الشاعر محمد خضر الشريف في قصيدة جديدة يجاري فيها قصيدة الإمام الزمخشري
مجاراتي لقصيدة الزمخشري
==================
شعر: محمد خضر الشريف
=================
سبعة عشر بيتا قلتها مجاراة لقصيدة العلامة الكبير الزمخشري-رحمه الله-وهو جار الله محمود بن عمر الزمخشري الخوارزمي صاحب تفسير “الكشاف و المولود 467هـ المتوفى538هـ.. وجاءت السبعة الأبيات الأولى كمقدمة استهلالية بين يدي قصيدتي..
ثم تلتها بعد ذلك أبيات عشرة لي في مضمون القصيدة نفسها..
على النحو التالي:
(أولا/ بين يدي أبيات الزمخشري)
أبيات صدق زانها إصرار ُ //
جاءت تعبِّق فيحَها الأزهارُ
لله درُّ زمخشري صاغها //
وبمثل هذا قامت الأشعارُ
راقت لي الأبيات حتى خلتها//
من شدوها قُمُرًا لها أنوارُ
من ذا يضاهي النورَ في آفاقه //
لا العين قادرة ولا الأبصارُ
يامن تحث القوم في جريانها//
رحماك! لاتفعل.. هي الإعصارُ
من فيض وجدي قد نظمت قصيدتي//
بالشعر أشدو والهوى جبَّارُ
ابن “الزمخشريْ” في السجال مقَدَّما//
والكل يلهث خلفه ينهَارُ
(ثانيا / أبيات قصيدتي في مضمون قصيدة الزمخشري موضوع المجاراة):
يا أيها ذا الساكبي عبراتِه //
اسححْ دموعكَ فالديارُ قِفارُ
كان الأحبةُ ثَمَّ فيها معالمٌ //
تُرْجى.. وليلُ الضيفِ فيها نهارُ
تركوا الديارَ وودعوا من أهلها //
دنيا الغرورِ بها القبورُ عَمَارُ
ياعابدَ الدنيا الدنيّة إنها //
لهوٌ وتحسبُ أنها لك دارُ
قد أشغلتك مناصبٌ ومفاخرٌ//
مالٌ يفيضُ وزخرفٌ ودثارُ
لا يأسرنَّك زيفهُا وسرابُها //
إن السرابَ بأرضها إبحارُ
في غير ما هدف يوصِّلُ غاية //
عظمى.. ويبقى الجهدُ والإعسارُ
احذر خديعة مكرِها ودهائها //
فنسيجُها شَرَكُ الردى والعارُ
لاتنس ذكرَ الله خلَّاقِ الورى //
وجنانَ عدن وصفُها بَّهّارُ
من ذا يفرِّط في الحياة الخالدة //
من أجل دنيا.. والمصير النارُ؟
———————————–ـ
(ثالثا// أبيات الزمخشري -موضوع المجاراة- في منتدى أدبي وهي):
حَيِّ الدِّيارَ فإنَّهُنَّ قِفارُ
كَمْ أقفَرَتْ بَعدَ الأنيسِ دِيَارُ
ومَنازلُ الدُّنيا مَنازِلُ رِحْلَةٍ
والنَّاسُ فيها كُلُّهُمْ سُفَّارُ
إنِّي لَتوحِشُني الدِّيارُ وأهلُها
جَمٌّ وفي ناديهُمُ السُّمَّارُ
دارٌ يكونُ رَحيلُ ساكِنِها غَدَا
في حُكْمِ دارٍ ما بِهِا دَيَّارُ
وَصَفُوا نُوارَ ‘ وشَبَّبوا بِبُثَيْنَةٍ
قُلْ لي : فأينَ بُثَيْنَةٌ ونُوارُ ؟
تلكَ المَعاصِمُ والأساوِرُ هَلْ يُرى
مِنْهُنَّ ‘ وَيْحَكَ ‘ مِعْصَمٌ وسِوارُ ؟
لَمْ تَبْقَ مِنْ آثارِهِنَّ بَقِيَّةٌ
إلَّا الذي نَطَقَتْ بِهِ الأشْعارُ
ولوَ انَّ أنْفاسَ الزَّمانِ تَطاوَلَتْ
لَمْ تَبْقَ أيضاً هذه الآثارُ
وكَذا الزَّمانُ لَيَهْلِكَنَّ ‘ كأنَّهُ
ما كانَ للفُلْكِ المُدارِ مَدارُ
أينَ الوجوهُ كأنَّها الأقمارُ في
لَألائِها أو دونَها الأقمارُ
كَمُلَتْ كما كَمُلَ البُدورُ ‘ وما لَهَا
بَعْدَ الكَمالِ مِنَ الزَّمانِ سِرارُ
للهِ نَفْسُ دَفينَةٍ تَحتَ الثَّرى
طابَتْ ‘ فطابَ بذِكْرِها الأخْبارُ
كانتْ كَمِثْلِ وَديعَةٍ مَجْحودَةٍ
للمودَعينَ فما بها إقرارُ
بسِتارَةٍ مِنْ دونِها مَضْروبَةٍ
كالقَلْبِ تُطوى حَشْوَهُ الأَسْرَارُ
لكنَّ إظهارَ السَّريرَةِ رُبَّما
تُخْشى ‘ ولا يُخشى لَهَا إظهارُ
كضميرِ فعْلٍ يَسْتَكِنُّ ضَميرُهُ
فيهِ ‘ ويَلْزَمُ مِثْلَهُ الإضْمارُ
الزمخشري