سمو الأمير سعود الفيصل يؤكد وقوف المجلس الوزاري لمنظمة المؤتمر الإسلامي صفاً واحداً لمحاربة السياسات الطائفية والمذهبية والإقصائية
جـدة واس- سويفت نيوز:
عبر صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية عن ارتياحه لما خرجت به الدورة ال 41 لمجلس وزراء الخارجية الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي من نتائج وقرارات سعت للإرتقاء إلى حجم التحديات والمخاطر التي تحيق بالعالمين العربي والإسلامي وما يشهدانه من تغيرات متسارعة ومحاولة التعامل معها من منظور استراتيجي شامل لجوانبها السياسية والإقتصادية والإجتماعية والتنموية كافة وفي إطار السعي الدءوب لتحقيق أمنه واستقراره والدفع بعجلة التنمية الإقتصادية والإجتماعية , تحقيقاً للتطلعات والآمال المشروعة لشعوبنا .
وقال سموه في مؤتمر صحفي مشترك مع معالي الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الأستاذ أياد بن أمين مدني إنه نظراً لما تشهده الساحة السورية من تدهور شديد نتيجة لفشل المجتمع الدولي في وضع حد لهذه الأزمة وامتدادها لتطال العراق وتعمق حالة الاضطراب الداخلي السائد به أصلاً والذي ينذر بمخاطر كبيرة نتيجة للسياسات الطائفية التي يعيشها , فمن الطبيعي أن يحظى هذا الأمر بإهتمام المؤتمر وفي إطار السعي نحو درء الفتن المذهبية وتحقيق اللحمة الوطنية بين أبناء الشعب الواحد بمختلف مكوناته , وعلى مبدأ المساواة في الحقوق والواجبات فيما بينهم , مع تأكيد الإجتماع على الوقوف صفاً واحداً في محاربة السياسات الطائفية والمذهبية الإقصائية التي أدت إلي ظهور الفتن على المشهد السياسي لبعض الدول وهددت أمنها واستقرارها وسيادتها بل وهويتها .
وأضاف سموه : تظل القضية الفلسطينية هي القضية المحورية للأمة الإسلامية , وقد حظيت بشرح واف من فخامة الرئيس محمود عباس , ونقاش مستفيض في المؤتمر وفي ظل رفض إسرائيل لكل جهود السلام واستمرارها في نهجها المتعنت , وابتلاعها للمزيد من الأراضي الفلسطينية ببناء المستعمرات , والمضي قدماً في إجراءات التهويد , وانتهاك القدس الشريف ومحاولة تغيير الوضع الجغرافي والديمغرافي , وقد أكد الإعلان الصادر عن المؤتمر على الثوابت الرئيسة للعالم الإسلامي التي ينبغي أن تشكل أساساً لأي جهد دولي لحل القضية الفلسطينية وفق مقررات الشرعية الدولية ومبادئها , ومبادرة السلام العربية لبلوغ أهداف إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .
وأكد سمو الأمير سعود الفيصل أن من أبرز الموضوعات التي ناقشها المؤتمر التأكيد على إدانة الإرهاب بأشكاله وصوره كافة , وأياً كان مصدره , وذلك علاوة على الرفض التام لكل أشكال الغلو والتطرف , وأهمية التصدي للفكر الضال المؤدي إليه والمنافي للقيم الإسلامية الأصيلة الداعية إلي الوسطية والانفتاح والتسامح والحوار والتعددية.
وأشار سمو وزير الخارجية في هذا الصدد إلى إدانة المؤتمر ورفضه لما تتعرض له الأقليات المسلمة في عدد من دول العالم من سياسات عنف وتمييز وتطهير عرقي ضدها في كل من ميانمار وأفريقيا الوسطى وغيرها من الدول ومطالبة المؤتمر للمجتمع الدولي بالاضطلاع بمسئولياته في حماية هذه الأقليات , والتصدي لكل أشكال الكراهية ضد الإسلام في مختلف المحافل الدولية .
وفيما يتعلق بالقضايا الإقتصادية والثقافية قال سموه : كان لها نصيب وافر في مناقشات المؤتمر، وفي سياق الدور المنوط به في استشراف مجالات التعاون الإسلامي ، حيث جرى استعراض التحديات التنموية التي تواجهها بلدان العالم الإسلامي , وما يتطلبه الأمر من مراجعة وتقييم البرامج والخطط القائمة ، بما في ذلك إعادة صياغة الأولويات على ضوء المستجدات ، وفي إطار تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين الدول الأعضاء ، والمساعي الهادفة إلي إضفاء الصبغة المؤسسية على هذا التعاون ، والذي سيتحدث عنه بشكل مفصل معالي الأمين العام .
ثر ذلك فتح باب الأسئلة في اللقاء وقال سمو وزير الخارجية رداً على سؤال عن مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله إنشاء مركز حوار بين المذاهب الإسلامية :هذا في طور الإنشاء الآن وأعلن الغرض منه وهو أن يكون هناك حوار ونقاش بين المذاهب وتقريب ما يمكن تقريبه .
وبشأن التعاون بين منطقة آسيا الوسطى ومنظمة التعاون الإسلامي قال سموه : نعم لدينا مؤتمر لذلك الغرض ولدينا اتصالات وثيقة مع هذا الجزء من العالم وهنالك بلدان عربية عقدت اجتماعاً مؤخراً مع بلدان آسيا الوسطى وكان القصد من ذلك الإجتماع هو تعزيز التعاون بين الطرفين والنقاش ما زال مستمراً ويخطوا بخطى حثيثة، وأقول في غضون سنوات قليلة سنرى نمو التجارة والإستثمار بين المنطقتين فكلا المنطقتين تنعمان بموارد وتشهدان أسرع نمو اقتصادي في العالم ونحن على الإستعداد للإنطلاق في مثل هذا النوع من التعاون .
وجواباً على ما إذا كان هناك خلافات بين بعض الدول الإسلامية أثرت على سير المباحثات في هذا المؤتمر قال سموه : متى عقدت “دورة ما” يسبقها مشاكل وقضايا مهمة، ما أذكر أن مرت دورة واحدة ما فيها مشاكل ولكن للأسف هذا يبدو أنه في العصر الحديث متمركزة المشاكل في عالمنا العربي وهذا يجعلنا ملزمين بأن نحزم أنفسنا لمجابهة هذه المشاكل وأنا أعرف الأسباب الحقيقة لوجود هذه المشاكل خاصة في الدول العربية كل ما انتهت المشكلة من بلد انتقلت إلى بلد آخر وهكذا إلى أن تعم العالم العربي فعلينا أن نتبصر مشاكلنا ونهيئ مؤسساتنا لأن نواجه هذه المشاكل بطريقة مدروسة ومحكمة .
وواصل سموه يقول : أما بالنسبة للإتهامات أنا سمعت إتهام من العراق ما هو من بعض المسئولين في العراق من رئيس الوزراء في العراق يتهم المملكة بأنها هي راعية الإرهاب وهذا الإتهام مدعاة للسخرية وهو يأتي في أعقاب البيان الذي صدر من المملكة في تجريم الإرهاب وخاصة ” داعش ” يعني كيف تريد أن تغير الواقع من شيء إلى شيء آخر، هل بالكلام فقط أن المملكة تؤيد الإرهاب أعتقد أكثر بلد عانت من الإرهاب وكافحت الإرهاب ومستمرة في مكافحة الإرهاب ليس فقط على مستواها هي ولكن بإيجاد قواعد وأسس التعاون الدولي للقضاء على الإرهاب هي المملكة العربية السعودية وإذا كان لنا نصيحة للمسئول العراقي للقضاء على الإرهاب في بلاده هو أن يتبع السياسة التي تتبعها المملكة ولا يتهمها بأنها مع الإرهاب.. الإرهاب هو في المكان الذي ينجح فيه والحمد لله بلادنا الآن نظفت من هذا الوباء وعسى ألا يأتينا شي من جيراننا .
وفيما يتعلق بموقف المملكة من طلب وزير الخارجية العراقي بالأمس الولايات المتحدة من توجيه ضربات على داعش وهل هذه تعتبر ثورة ضد حكومة المالكي قال سموه : داعش مجموعة ارهابية وسميناها كذلك وقد جاء ذلك في إعلان صدر عن المملكة العربية السعودية وقد وضعناها بوضوح ضمن قائمة المجموعات الإرهابية وأننا لا نرى أن ذلك ياتي في إطار ثورة شعبية تعكس إردة الشعب العراقي وحيث أنهم وجدوا مكاناً في العراق وأعمال الحكومة العراقية التي رسخت الطائفية ومعاملة الشعب معاملة غير متساوية وأخضعتهم لعقوبات فضيعة بسبب انتقادهم لرئيس الوزراء الذي جمع السلطة كلها في يده مما أدى إلى احباط جهود القوى العراقية في التصدي لتحدي الإرهاب ولكن ما من أحد يستطيع أن يفترض أن داعش إلا مجموعة ارهابية فهي ليست منقذة للعراق وإنما هي مدمرة له وهي لا تبني البلاد بل تدمرها .
وأضاف سموه يقول : القضاء على داعش أول شئ وقبل كل شئ أن يكون الإنسان واثق من عمله في بلده، كل مايجب عليه أن يعمل للمواطن ولمصلحة المواطن ولإلتئام الناس مع بعضهم لتقوية الرابط الإجتماعي الذي يربط الوضع الداخلي بحيث يكون وثيقاً وأن يكون محصناً وإذا ما سلم الجسد أمكن مكافحة الوباء فالإرهاب وباء، فكره وباء، وعمله وباء ،والمملكة موقفها لاغبار عليه ضد الإرهاب لا أحد يستطيع أن يقول أن هناك أحد يحارب الإرهاب أكثر مما تحاربه المملكة ،وبالنسبة لوضع الرعايا السعوديين في العراق؛ في الحقيقة نحن متابعين له ولكن للأسف لا نجد إلا مماطلة يوعدون ويخالفون لاندري ماهي التهم التي هي موجهة لهم ولاهم راضون يعطونا السبيل لمقابلتهم فابالتالي وضعهم مؤلم.
من جانبه أوضح معالي أمين عام منظمة التعاون الإسلامي الأستاذ أياد بن أمين مدني أنه تم خلال جلسات المؤتمر توسيع قاعدة القروض الصغيرة التي تصل لصغار المنتجين وإلى الأسر المنتجة مشيراً إلى أن هناك عدة تجارب ناجحة لأكثر من دولة من الدول الأعضاء في المنظمة والتنسيق يجري عبر تصفية التجارب وتجميعها حتى يكون هناك أنموذجاً واحداً لتشجيع وتنمية هذا البعد في التنمية الإقتصادية .
ولفت الإنتباه إلى أن المؤتمر طرح أيضاً إنشاء شركات متعدد الجنسيات بين الدول الأعضاء بالمنظمة وهو ما ستسعى عليه المنظمة في قمتها القادمة والتي ستخصص للعلوم والتقنية والإبتكارات بينها وبين الدول الأعضاء .