ثقافة

{رمضانُ ولَّى..جلَّ وجهُ الباقي} شعر:محمد خضر الشريف

{

شعر:محمد خضر الشريف

🌹مهداة لأمير الشعراء أحمد شوقي🌹
—————
**مقدمة/
هذه القصيدة جاءت معارضةً لبيت أمير الشعراء أحمد شوقي الشهير الذي يقول فيه:
(رمضان ولَّى هاتها ياساقي/
مشتاقة تسعى إلى مشتاقِ)..
وقد بينتُ في كتابي “القصة الشعرية في تراث العربية” براءة أحمد شوقي من شرب الخمر أو الاشتياق لها، وهو صاحب القصائد الدينية والأخلاقية والوطنية؛ وذلك على لسان الشيخ الشعراوي أيام شبابه في مقابلة له مع شوقي ومعه شباب شعراء من الأزهر، وقد استشهد شوقي بآخر سورة الشعراء فأقنع الشيخ والحضور ببراءته وأن “الشعراء يقولون مالا يفعلون”، وذلك في فصل من الكتاب بعنوان” شوقي والحسناء”..
وهذه القصيدة، التي بين أيديكم، بدأت ” ثنائية ” أي بيتين، مثل أخواتها من ” الثنائيات الخضرية” الكثيرة- والتي ضمها ديوان خاص لي بحمل العنوان نفسه- ثم تولّدَ منهما خمسة عشر بيتا،على النحو التالي:
👇👇👇👇👇👇👇
—————–

**القصيدة:

لاتصدَحَنَّ بقوله متغنيًا:/
“رمضان ولّى هاتها ياساقِي”

أو تُغوينكَ غنوةٌ شوقيةٌ /
“مشتاقةً تسعى إلى مشتاقِ”

فالشعرُ أعذبُه كلامٌ كاذبٌ/
والحقُ منهجُ معشرِ الصُّدَّاقِ

“شوقي” أراد الشعرَ قولًا مازحًا/
في نظمِ بيتٍ شاعرٍ أرَّاقِ

هامَ بوادٍ قد تسرَّبلَ شعرُه/
ثوبَ الهيامِ كأنه مُتَسَاقِي

حاشاه وهْو بالمداائحِ مولعٌ /
يشدو حبيبًا سيّدَ الأخلاقِ

*************
اسمعْ كلامي واستمعْ لنصيحتي/
أشدوك شعري راقي الرقْراقِ

ينساح من فيض المشاعر هادرا/
غيث السماء عالي الآفاقِ

فاصدحْ بشعريَ شاديًا مترنمًا/
فالنصحَ أُهديه لخيرِ رفاقِ

*************
إن الذي شرعَ الصيامَ تَديُّنًا/
ربُّ البرايا واهبُ الأرزاقِ

اعبْده في كل الشهورِ تحنثًا/
واطلب رضاءَ الواحدِ الخلَّاقِ

لاتزهدنَّ طوالَ شهركَ عابدا/
فإذا انقضي أظهرتْ وجهَ نفاقِ

*******************

رمضانُ إن ولَّى ودهرٌ بعده/
إني وأنتَ وكلنا سنُلاقِي

يومَ الحساب جزاءنا من ربنا/
ربِّ البرايا فالقِ الإشراقِ

سبحانه سجدَ الوجودُ لقدسه/
الله ربي جلَّ وجهُ الباقي/

🌹شعر: محمد خضر الشريف🌹
عيد فطر 1439هـ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى