ثقافة

ندوة أدبية بمعرض جدة للكتاب تناقش تحولات الوصف في رسائل الأدباء

جدة – واس :


ناقشت ندوة “الوصف في رسائل الأدباء.. قراءة في خطاب القرن العشرين” التحولات التي شهدها خطاب الرسالة الأدبية ودلالاته التعبيرية، وذلك ضمن برامج معرض جدة للكتاب 2025 الذي تنظمه هيئة الأدب والنشر والترجمة.
وتناولت الندوة طبيعة جنس الرسائل الأدبية ومكانته في تاريخ الأدب، مؤكدة أن هذا الفن ليس حديث النشأة، إذ كُتبت الرسائل منذ عصور مبكرة وبأساليب متباينة عكست اختلاف الأزمنة والسياقات الثقافية والإنسانية.
وبيّنت أن الرسائل الأدبية تميّزت بقدرتها العالية على التعبير الصادق عن الذات، بوصفها إحدى أكثر صفحات البوح الإنساني شفافية، مشيرة إلى أن عددًا من الأدباء لم يكتبوا رسائلهم بقصد النشر، وإنما نُشرت لاحقًا بعد وفاتهم، مما أكسبها قيمة توثيقية وإنسانية رفيعة.
وأوضحت أن الوصف في الرسائل الأدبية جاء بصور متعددة، منها الوصف المباشر، ومنها الرمزي الذي لجأ إليه بعض الأدباء اتقاءً للانكشاف، مؤكدة أن الرسائل شكّلت مساحة عبّر فيها الكتّاب عمّا يختلج في صدورهم بجرأة وصدق، كما في الرسائل المتبادلة بين جبران خليل جبران ومي زيادة، ورسائل غادة السمان، وغيرها من النماذج اللافتة.
وعدّت الرسائل الأدبية جزءًا من السيرة الذاتية للكاتب، وقد يكون فيها أكثر انكشافًا مما هو عليه في سيرته المكتوبة، رغم أنها تظل سيرة غير مكتملة، كما تطرقت الندوة إلى حضور المكان في هذا الجنس الأدبي، مبينة أن مركزيته في الرواية تُعد شرطًا أساسيًا، في حين يغيب غالبًا عن الرسالة الأدبية التي لا تمنح المكان الثقل الوصفي ذاته.
وتخللت الندوة قراءات مختارة من رسائل أدباء عرب، من بينهم محمود درويش، وجبران خليل جبران، وغسان كنفاني، كشفت عمق التجربة الإنسانية في هذا اللون الأدبي، وأبرزت ثراءه التعبيري في المشهد الثقافي العربي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى