خادم الحرمين الشريفين يؤدي صلاة عيد الفطر مع جموع المصلين بالمسجد الحرام
مكة المكرمة – واس:
أدى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – في مكة المكرمة صباح اليوم صلاة عيد الفطر المبارك مع جموع المصلين الذين اكتظ بهم المسجد الحرام والساحات المحيطة به.
وفي مكة المكرمة أدى جموع المسلمين اليوم صلاة عيد الفطر المبارك بالمسجد الحرام حيث أمّ المصلين إمام وخطيب المسجد الحرام معالي الشيخ صالح بن حميد الذي أوصى في خطبته المسلمون بتقوى الله عز وجل في السر والعلن.
وقال معاليه: أوصيكم أيها المسلمون بالنظر لأنفسكم، واتعظوا بالمواعظ ، واعتبروا بالحوادث والِغَير ، وتأملوا في الآيات والعبر ، فليس العيان كالخبر، تأهبوا ، واستعدوا ، فإنكم على الأثر ، وتزودوا زاد التقى فأنتم على سفر، وبادروا بالأعمال الصالحة ، فالأعمال في قِصَر، وما أمر الساعة إلا أقرب من لمح البصر، وكفى بهذه الدنيا معتبر.
وأضاف الشيخ أبن حميد يقول: أيها المسلمون عيدكم مبارك، وصيامكم متقبل، بارك الله لكم بما من عليكم بهذا اليوم الأغر، يومِ عيد الفطر، يومِ عيد الحبور والسرور، تمتلئ فيه القلوب بهجة ، وتزدان به الأرض زينة، تخرجون لصلاتكم حامدين ، ولنعم مولاكم شاكرين ، وبتمام شهركم مغتبطين، ولثواب ربكم مؤملين ، ولفضله وإحسانه راجين عيدُنا – أهلَ الإسلام – عيدُ غبطة في الدين والطاعة ، وعيد بهجة في الدنيا والحياة، عيد تزاور ، وصلة وقربى، وصفحٍ، وعفوٍ ، ومسامحةٍ ، ومحبةٍ ، وإخاءٍ ، وأُلفة ، وليس عيد أشر ولا بطر ، ولا فسق ولا فجور .وبين معاليه أن الإسلام في بنائه الأخلاقي جاء بكل ما هو راق ومتحضر، وسما بأتباعه فوق كل الصغائر، ورسم للإنسانية حياة كريمة، تحيط بها كل المعاني السامية بناء أخلاقي متين ، تستقيم به الحياة، وتُؤدَّى به الرسالة، ويقوم عليه البناء، ويواجه كل التجاوزات وإن ما تعانيه الأمة في كثير من مواقعها ومجتمعاتها بسبب الضعف الأخلاقي، وتلاشي كثير من القيم ودين الإسلام في قيمه وأخلاقه يأبى أن تمارس الفضائل في سوق المنفعة العاجلة، وأن تنطوي دخائل النفوس على نيات مغشوشة .
وأوضح الدكتور صالح بن حميد أن ثمة خلق هو من جوامع الأخلاق، ومجمع المروءات، خلق في أعلى منازل الشهامة، وأسمى مقامات المروءة، قيمة إسلامية عظيمة، ورصيد إنساني نبيل، يحسن التذكير به والتذاكر فيه في هذا اليوم المبارك، يوم عيد المسلمين واجتماعهم خلق كريم يدفن الأخطاء، ويمحو الزلات، ويعلي المحاسن، ويغض عن المعايب، تتفاوت فيه أقدار الرجال تفاوتا واسعا بهذا الخلق تصان المودات، وتتوثق العلاقات، ويدوم الإحسان، وتسود السكينة ، وتستقر النفوس انه خلق الوفاء الوفاء خلق عزيز لا يقدره حق قدره الا القليلون، فالوفاء من أخص صفات المؤمنين وهو من أبرز نعوت أولى الألباب.وأكد معاليه أن الوفاء من أسمى الأخلاق الإنسانية وأرقاها ، يحمل معاني الصدق، والإخلاص ، والمحبة ، والعدل ، والكرم ، والنبل ، والثقة ، والجود ، والنجدة وما كان الوفاء بهذه المنزلة الا لأن الوفاء من كل شيء تمامه وكمالُه ولهذا فإن من أوفى الكيل فقد أتمه وما أنقصه، ومن وفا في الموعد فقد أتى في الوقت المحدد . ومن دقائق المعاني في لغة العرب : أن الوفاء يعني الخلق الشريف العالي الرفيع والوفاء في حقيقته هيئه في النفس راسخة تنبئ عن طهارتها وسموها ، يصدر عنها أداء ما التزمه المرء من حقوق ومسؤوليات ، وهذه الحقوق – كما يفسرها ابن عباس رضي الله عنهما – : ” هي العهود ، مما أحل الله ، وما حرم ، وما فرض ، وما حدد ، في الدين كله ، فمن أطاع ربه ، والتزم شرعه ، وامتثل أمره ، واجتنب نهيه ، ووقف عند حدوده ، وقام بمسؤولياته فهو من أهل الوفاء ، وقام بحق الوفاء .
وبين إمام وخطيب المسجد الحرام أن الوفاء ينظم جميع المسؤوليات الدينية ، والدنيوية ، فمن تولى عملا أو التزم أمرا فقد تعهد أن يفي به على أفضل الوجوه ، وعلى قدر التقصير يكون الإخلال بهذا الخلق العظيم ، الوفاء ينتظم جميع العلاقات بين الأفراد ، والجماعات ، والشعوب ، والدول ، ومسارات الإنسانية كلها وأول ما يجب الوفاء به مسؤولية العبد نحو ربه بامتثال أوامره ، واجتناب نواهيه ، والمسارعة إلى الخيرات ، وتطلب مراضي الله سبحانه ، وذكره ، وشكره ، وحسن عبادته ” فاقضوا الله ، فاالله أحق بالوفاء ” مبينا معاليه أن من أعظم الوفاء ، الوفاء مع جناب نبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي بلغ الرسالة ، وأدى الأمانة ، ونصح الأمة ، وما من خير إلا دل عليه ، وما من شر إلا حذر منه ، بيّن المحجة بيضاء ، لا يزيغ عنها إلا هالك فالوفاء معه عليه الصلاة والسلام بمحبته وتعظيمه وكثرة الصلاة عليه ، والاعتراف بعظيم منة الله ببعثته ، فيتعلق القلب بسنته ، ويتبع ملته وهديه ، يلزم ذلك حتى يلقى ربه .
ومن الوفاء كذلك الوفاء مع النفس بالحفاظ عليها ” فإن لنفسك عليك حقا ” فلا يحرمها الطيبات ، ولا يوردها المهالك ، يسعى في صلاحها وإصلاحها ، وفكاكها من النار ، وإدخالها الجنة ثم الوفاء للوالدين ببرهما والإحسان لهما ، وحسن صحبتهما والاعتراف بفضلهما ، وخفض الجناح لهما ، والدعاء لهما في الحياة ، وبعد الممات ومن الوفاء أيضا الوفاء بين الزوجين مما يجعل الأسرة مطمئنة ، والحياة مستقرة ، وفاء جميل في حال الشدة ، والرخاء ، والعسر ، واليسر ، وفاء مودة ورحمة ، وحسن عشرة ، ولطف معيشة ، وتحمل ، وتجمل والوفاء للأقربين ، والأصحاب ، والمعارف ، والأهلين ، بالسؤال و المزاورة ، والتفقد ، والبذل ، والتعاون ، والتسامح ، والمعروف والإنسان في وطنه ومع ولاة أمره على عهد والتزام بأن يقوم بمسؤوليته في السمع والطاعة في المنشط والمكره ، والعسر واليسر ، والأمانة ، والنصيحة ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، والحفاظ على المكتسبات ، مواطن وفيّ ، يعمل ولا يهمل ، ويبني ولا يهدم ، ويخلص ولا يغش و الوفي الكريم لا ينسى جميل المعلم ، وجميل الصديق ، وجميل كل صاحب جميل ومن أوتي علما فكتمه فقد خان ولم يوفي .
وقال معاليه إن الوفاء بالعقود ، والعهود ، والمواثيق ، والنذور ، والديون ، والمعاملات من أعظم الأمانات وأوسعها وألزمها ومن الوفاء : الوفاء بين العامل ورب العمل وفي الحديث القدسي : ” ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة ومنهم : رجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعطه أجره ” رواه البخاري ومن الوفاء : الوفاء بالعهود والمواثيق والعلاقات الدولية ، وتاريخ الإسلام ناصع منذ فجره الأول ، فصفحته بيضاء نقية ، لم يدنس بخيانة ولا غدر ولا نقض عهد يقول الإمام الثوري رحمه الله : ” اتفقوا على جواز الخداع في الحرب الا أن يكون فيه نقض عهد أو أمان فلا يحل ” ومن الوفاء الوفاء لماضي الأمة وتراثها وتاريخها فلا يجوز للمرء ان يتنكر لماضيه فمن لا ماضي له لا مستقبل له والوفاء للماضي ليس بتقديسه ، وادعاء عصمته ، وتبرئته من الأخطاء والنقائص ، وإنما الوفاء بالارتباط به ، وعدم الانفصال عنه ، لأنه يمثل الجذور ، وفصل الشجرة عن جذورها يميتها .
وبين معاليه أن من رزق الوفاء ، فقد رزق الخير كله ، فهو من أقوى الدلائل على طيب الأصل ، وأوضح البراهين على شرف العنصر والوفاء والإنسانية صنوان فمن فقد الوفاء فقد إنسانيته أما آثار الوفاء وثماره فأكثر من أن تحصى أو تحصر ، فبالوفاء يكون تحصيل التقوى وبالوفاء يتحقق الأمن ، وتصان الدماء ، وتحفظ الحقوق وبالوفاء : تكفير السيئات ، ودخول الجنات كما يكون بالوفاء النجدة ، والشهامة ، والمروءة ، ودوام الصلة ، وانتشار الخير ، والمعروف ، وحفظ النعم ، وغرس معاني الإنسانية ، ومكارم الأخلاق وبسيادة الوفاء تجري العلاقات الإنسانية بروح الإخوة والمحبة والثقة وتاريخ الإسلام يُحدِّث أحسن الحديث عن الوفاء في صفحات مجد وفخار ، يأتي في مقدمة ذلك حبيبنا وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مع أهله ومعاهداته ومواثيقه .
وقال معاليه أن من جميل ما سجله التاريخ في صفحات أمجاد الإسلام هذه الصورة الناطقة بالوفاء وفي أحرج المواقف فقد جيء بالهرمزان زعيم الفرس أسيرا إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه : فعرض عليه الخليفة الإسلام فأبى ، وقال يا أمير المؤمنين : إنما اعتقد ما أنا عليه ، قال له عمر : إذاً تُقْتَلُ. فلما جيء بالسيف ، قال يا أمير المؤمنين : شربة ماء خير من قتلي على ظمأ ، فأذن له عمر بشرب الماء ، فلما جاءه بالماء تناوله وقال : أأنا آمن حتى أشرب الماء ؟ فأخذ الرجل الماء وسكبه على الأرض ، وقال : يا أمير المؤمنين : الوفاء نور أبلج ، قال عمر : نعم ، ولك أن أتوقف عن قتلك ، وأن تنظر في أمرك ؟؟ فأسلم طائعاً وشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ، فقال عمر : فما الذي أخرك ؟ قال يا أمير المؤمنين : أحببت الا يقال إني أسلمت جزعاً وقصة إسلام أهل سمرقند بعد انسحاب جيش قتيبة بن مسلم بعد أن أمره أمير المؤمنين عمر بن عبدالعزيز بالوفاء لهم بعهدهم من أشهر وقائع التاريخ .وبين الدكتور ابن حميد أن صاحب الوفاء يعظم في العيون ، وتبقى سيرته لسان صدق في الآخَرين والآخِرين ، وأقدارُ الرجال تتفاوت تفاوتا شاسعا ، وثمن الوفاء قد يكون فادحا يكلف المرء حياته قبل ماله ، وهذه وربكم تكاليف المجد المنشود في الدنيا والأخرة ، والفضائل لا تتجزأ ، فلا يكون المرء كريما مع قوم لئيما مع آخرين.
وأشار إمام وخطيب المسجد الحرام في خطبته إلى أن الله جل جلاله أضاف العهد إلى نفسه فسماه : (عهد الله) لأن الله سبحانه هو الرقيب على الأعمال ، وقد أمر عباده بأن يصدقوا ، ويحسنوا ، ويفوا ، والمسلم يُشهِد الله على عهده ، ويجعله كفيلا بالوفاء بل ليس أعظم من تأكيد ربنا عز شأنه على عهده ، وهو يذكر عظيم الجزاء لأهل الإيمان والوفاء واجب مع المسلم والكافر ، والبر والفاجر ، والوفاء بالعهد من الإيمان ، ولا يكون التعاون بين الناس على وجهه إلا بلزوم العهد والوفاء ، وإذا لم يكن كذلك تنافرت القلوب ، وارتفع التعايش وفي الحديث : ” لا إيمان لمن لا أمانة له ، ولا دين لمن لا عهد له ” رواه الإمام احمد في مسنده وصححه الألباني مؤكدا معاليه أن من الوفاء والشكر والعرفان استشعار ما عليه بلاد الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية من الخير والأمن والإيمان فهي – بفضل الله ومنته – مأرز الإسلام ومنبع الدعوة إلى الله ، وأمان الخائفين وعون المحتاجين للدول والأفراد ، يد حانية كريمة تواسي المكلومين ، وتداوي جراح المسلمين ، وتنطلق فيها أعمال الإحسان وأنواع البر ، فهي بفضل الله وكرمه مصدر الخير بأنواعه .
وأكد معاليه في خطبته أن بلاد الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية بقيادتها وحكمتها ، تدرك كما يدرك كل عاقل منصف صادق أنه لا أمن ولا استقرار ولا تنمية في محيط يعج بالقلاقل والأزمات ، ولا طريق للخلاص ، والسلامة ، والرخاء ، إلا الإتحاد ، والتضامن ، والصدق في التصدي للمشكلات والأزمات انها هذه الدولة قلب العالم الإسلامي والعربي في ثوابتها المرتكزة على الدين الحنيف ، وتوحيد الكلمة ، وصيانة اللحمة ، واجتماع الأمة ، وتبني المبادرات في الإعانة والإغاثة والدعم ، وتأكيد اللحمة ، والاخوة ، والتصدي للفساد والإرهاب مساعدة في الأزمات ، والنأي عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول هذه الدولة لها سجلها الحافل بمبادرات الخير والإصلاح لدعم الأشقاء العرب والمسلمين ، في حقائق ثابتة لا تقبل المزايدة ، وفي إيمان راسخ بوحدة الهدف والمصير ومن هذه النماذج والمواقف والمبادرات اجتماع قمة مكة المكرمة في هذه العشر الأخيرة المباركة من شهر رمضان المعظم لدعم دولة شقيقة ، ومساعدتها في خروجها من أزمتها ، وقد كان قبله قريبا تحويل قمة الظهران إلى قمة القدس ، تأكيدا وتذكيرا لقضيتنا الأولى والكبرى فلسطين ، والقدس وأهلها انه الدور الريادي المبارك لهذه البلد المبارك ، وتجسيد معنى الأخوة العربية والإسلامية الحقه ، بعيدا عن الدعاوى والشعارات .
كما أنها محضن العرب والمسلمين ، وحصنهم المنيع – بإذن الله – في اجتماعات مباركة ، ومحادثات ، ومباحثات لبحث السبل الكفيلة – بإذن الله – لحل كل مشكلة والتغلب على كل ظروف صعبة ورؤية عميقة تقوم على التضامن ، والتنسيق ، والهم المشترك ، والعمل المشترك هذه الدولة المباركة هي – بإذن الله – صمام الأمان للقضايا العربية والإسلامية ، في حرص تام على احترام العلاقات مع الأشقاء في قياداتها وشعوبها إنها – بإذن الله وعونه – طوق النجاة لأشقائها ، فصفحات عطاءاتها مليئة بالمواقف المشرفة في دعم الأشقاء ونصرتهم مهما كانت التحديات ، ومهما كلف التصدي لها من ثمن ، وذلك كله من غير من ولا انتظار مقابل .
وقال معاليه والحديث عن الوفاء يحتم الإشارة والتنويه بما عليه رجال أمننا وقواتنا المسلحة في بطولاتهم ، واستبسالهم ، ويقظتهم ، ومواقفهم الشجاعة المشهودة في إخلاص ، وتفان ، وإتقان ، وكفاءة ، وبأعمالهم ويقظتهم – بإذن الله وعونه – تبقى هذه البلاد عزيزة محفوظة آمنة مطمئنة إنهم مصدر عز وفخار فهم – بتوفيق الله – صمام الأمان في حماية ديار الإسلام – بلاد الحرمين الشريفين ، ومهد مقدسات المسلمين ، وسيظلون تاج الرؤوس ، ومصدر طمأنينة النفوس واليوم يوم عيد وتبادل للتهاني ، فليهنأ المسلمون في هذه البلاد مواطنون ، ومقيمون ، والمسلمون في كل مكان بدينهم ، وأمنهم ، ولتهنأ الدولة – حفظها الله – برجالها ، وجنودها ، وشعبها ، ولتطمئن الأمة إلى حرص ولاة الأمور ، ويقظتهم في مواقف لا يقبل فيها إلا الحزم والعزم .
وأكد معاليه أن العيد مناسبة كريمة لتصافي القلوب ، ومصالحة النفوس ، مناسبة لغسل أدران الحقد والحسد ، وإزالة أسباب العداوة والبغضاء وإن في مواقع التواصل الاجتماعي والمجموعات التي ينشئها الأقارب والأصدقاء وذوو الاهتمام والمتابعات في هذه المواقع طرائقَ حسنة ، وأبواباً متسعة للكلام الطيب ، وإدخال السرور ، وحسن الحديث ، ولطيف المتابعة ، ورقيق السؤال ، وتبادل عبارات المرح المباح العيد عيد فرح وسرور لمن طابت سريرته ، وخلصت نيته ، وحسن للناس خلقه ، ولان في الخطاب كلامه فالعيد لمن اتقى مظالم العباد وخاف يوم التناد . العيد لمن لم يحسد الناس على ما أتاهم الله من فضله فافرحوا وادخلوا الفرح على كل من حولكم ، فالفرح أعلى أنواع نعيم القلب ولذته وبهجته ، بل قالوا إن الفرح فوق الرضا ، فالرضا طمأنينة وسكون وانشراح ، أما الفرح فلذة وبهجة وسرور ، فكل فَرِح راض ، وليس كل راض فرحاً .
وفي المدينة المنورة أدى أكثر من مليون مصل صلاة عيد الفطر المبارك في المسجد النبوي، يتقدمهم صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة وصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن خالد الفيصل نائب أمير المنطقة.
وأمَّ المصلين إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالمحسن القاسم، الذي تحدث عن شكر الله عزوجل بالطاعات، موصياً المسلمين بتقوى الله عز وجل.
وقال في خطبته: من صفاة الله تعالي الشكر والكرم وبفضلة سبحانه يذيق الطائعين أثر من آثار عبادته في الدنيا ليتحقق لهم صدق وعده في ثوابه لهم بجنات النعيم ,وفي شهر رمضان ذاق المسلمون نفحات من رب العالمين من تعلقهم بالله وانشراح صدورهم وصفاء قلوبهم ليلازم العباد طاعة ربهم في أيام دهرهم لتحقيق النعيم الذي هو غاية النفوس ومطلوبها وبه ابتهاجها وسرورها ,والنعيم التام إنما هو في التمسك بالاسلام علما وعملا فأهله في نعيم دائم في الدنيا والبرزخ والآخرة قال سبحانه (إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ )وبين فضيلته إن في الدنيا شرح الله صدور العباد للإسلام وأحياهم به وجعله لهم نورا قال جل وعلا (أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا) ,وكتب لعبادة الرحمة في الدارين وأسعدهم سبحانه فأثابهم في الدنيا ,وما أعد لهم في الآخرة خير وأعظم .
وأشار الشيخ القاسم أن أكبر منن الله على عبادة في الدنيا أن حبب إليهم الدين وزينه في قلوبهم وأذاقهم حلاوة طاعته فتجملت بواطنهم بإصول الدين وحقائقه وتزينة ظواهرهم بامتثال أوامره, مذكر أن الاقبال على الله والرضى به وعنه ثواب عادل وجنة حاضرة, والإيمان بالله ورسوله جماع السعادة واصلها وحلاوة الإيمان في القلب أمارة على أن الإسلام هو الدين الحق ,والمؤمنون من أطيب الناس عيشا وأنعمهم بال وأشرحهم صدرا.
ومضى فضيلته إنه كلما قوية معرفة العبد بالله قوية محبته له وليس للعبد س
رور إلا في محبة الله والتقرب إليه بما يحبه لقوله تعالى (وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ) ,وعبادة الله وحده هي غاية الخلق والأمر ففيها نعيم العباد وكرامتهم, فالصلاة غرة عيون المسلمين, وكيف لاينعم بصلاته والله قبله وجهه إذا صلى واقرب مايكون من ربه وهو ساجد فيها ,مشيرًا إلى أنه كلما ذاق العبد حلاوة الصلاة كان انجذابه إليها أشد وامتثاله إليها أسرع .
وأكد فضيلته أن الزكاة قرينة الصلاة ومن أخرجها طيبة بها نفسه أذاقه الله حلاوة
الإيمان وطعمه، والفلاح كله في تزكية النفس بالعبادة ومكارم الأخلاق، ومتى ذاق العبد طعم الإيمان لم يتطلع لمدح الناس ولم يقف عند ذمهم، ونعيم الطاعة يورث الثبات على الدين .
ونبه إمام وخطيب المسجد النبوي بأن نعيم الإيمان وحلاة الطاعة مشروط بالإخلاص لله فلا يجد عبد لذة العبادة حتى يقصد بها وجه الله، والإيمان بالقضاء والقدر يؤول بصاحبه إلى السعادة ولن يجد عبد حلاوة الإيمان إلا بذلك، والإكثار من النوافل والاستعانة بالصبر والصلاة يفتح على العبد أبواباً من النعيم .
وأدى جموع المصلين في الرياض صلاة عيد الفطر المبارك يتقدمهم صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض وذلك في جامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض.
وأمَّ المصلين عضو هيئة التدريس بالمعهد العالي للقضاء الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، الذي حمد الله في مستهل خطبته على ما أنعم به جلَّ جلاله على عباده من نعمة الإسلام، موصياً بتقوى الله
سبحانه وتعالى في السر والعلن.
وأشار الشيخ عبدالله آل الشيخ إلى الأمانة وبيان مسؤوليتها أمام الله في أمور الحياة كاملة ووجوب حفظها وسؤال الله العون فيها ،مبيناً أن على المسلم أن يعبد الله حق عبادته بالقيام بالأركان وعمل الصالحات واجتناب النواهي، منوهاً بأهمية تعزيز أخوة الإسلام وسماحته.
وأدى الصلاة مع سموه سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ .
كما أدى الصلاة صاحب السمو الأمير عبدالله بن مساعد بن عبدالرحمن، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن مشاري بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن محمد بن سعود بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي مشاري بن سعود بن عبدالعزيز وصاحب السمو الأمير نواف بن محمد بن عبدالله بن عبدالرحمن وصاحب السمو الملكي الأمير فهد بن مساعد بن سعود بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الأمير تركي بن محمد بن عبدالله بن عبدالرحمن وصاحب السمو الأمير عبدالعزيز بن محمد بن عياف وعدد من أصحاب السمو الأمراء .
وأدى الصلاة مع سموه معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ ومعالي المستشار الخاص المشرف العام على مكتب سمو أمير منطقة الرياض الأستاذ سحمي بن شويمي بن فويز ومعالي أمين منطقة الرياض المهندس طارق بن عبدالعزيز الفارس ورئيس مجلس ادارة غرفة الرياض عجلان بن
عبدالعزيز العجلان ومدير شرطة منطقة الرياض اللواء فهد بن زيد المطيري وعدد من المسؤولين وجمعاً من المواطنين .
وأدى صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، وصاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن فهد بن سلمان بن عبدالعزيز نائب أمير المنطقة الشرقية صلاة عيد الفطر المبارك مع جموع المصلين بمدينة الدمام في جامع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز .
وأم المصلين مدير عام فرع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالمنطقة الشرقية الدكتور صلاح السميح ، الذي حث المصلين في خطبته بتقوى الله وطاعته والتمسك بسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وفعل الخيرات والتمسك بتعاليم الشريعة الإسلامية السمحة والتناصح بينهم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبر الوالدين والعطف على الفقراء، وتلاوة القرآن الكريم والتدبر في معانيه والحرص على تلاوته في جميع الشهور.
وبين الدكتور السميح فضل صيام الست من شهر شوال ، منوهاً بما تنعم به المملكة من نعمة الإسلام والأمن والاستقرار والتماسك، سائلاً الله تعالى أن ينصر الإسلام والمسلمين وأن يعلي كلمة الحق وأن ينصر المسلمين على أعداء الدين وأن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين.
وفي منطقة عسير أدى المصلون صلاة عيد الفطر المبارك ، يتقدمهم صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير، وذلك بمصلى العيد الكبير ” المشهد ” بمدينة أبها.
وأم المصلين خطيب جامع الملك فيصل بأبها الشيخ أيمن بن الحسن النعمي، الذي استهل خطبته بالتكبير والتهليل، وحمد الله ـ سبحانه وتعالى ـ على نعمه الدائمة التي شرعها الله لعباده، وسخرها لهم، موضحاً أن هذا اليوم يومٌ شريف فضله الله وشرفه وكرمه وجعله عيدا سعيدا لكل مسلم يفيض فيه على المؤمنين من جوده وكرمه وقد وفقهم سبحانه لإتمام صيام رمضان ، مستبشرين فرحين بما من الله به عليهم من هذه النعمة العظمية .
وقال الشيخ النعمي : إن للعيد معاني سامية ومقاصد عالية ومنافع وحقائق جمة من أولها العقيدة الصحيحة الصافية التي هي أعظم نعمة ، ويتضمن العيد تهذيب الخلق وتقويم السلوك والحلم والتواصل والتسامح وتنقية القلوب من الغل والضغائن والترابط الأخوي والاجتماعي بين نسيج المجتمع الواحد ، مشيراً إلى أنه من يُسر الإسلام وسماحته أوجب الله الفطر وأباح الطيبات كما هو الحال قبل الصيام لتتنزل الخيرات والبركات والرحمة واستجابة الدعوات ، مؤكداً أهمية صلة الرحم وعدم قطعها مع الحرص على أن يتفقد كل مسلم جيرانه وإخوانه من المحتاجين وإدخال الفرح والسرور على نفسه وعلى أهل بيته ومجتمعه .
وأبان الشيخ النعمي، أن المملكة تعيش نعمة عظيمة هي نعمة الأمن والإيمان والصفاء والاجتماع واللحمة الوطنية المباركة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين ـ حفظهما الله ـ ، داعياً الله أن يرحم الشهداء وأن ينصر الجنود المرابطين .