سياحة وطيران
أبو عنبة.. مسجد السبعة قرون بـ”تاريخية جدة”
جدة – سويفت نيوز:
لا يمكن لأي زائر لمهرجان المنطقة التاريخية بجدة “أتاريك”، أن يمر بجواره دون أن يستوقفه اسمه وقصته، فقد أصبح ذكره على كل لسان، فحوله تقع أكثر من 10 فعاليات، لذا أصبح معلما بارزا في تاريخية جدة. فعلى أقل من 400 متر مربع من بداية مسار المهرجان، تقع زاوية أو مسجد أبو عنبة التاريخي على ارتقاع يقدر بحوالي أربعة أمتار مربعة تقريبا، ولا يمكن للزائر في بداية المسار حينها رؤية إلى جزء من معالمه وهي الواجهة الشرقية وبوابته المرتفعة عن سطح الأرض قليلا، يجاوره بيت عبد الحميد عطية، فيما تبرز واجهة المسجد الغربية قبل نهاية مسار الفعاليات بقليل، تقابله نخلتان باسقتان. ولئن اختلفت الروايات التاريخية حول تاريخ الجامع، والتي تشير في مجملها إلى حوالي سبعة قرون، إلا أنها تتفق حول قصة بنائه، حيث ذكر محمد يوسف طرابلسي في كتابه (جدة حكاية مدينة) أن موقعه بحارة الشام كان عبارة عن عريشة عنب تسقى من بئر موجودة بالموقع، حتى قيض الله رجلا موفقا اسمه عثمان زكي عمر، فبنى الزاوية في مكان هذه العريشة وسماها زاوية أبوعنبة، لافتا إلى أن عمر المسجد سبعة قرون.
وبحسب العم أحمد أبو شاهين (73 عاما)، وهو أحد جيران المسجد منذ أكثر من ثلاثين عاما، يقول: رغم وجود مساجد متعددة في الحارة، إلا أن أبو عنبة كما يحلو للأهالي هناك مناداة المسجد – اختصارا – ظل مقصد الكثير من أهالي جدة الذين كانوا يسكنون جواره في السابق، حيث يقصدونه في ليالي شهر رمضان المبارك، رغم صغر مساحته حيث يتسع لحوالي 400 مصل فقط. وحول أئمة المسجد قديما يذكر الطرابلسي في (حكاية مدينة) أن أبرز أئمته الشيخ محمد حسين مطر، الشيخ محمود عطية يرحمهما الله، مضيفا: “على الرغم من محدودية مساحة جدة القديمة ومقارنة بنسبة سكانها قبل أن تتنامى وتخرج إلى الضواحي، فإن كثرة المساجد والزوايا التي كانت منتشرة حواريها وأزقتها وأسواقها إنما تعكس الروح الدينية المتجذرة بين أهلها، حيث كان الأهالي المقتدرين يتسابقون لفعل الخير خاصة بناء المساجد والأربطة والوقف لها”. وبين الطرابلسي أن صاحب (السلاح والعدة) ذكر أوائل القرن الحادي عشر الهجري أن بجدة ما ينوف على مائة زاوية، لافتا إلى أن المساجد القديمة تميزت بلمسات معمارية بديعة تتجسد على وجه الخصوص في منائرها ذات الطراز والطوابق