دبي تنفذ اضخم برنامج لتحديث مدرجات المطارات في تاريخ الطيران المدني لإستيعاب 45 رحلة في الساعة
دبي- هشام رفعت:
سجل مطار دبي الدولي نجاحا جديدا بتنفيذاضخم مشروع في تاريخ الطيران المدني لإعادة تأهيل مدرجي المطار في زمن قياسي لا يتعدى 80 يوما، دون إعاقة تذكر لرحلات الطيران، بفضل التخطيط والتنسيق الكامل بين مختلف الاطراف والعمل بروح الفريق الواحد.
ووضعت لجنة تضم كافة الاطراف المعنية، امر بتشكيلها واشرف عليها صاحب السمو الشيخ احمد بن سعيد ال مكتوم رئيس هيئة دبي للطيران المدني، رئيس مؤسسة دبي لخدمات الملاحة الجوية (DANS)، برنامجا مثاليا يوثق انسياب حركة العمل من خلال تقارير يومية، مما اسهم في انجاز المشروع بنجاح في زمن قياسي، وساعد على تفادي اية عقبات يمكن ان تنجم خلال تنفيذ المشروع.
واكد محمد عبد الله اهلي مدير عام هيئة دبي للطيران المدني، الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي لخدمات الملاحة الجويةٌ (DANS) ان المشروع تضمن تحديث وصيانة مدرجي المطار بأكثر الطرق كفاءة دون الحاجة الى الإغلاق الكامل لرحلات الطيران.
وقال محمد عبد الله اهلي:” لم يشهد تاريخ الطيران المدني تنفيذ مشروع بهذه الضخامة لإعادة تأهيل مدرجات المطار دون اعاقة تذكر لحركة رحلات الطيران”.
وتوفر مؤسسة دبي لخدمات الملاحة الجويةٌ خدمات ادارة ابراج المراقبة الجويةٌ، والهندسة الالكترونية، وخدمات الاحوال الجويةٌ في كل من مطاري ال مكتوم الدولي في دبي ورلد سنترال، ومطار دبي الدولي الذي يعد الاسرع نموا على مستوى العالم.
وتؤكد مؤسسة دبي لخدمات الملاحة الجويةٌ التي تتمتع باستقلاليةٌ إدارية، ان التنسيق بين مختلف الاطراف العاملة في قطاع الطيران لتزويد مطار دبي الدولي بأرقى وأكبر المرافق المزودة بأحدث التقنيات والمعدات، مثير للإعجاب والتقدير، وسيلعب دورا هاما في تمكين المطار من استيعاب الزيادة المتواصلة في حركة الطيران، التي تنمو بمعدل سنوي متوسط يتراوح بين 5و7% بالمقارنة مع المتوسط العالمي الذي يبلغ 3.5 % فقط.
وسجل مطار دبي الدوليزياٌدة بنسبة 6.2 % في اعداد المسافرين في النصف الاول من عام 2014، ليرتفع عددهم إلى 34.67 مليون مسافر، بالرغم من انخفاض حركة الرحلات بنسبة 26 % خلال تنفيذبرنامج إعادة التأهيل، ليدخل المطار بذلك الشهر الثامن عشر على التوالي الذي تتجاوز فيه اعداد المسافرين عتبة الـ 5 ملايين مسافر.
وساهمت مؤسسة دبي لخدمات الملاحة الجويةٌ بقوة في التخطيطٌ لبرنامج إعادة التأهيل،
جنبا إلى جنب مع بقيةالشركاء الاستراتيجيين مثل مؤسسة دبي لمشاريع الطيران
الهندسيةٌ، ومؤسسة مطارات دبي، وهيئة دبي للطيران المدني، من خلال مقارنة البدائل المختلفة لسيناريوهات تشغيل الرحلات، لتحقيق اقل إعاقة ممكنة لحركة الرحلات وعمليات المطار.وتواجه سلطات تشغيل مطار دبي الدولي 4 ساعات ذروة على مدار اليوم، تصل فيها الطاقة التشغيليةٌ إلى حدودها القصوى، حيثٌ يصل عدد الطائرات القادمة إلى 33 طائرة في الساعة في المتوسط. وتسعى مؤسسة دبي لخدمات الملاحة الجويةٌ لزيادة المتوسط إلى 45 طائرة في الساعة بحلول عام 2016، في اطار خطة عشريةٌ يجري تنفيذٌها.
وقال محمد اهلي :” تناوب إغلاق مدرجي مطار دبي الدولي كان اكثر تعقيدا
وتطلب تخطيطٌا دقيقٌا بحكم الخدمات المتواصلة على مدار الساعة التي يقٌدمها المطار لشركات الطيران،
ولذلك فان مساهمتنا كانت حيويةٌ لعمليةٌ التخطيط الشاملة لتنفيذ البرنامج ككل، مما جعل متوسط فترة تأخير الرحلات اقل من 5 دقائق”.
واضاف اهلي :” احتاج المدرج الشماليلعمليةٌ إعادة رصف، وبعض التعديلات الاخرى التي ترفع من قدرته على استيعاب حركة الطيران المستقبليةٌ، كما احتاج المدرج الجنوبي إلى تشييد ممرات دخول وخروج اضافيةٌ تربط المدرج بمرافق المطار المختلفة لزياٌدة طاقته التشغيلٌيةٌ”.
وبفضل برنامج إعادة التأهيل اصبح مدرجا مطار دبي من افضل المدرجات للهبوط والإقلاع على مستوى العالم، نتيجة لتشييد ممرات ربط واسعة مصممة لتحقيق معدل دوران اعلى لحركة الطائرات، ومزودة بأنظمة أضاءه حديثةٌ على الجانبين لتحديد مسار الطائرات التي تتحرك بسرعة.
وتشيد المطارات المزدحمة عادة ممرات ربط عاليةٌ السرعة تسمح للطائرات بالدخول والخروج بسرعة من وإلى المدرج واخلائه في زمن قصير، حتى تتمكن الطائرات الاخرى من استخدامه للإقلاع والهبوط .
وبحسب المنظمة الدوليةٌ للطيران المدني فان ممرات الربط في المطارات من الفئة الثالثة والرابعة، يجب ان تصمم بطريقٌة تسمح باستيعاب الطائرات التي تتحرك بسرعة 50عقدة (93 كيلٌو مترا في الساعة) في ظل المطر، وتصل سرعة حركة الطائرات في مطارات الفئة الثالثة والرابعة الى 30 عقدة في المتوسط، وبصفة عامة تتحرك الطائرات بسرعة اقل عندما تغادر المدرج.
وتستفيدٌ مؤسسة دبي لخدمات الملاحة الجويةٌ من سلسلة من المشروعات المخططة او التي بدء تنفيذها بالفعل، ليس فقط لاستيعاب الزيادة المتوقعة في الحركة الجويةٌ في دبي، وإنما ايضا لتقليصالازدحام في السماوات، وإعادة تخطيطٌ المجال الجوي، الذي يوصف بانه من اكثر المسارات الجويةٌ ازدحاما في العالم.
ويستقبل المجال الجوي لدولة الإمارات العربيةٌ المتحدة 600 الف حركة طائرات سنوياٌ، ومن المتوقع ان يرتفع هذا العدد بحلول عام 2050 إلى 1.2 مليون حركة.