ادم وحواء

جمعية المودة تطلق دراسة تحليلية عن السياسات الأسرية العالمية لــ 23 دولة من أجل استراتيجية وطنية للاسرة

 

جدة – ماهر عبد الوهاب:

تواصل جمعية المودة للتنمية الأسرية بمنطقة مكة المكرمة إصدار ونشر الأبحاث والدراسات والأدلة المنهجية والعلمية المتعلقة بالجانب الأسري والاجتماعي والتي تهدف وتسهم في بناء التشريعات والأنظمة الأسرية، ويأتي مصدر هذا الاهتمام الرائد بالجانب البحثي من استراتيجية ومنهجية المودة ورسالتها والتي تنص على الالتزام بتمكين وإرشاد وتوعية الأسرة عبر مبادرات تنموية مستدامة تسهم في تقوية روابط الأسرة واستقرارها.

بمناسبة اليوم الوطني وانطلاقاً من الرؤية الوطنية 2030 مجتمع حيوي أسرة سعيدة والتحول الوطني2020، تطلق المودة دراسة تحليلية بعنوان “السياسات الأسرية العالمية نحو استراتيجية وطنية للأسرة السعودية”، وتهدف الدراسة إلى رصد أهم السياسات الأسرية والتجارب الناجحة لدول العالم التي جعلت من سلامة الأسرة واستدامة أمنها ورفاهيتها ركيزةً تنمويةً للتنمية الأسرية ضمن الرؤية الوطنية الاستراتيجية، كما أنها تهدف إلى تحليل ومقارنة لأهم السياسات والمبادرات الأسرية العالمية الرائدة وذلك للتوصل إلى مجموعة من المبادرات المقترح تطبيقها في المملكة العربية السعودية لكي تكون حافزاً ودليلا في وضع استراتيجية أسرية فعالة تتماشى مع تطلعات ورؤية المملكة ٢٠٣٠

وحددت الدراسة خمسة محاور مهمة متعلقة بالسياسات الأسرية العالمية في 23 دولة أجنبية لمقارنة أفضل السياسات الأسرية بينهم، حيث ناقشت الدراسة مواضيع سياسات دخول النساء إلى القوى العاملة، وسياسات التوفيق بين العمل والحياة الأسرية، وسياسات الحفاظ على التماسك الأسري، السياسات الأسرية المتعلقة بالطفل، وأخيرًا السياسات الأسرية المتعلقة بالتعليم.

وصرح رئيس مجلس إدارة المودة م. فيصل السمنودي، أن الدراسة قد تسهم في تطوير نموذج استراتيجي خاص بالمملكة العربية السعودية ورؤية 2030 ودعمها للتنمية الأسرية والرعاية الاجتماعية بما يتوافق مع القيم الدينية والمقومات الثقافية، إضافة إلى بحث أفضل الاستراتيجيات لبناء خارطة طريق استراتيجية للأسر السعودية والأسلوب الأمثل للوصول إلى استراتيجية هادفة تخدم الجانب الأسري والاجتماعي في المملكة.

وأضاف أن الدراسة تستعرض أهمية تعزيز وإثراء خطط مؤسسات وجمعيات وأوقاف الرعاية الأسرية وتوجيه اهتمامها إلى البرامج النوعية والخطط الوقائية لتنمية الأسرة السعودية، وتحقيق الأمن الأسري، وتطعيم الثقافة الأسرية بالممارسات الصحية التي تتفاعل مع الرؤية الوطنية، وتلعب دورا إيجابيا في تحقيق التنمية الوطنية الشاملة.

وأشار الأستاذ محمد آل رضي مدير عام جمعية المودة أن الدراسة جاءت ضمن برنامج فِكْر لبحوث وتطوير الأسرة الذي يهتم بتطوير الأسرة في الجانب العلمي والمعرفي ويهدف إلى إعداد وتطوير بحوث ودراسات تسهم في بناء تشريعات وأنظمة أسرية تؤدي إلى تطوير الأسرة وتنميتها معرفيا باستخدام منهج البحث العلمي ورصد القضايا المتعلقة بها ودراستها وتحليلها ونشرها. ونوه أن البرنامج يسعى إلى تقويم وتحليل مخرجات مبادرات الجمعية وبناء اختبارات القياس الأسرية بالتعاون مع باحثين متخصصين.

وأظهرت الدراسة أهم النتائج المتعلقة بسياسات دخول النساء إلى القوى العاملة للدول المعنية وهي المساواة بين الجنسين في جميع الشؤون المتعلقة بالعمل، وارتفاع معدلات توظيف النساء حيث وصلت نسبة توظيفهن 62% في العام 2013، وأشارت الدراسة بأن 40% من تكاليف الرعاية الوالدية للأطفال تغطيها الدولة مقابل 60% يتم تقسيمها بين الآباء والبلديات.

فيما يتعلق بجانب سياسات التوفيق بين العمل والحياة الأسرية، أظهرت الدراسة دعم إجازات الأمومة، ودعم إجازات الأبوة، وتجهيزات أماكن العمل الصديقة للأسرة، وحماية الأمهات في أماكن العمل، وحق التغيب عن العمل لرعاية شخص بالغ أو شخص كبير بالسن، والأمن الوظيفي والمرونة في وقت العمل. ومن أبرز نتائج ما توصلت إليه الدراسة في هذا الجانب؛ أن سياسات التوفيق أساسًا مرتبطة بمنظمات خاصة بالمساواة وذلك للقضاء على التمييز والتحرش والاحتيال وأنواع السلوك الأخرى المحددة بقانون المساواة. وأظهرت الدراسة أهم عوامل سياسات الحفاظ على التماسك الأسري والتي تلعب دورًا كبيرًا في مفهوم التماسك الأسري والحفاظ على استقرار الأسرة وهي التعامل مع الضغط والتوتر الأسري، واختبارات القياس الأسرية، ورعاية كبار السن.

وتضمنت الدراسة سياسة دعم الأطفال مبينةً الدعم المادي لأسر ذوي الأطفال، والرعاية العامة للطفل والرعاية المنزلية، ورعاية الطفل المريض، والتوسع في دعم مؤسسات رعاية الأطفال، وحماية الوالدين المنفصلين وأولادهم، وأوضحت السياسات الأسرية المتعلقة بالتعليم، كما حددت الدراسة مجموعة نقاط تبين من خلالها أهم السياسات في الدول من حيث التعليم المجاني للأطفال في المدارس، ونظام الرعاية والتعليم والجودة العالية في مرحلة الطفولة المبكرة إضافة إلى تحسين عملية التواصل بين الأسرة والمدرسة.

الجدير بالذكر أنَّ المودة حصلت على العديد من الجوائز المحلية والإقليمية على تميز برامجها وخدماتها المقدمة للأسر، وتقدم خدماتها للمستفيدين مدة 13 ساعة في اليوم، كما تقدم الحجوزات الاستشارية مجانًا عبر الرقم الموحد لخدمة العملاء 920001426، وخدمة الاستشارات الإلكترونية والتسجيل في الدورات التدريبية وتحميل البحوث والدراسات الأسرية لطلاب الدراسات العليا والباحثين، وتقديم الاستشارات الهاتفية عبر مختصين ومختصات في الاستشارات عبر الرقم الموحد وعبر موقعها www.almawaddah.org.sa وتستقبل الاستشارات الهاتفية على الرقم 920001421.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى