداواعدا لما يقوم به المشروع.
ويأتي على جدول القارب مسندم خلال الفترة المقبلة المشاركة في سباق “روت دو روم” المرتقب في فرنسا بتاريخ 2 نوفمبر وهو عبارة عن سباق عبر المحيط الأطلسي من مدينة سانت مالو الفرنسية إلى قارة أمريكا الجنوبية وينضمّ إليه أكثر من 300 ألف متسابق على متن 100 قارب من 12 دولة وفي خمس فئات. أما المهرجان المصاحب للسباق فيستقطب بحدّ ذاته مليون و200 ألف زائر، وإجمالي مسافة السباق 4471 ميل بحري. وتجدر الإشارة أن ضخامة القارب مسندم متعدّد البدن الذي يبلغ طوله 21 مترا وعرضه 17 مترا ورحابته وروعة تصميمه إضافة إلى سرعة انطلاقته على البحر كانت علامة فارقة تجذب الانتباه وشدّت أنظار الجماهير والمتابعين.