خيبة أمل

بقلم – د. حافظ المدلج :
نحن عشاق كرة القدم تحكمنا العاطفة فنسعد كثيراً حين تحقق الفرق التي نشجعها الانتصارات فما بالك بفرحتنا مع منتخب الوطن الذي نحبه أكثر من كل أندية العالم، فكان مقالي بعنوان “فرحة وطن” بعد تأهل منتخبنا لكأس العالم، ولأن كرة القدم عودتنا على الفرح والحزن جراء الفوز والخسارة فاليوم أكتب لكم من “الدوحة” حيث عايشت الآمال التي تحطمت في “ستاد البيت” أمام أكثر من 62 ألف مشجع فجاء العنوان “خيبة أمل”.
نعم أحبائي لقد خابت آمالنا التي رفعناها فلامست عنان السماء، فأصابنا الحزن الشديد لأننا كنا نحلم بالوصول للنهائي وتحقيق اللقب العربي الذي غاب عنا منذ عام 2003 في “الكويت”، كانت الوجوه مستبشرة قبل المباراة مع الشقيق “الأردن” وكان الأسارير منفرجه قبل الوصول إلى مقاعدنا في الملعب الأجمل بالعالم، وقبل بدء المباراة بدقائق انتابنا شعور “خيبة الأمل”.
حين رحب المذيع الداخلي بالمنتخب “السعودي” سمعنا صيحات الجماهير وطربنا لها، ولكن حالما نطق ذات الصوت مرحباً بمنتخب “الأردن” اهتزت أرجاء الملعب وتزلزلت المدرجات بهتافات لم أسمع لها مثيلاً من قبل، ما الذي يحدث؟ كيف تفوق علينا الجمهور الأردني في قطر؟ ولماذا أعدادهم أكثر من ضعف أعدادنا؟ لقد أربكوا منتخبنا منذ البداية فتكررت الأخطاء وأخذ محورنا بطاقة صفراء مبكرة أربكته أكثر وزادت أخطاءه فكان لزاماً على المدرب أن يخرجه بنهاية الشوط الأول، ولكنه لم يفعل، وتأخر المدرب في أشراك “مصعب” فصعبت المباراة علينا وزاد صعوبتها استقبال شباكنا لهدف من التهديد الحقيقي الأول، واستمرت المباراة معتمدة على الجهود الفردية لنجومنا في غياب تام للمدرب الذي كانت تدخلاته سلبية، كما أن مدرب الكرات الثابتة كان يقف ويوجه ولكن النتيجة كانت “خيبة أمل”.
ولأن كرة القدم علتنا أنها “تجرح وتداوي” ففي اليوم التالي لعب منتخبنا تحت 23 سنة نهائي كأس الخليج وفاز على “العراق” بجدارة واستحقاق بهدفين نظيفين منحتنا جرعة أمل بالمستقبل، والأمل أن نحافظ على هذا المنتخب فنجومه سيمثلون منتخبنا الأول في كأس العالم التالية عام 2030 وبعضهم سيحافظ على نفسه ليلعب في كأس العالم 2034، ولذلك علينا أن نتعلم من تجربتي كأس العرب وكأس الخليج لننطلق نجو مستقبل أكثر اشراقاً وفرحاً، مع أملي بحل مشكلة شح المواهب ولهذا الموضوع مقال آخر لعلنا نجد حلاً لتكرار “خيبات الأمل”.




