جدة – واس:
شهد معرض جدة للكتاب 2025 في يومه الأخير، سلسلة ورش عمل نوعية، عكست تنوّع المشهد الثقافي والمعرفي، وأسهمت في إثراء تجربة الزوار بمضامين فكرية وفنية وتعليمية متخصصة، وذلك ضمن البرنامج الثقافي الذي تشرف عليه هيئة الأدب والنشر والترجمة.
وتناولت إحدى الورش مسيرة الحرف العربي، متتبعةً تطوره التاريخي منذ جذوره الأولى، مرورًا بمراحل الضبط والتهذيب، وصولًا إلى مرحلة الهندسة والتقعيد، مع إبراز التحول الذي شهده الخط العربي من أداة وظيفية إلى فن بصري قائم بذاته، تحكمه قواعد جمالية ونِسَب هندسية دقيقة، أسهمت في ترسيخ مكانته بصفته أحد أبرز الفنون العربية الأصيلة.
وفي محور سينمائي، ناقشت ورشة أخرى أدوات قراءة الفيلم وفهم رسائله الرمزية، من خلال تحليل الصورة البصرية ودلالاتها، والتوقف عند تطور التجربة السينمائية السعودية، وما حققته من حضور لافت وجوائز إقليمية وعالمية، إلى جانب تسليط الضوء على عناصر الصناعة السينمائية، مثل المونتاج وتحويل النص الروائي إلى عمل بصري، والفروق الفنية بين مدارس السينما القديمة والحديثة.
وخُصصت ورشة ثالثة للحديث عن تطوير البيئات التعليمية للأطفال ذوي الإعاقة السمعية في برامج الدمج، حيث استعرضت سبل تهيئة البيئات البصرية والتعليمية المناسبة، وتكييف المناهج بما يعزز مشاركة الأطفال بفاعلية، إضافة إلى أهمية توظيف التقنيات الحديثة في تحسين العملية التعليمية ورفع كفاءتها، مع تقديم تطبيقات عملية موجهة للمعلمين والمعلمات في هذا المجال.
وتأتي هذه الورش ضمن برنامج ثقافي حافل قدّمه معرض جدة للكتاب 2025، بإشراف من هيئة الأدب والنشر والترجمة، وشمل ندوات وورش عمل وأمسيات شعرية وبرامج للطفل، إلى جانب خطوة نوعية تمثّلت في عرض الأفلام السعودية طوال أيام المعرض، في تأكيد لاتساع مفهوم الثقافة وثراء تجلّياتها.
// انتهى //
