مهرجان القادسية الرمضاني..البداية والتاريخ
سويفت نيوز_الخبر
في هذه الأيام المباركة ونحن نودع الشهر الفضيل. وفي جميع المناسبات او اللقاءات التي حضرتها كانت أحاديث وذكريات المهرجان تأخذ النصيب الأكبر. ومنذ إعلان إدارة القادسية مشكورة إقامة المهرجان، والاتصالات من داخل وخارج المملكة وهم يقولون أبو محمد (هل سيقام المهرجان؟ هل ستعيدون الذكريات؟ هل ستقيمون الألعاب والمحاضرات والدورات والأنشطة الثقافية والاجتماعية؟ وأنا أقول: نعم. هل أنت معهم؟. معهم قلباً وقالبا. قال لي آخر: وهل يستطيعون؟ قلت على الأقل خطوة على الطريق لعودة الزمن الجميل. المهم البداية، ثم حدثني أحد كبار رواد المهرجان عاتباً: لماذا لا يذكر في الصحافة من هو صاحب الفكرة؟ وفي أي إدارة كان انطلاق المهرجان؟ ومتى كانت البداية؟. قلت له يا عزيزي لا تخف ولا تحزن. التاريخ محفوظ بالصور والوثائق والكتابات وفي أيدٍ أمينة. وطلب مني التوضيح للرأي العام ووعدته بذلك. ثم تلقيت اتصالا هاتفياً من سيدة أعمال، وقالت: يا عم أنا ابنتكم وابنة المهرجان، وتعلمت وشاركت في معظم المهرجانات في البداية. وأنا اليوم أحمل الماجستير وأدير شركة، وأريد أن أشارك وأن نعيد الذكريات، وأن نحافظ على الموروث، قلت لها: هذه أبرك الساعات. قالت: لم تعرفني؟ قلت: لا والله. قالت: أنا ندى بنت حمد بن راشد الدوسري، قلت: ونعم جدك عيدان راشد الدوسري – يرحمه الله – أحد رواد ومؤسسي الكرة في مدينة الخبر، ووالدك حمد أحد الأوائل الذين عملوا وساهموا معنا في إنجاح المهرجانات، وأنتم من العوائل التي لها بصمات خالدة. قالت: أنا أتكفل وأتحمل جميع التكاليف في إحياء ليلة القرقيعان في النادي. كم كان لهذا القول والعمل أثر في نفسي أن هناك أبناء وبنات منهم ندى. ما زالت تحتفظ بأجمل الذكريات، شكرتها على هذا العمل. طلبت مني الحضور والمشاركة. واعتذرت لها لارتباطي بحضور حفل تكريم الرواد بمكة لجائزة المرحوم / زاهد قدسي، وطلبت من أخي ورفيق دربي الأستاذ / يوسف الياقوت الحضور والمشاركة. أيام جميلة مرت بسرعة، وهذه أيام رمضان نعرفها جميعاً. أحيت القادسية فعالياتها وبرامجها الثقافية والاجتماعية ودوراتها الرياضية. وكم كنت سعيداً بالبرنامج الدعوي، وإشهار سبعة من الجالية الفلبينية اسلامهم في مقر القادسية. وأيضاً مسابقة القرآن الكريم ويوم الايتام، وتوزيع الوجبات. هذه هي الرسالة الدينية والتربوية التي انطلق منها المهرجان. نعم كانت رسالة خالدة أتذكرها، ويتذكرها إخواني الذين عملوا منذ البدايات. كانت محاورها إحياء ليالي رمضان بما يعود بالفائدة الدينية والثقافية والرياضية والاجتماعية لشبابنا وأبنائنا الأعزاء. وضع طاقات الشباب الخلاقة في المكان الملائم لملء أوقات فراغهم. يعتبر المهرجان قاعدة تنطلق منها مجموعة مختلفة من الأعمال الخيرية وأنشطة الخدمة العامة التي تكتسب قيمة روحية رفيعة بمناسبة الشهر الكريم. ويعتبر المهرجان بمثابة تجمع حيوي شبابي تمارس من خلاله مختلف الأنشطة المفيدة. ويساهم المهرجان في ربط النادي بالمجتمع وخلق جو من الترابط الاسري بين المشاركين في المهرجان، ويحقق اكتشاف العناصر الشابة الموهوبة في مختلف الأنشطة، كما يحقق جوا من الاخاء والتآلف والمحبة بين شباب المنطقة. والمهرجان الرمضاني هو مزيج من إرساء القيم الروحية والنشاط الرياضي والتسلية البريئة والثقافة الهادفة، والحث على العطاء لمزيد من الروابط الاجتماعية. ومن خلال هذه الأهداف استطعنا ان نشارك جميع فئات المجتمع في برامج النادي. حيث وضعت برامج للآباء محاضرات وندوات وأمسيات، وبرامج للأبناء كالألعاب الترويجية والتثقيفية والمسابقات. كما وضعت برامج للأسرة في البيوت حتى نستطيع من خلال برامج المهرجان ربط جميع أفراد الاسرة والمدرسة والمسجد والنادي. حقيقة أقولها: الحمد لله الذي استطعنا أن نوجه رسالتنا الدينية والثقافية والاجتماعية من خلال ملاعب الكرة على مداد خمسة وثلاثين عاما. من انطلاقة المهرجان في عام 1400هـ، حيث كانت البداية في عهدة إدارة الشيخ أحمد بن عبدالله الزامل، وافتتح المهرجان صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن ناصر بن عبدالعزيز الرئيس الفخري للقادسية، وصاحب الفكرة العبد الفقير الى الله جاسم بن محمد الياقوت. حيث كان النادي ينظم دورات رمضانية في كرة القدم فقط. كدأب فرق المنطقة الاتفاق والنهضة والخليج يتنافسون في إقامة هذه الدورات خلال شهر رمضان، وفي تلك الفترة كان هناك حماس من إدارة احمد الزامل في المقر الجديد في قصر المحيميد بالخبر، ولكوني نائب الرئيس في تلك الإدارة والمشرف العام على الأنشطة، أخذت أستعيد ذكريات الماضي لمختلف الأنشطة الرياضية والكشفية والفنية والاجتماعية، ومجالات الخدمة العامة التي اكتسبتها منذ الطفولة الى بعد الجامعة. وقررت تقديم مشروع فكرة المهرجان، وكيفية إيجاد أنشطة تخدم جميع الفئات المختلفة المحيطة بالنادي من الآباء والابناء، وحتى الأمهات والاخوات أو من لا يعشقون كرة القدم. وكنت أعرف تمام المعرفة أنه لا يوجد نادٍ في المملكة أو الخليج، والعالم العربي ينفذ مثل هذا المشروع. وانطلقت فكرة المهرجان بدعم كبير من الزامل وإدارته وجميع المدربين والمشرفين، وحظيت بدعم كبير من أمير الشباب/ فيصل بن فهد – يرحمه الله – وأمراء المنطقة وكبار المسؤولين في الدولة، والأستاذ/ عبدالله فرج، وأبناء الخبر ورجال الاعمال، وقد لا تصدقون أن دخل المهرجان كان يفوق المليون ريال. يعني أن القادسية سبقت الأندية في مجال الاستثمار من خلال البرامج والأنشطة. منذ اكثر من 35 سنة.
خلاصة القول: المهرجان فكرة فريدة تسجل في جبين التاريخ. كل الشكر والتقدير لجميع الرواد الذين شاركوا وساهموا بجهودهم وأفكارهم وأعمالهم على مسيرة خمسة وثلاثين عاماً. آن الأوان أن نصدر كتاباً وثائقياً لهذا المشروع، وقد طلب مني أحمد الزامل في السنوات الماضية عمل ذلك. والآن الشيخ/ حمد الزامل يكرر الطلب، وإن شاء الله موعدنا العام القادم لنقدم هذا العمل الإعلامي التربوي، الذي يوثق جميع مراحل وسنوات المهرجان وفرسانه من الأدباء والشعراء، والمشايخ واللاعبين والامراء والممثلين والإداريين، والإعلاميين والذي سيكون مرجعا للجميع بصورة وكلمة. حافظوا يا أبناء الخبر على مهرجاناتكم، وأنتم رواده وعساكم من عواده.