جدة – واس :
قدّم معرض جدة للكتاب 2025، في خطوة تعكس اتساع المشهد الثقافي السعودي وتكامل روافده، وللمرة الأولى، برنامجًا خاصًا بالعروض السينمائية السعودية، ضمن توجه نوعي يعزز حضور الفنون السمعية البصرية داخل فضاء الكتاب والمعرفة، ويفتح آفقًا جديدًا للتلاقي بين السرد المكتوب والصورة السينمائية، بدعم من برنامج “ضوء لدعم الأفلام” وبشراكة مع هيئة الأفلام.
وشكّلت العروض اليومية للأفلام السعودية على المسرح الرئيسي أحد أبرز محطات المعرض، مستقطبة جمهورًا واسعًا من زوار المعرض وعشّاق السينما، الذين تابعوا تجارب سينمائية متنوّعة عكست تطور الصناعة المحلية، وتنامي الوعي الجمالي، وقدرة السينما السعودية على تقديم حكايات متجذرة في بيئاتها المحلية.
وضم البرنامج السينمائي عددًا من أبرز الأفلام السعودية الطويلة والقصيرة، من بينها أفلام: (اعذريني، وكورة، وهوبال، وزبرجد، ونورة، ويا حظي فيك، وشريط فيديو تبدّل، وتِرياق)، وغيرها من الأعمال التي قدّمت نماذج مختلفة للسرد البصري، وتنوّعت في موضوعاتها ومعالجاتها الفنية، بين الاجتماعي والإنساني والتأملي.
ويأتي هذا الحضور السينمائي امتدادًا للحراك المتسارع الذي يشهده قطاع الأفلام في المملكة، منذ عام 2018، مع افتتاح دور السينما، حيث شهدت السنوات الأخيرة نموًا ملحوظًا في الإنتاج، والبنية التحتية، وبرامج الدعم؛ مما أسهم في ترسيخ موقع السينما السعودية إقليميًا ودوليًا.
ولم يقتصر المعرض على المشاركة بالأفلام السينمائية، بل شملت فعالياته عددًا من الندوات والجلسات الحوارية وورش العمل المتخصصة، التي ناقشت قضايا السينما وصناعتها، وأسهمت في إثراء النقاش الثقافي، وتوسيع دائرة التفاعل بين صنّاع الأفلام والجمهور، في إطار يعكس دور المعرض منصة جامعة لمختلف أشكال التعبير الإبداعي.
وتؤكد هذه التجربة أن إدماج السينما ضمن برنامج معرض جدة للكتاب يمثّل تجسيدًا عمليًا للنهضة الثقافية الشاملة التي تشهدها المملكة، ويعكس تنامي الإقبال الجماهيري على المحتوى السينمائي المحلي، وتنوع قصصه، وتسارع نمو سوقه، بما يعزز مكانة المملكة بوصفها أحد أبرز مراكز صناعة السينما الصاعدة في المنطقة.
