الأمير سعود بن عبدالله بن جلوي يفتتح اليوم مؤتمر الابتكار في استدامة المياه IDWS 2025
افتتاح الفعالية الرائدة في جدة بمشاركة عالمية واسعة وحلول مبتكرة ترسم ملامح مستقبل القطاع

جدة – خالد الجعيد:
برعاية صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن فيصل بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، ونيابةً عن صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن مشعل بن عبد العزيز نائب أمير المنطقة، افتتح صاحب السمو الأمير سعود بن عبدالله بن جلوي محافظ جدة مؤتمر الابتكار في استدامة المياه 2025 (IDWS) الذي تنظمه الهيئة السعودية للمياه (SWA).
وشهد اليوم الافتتاحي من النسخة الرابعة للمؤتمر، الذي يُعد أحد أبرز الفعاليات العالمية في قطاع المياه، انطلاقة غنية بالشراكات الدولية والحلول الرائدة الهادفة إلى تعزيز مستقبل أكثر استدامة لقطاع المياه. ويجمع المؤتمر، الذي يمتد لثلاثة أيام، أبرز صنّاع القرار والمهندسين والعلماء والمبتكرين لتبادل الخبرات ومناقشة أبرز التحديات العالمية المتعلقة بإدارة المياه، والحفاظ عليها، والاستخدام الأمثل لها.
ويستقطب مؤتمر هذا العام مشاركات واسعة من 139 دولة، إلى جانب 107 جهة عارضة وأكثر من 10 آلاف مشارك، فيما يقدّم أكثر من 188 خبيراً عالمياً رؤى متخصصة ضمن جلسات رئيسية ونقاشية، بالإضافة إلى استعراض 76 ورقة علمية تمثّل أحدث ما توصّلت إليه دراسات البحث العلمي والابتكار في مجال المياه.

“المياه هي المحرك الأساسي للاقتصاد العالمي”
قدّم معالي المهندس عبدالله بن إبراهيم العبد الكريم، رئيس الهيئة السعودية للمياه، الكلمة الافتتاحية للمؤتمر، والتي تناول فيها الدور العالمي المتنامي للمملكة في صياغة توجهات أمن المياه وتنظيم القطاع وإبرام شراكات الابتكار.
وقال معاليه إن “المناقشات التي تُعقد اليوم تُرسّخ أسس التفكير المستقبلي في القرن الحادي والعشرين، في ظل ما يشهده العالم من تحديات حقيقية في ندرة وشحّ المياه”. موضحاً أن جهود العقد الماضي أسهمت في إيصال المياه لأكثر من 960 مليون نسمة، رغم استمرار معاناة أكثر من ملياري نسمة – ربع سكان العالم – في الوصول إلى مصادر مياه آمنة على مدار العام أو جزء منه.
وأشار معاليه إلى أن 700 مليون نسمة في هذه الأرض معرضين للتهجير بسبب شح المياه، وأن 60% من الناتج العالمي هي صناعات وأنشطة تعتمد في أحد مكوناتها على الماء. ويكمن التحدي في أنّ أقل من 1% من الاستثمار في الابتكار في قطاع البيئة والمناخ للمياه، مما يستدعي تعزيز التعاون الدولي وتطوير نماذج جديدة للسياسات والتمويل.
كما سلّط معاليه الضوء على التميز العالمي في مناطق مختلفة، حيث نجحت أوروبا في تسجيل تقدم كبير في الابتكار وبراءات الاختراع، بينما قادت آسيا مبادرات إعادة الاستخدام، وتميزت أمريكا الشمالية في الرقمنة، واعتمدت أمريكا الجنوبية نماذج الاقتصاد الدائري للمياه، فيما حققت أفريقيا تطوراً ملحوظاً في الحلول منخفضة التكلفة.
وأكد معاليه أن “انطلاق صناعة التحلية في المملكة من مدينة جدة قبل عقود يشكل اليوم دافعاً لقيادة حركة عالمية تقوم على تبادل الابتكار والخبرات وفرص المشاركة”.
جائزة الابتكار العالمية في المياه – إحدى أهم فعاليات اليوم الأول
شهد اليوم الأول تكريم نخبة من المبتكرين العالميين ضمن جائزة الابتكار العالمية في المياه (GPIW) والتي تحتفي بالمشاريع الرائدة في مجالات الإنتاج والمعالجة وإعادة الاستخدام والحلول الرقمية.
وتم منح 12 جائزة في الحفل، تضمنت 2 من كبرى الجوائز، حيث فاز البروفيسور جيهوا يو من جامعة تكساس في أوستن بجائزة الاكتشاف؛ فيما حصل البروفيسور هان تشينغ يو من جامعة العلوم والتكنولوجيا في الصين على جائزة الإنجاز المتميز.
وتُعد هذه الجائزة إحدى أبرز المبادرات الهادفة إلى دعم مستقبل الابتكار المائي عالمياً.

الاستراتيجية الأمريكية لأمن المياه – رؤية من العاصمة واشنطن
استعرض ديفيد غادس، الرئيس التنفيذي والمدير العام لهيئة مياه العاصمة الأمريكية، استراتيجية من أربع مراحل لمواجهة مخاطر شُحّ المياه في العاصمة الأمريكية، شملت حماية مصادر الإمداد، واستكشاف حلول جديدة، وتعزيز البُنى التنظيمية، وتطوير أنظمة التوزيع والربط البيني، والاعتماد المتزايد على الأدوات الرقمية.
كما ناقشت الجلسات الموازية، بتنظيم مشترك بين الهيئة السعودية للمياه ومجموعة البنك الدولي، الأطر والسياسات التي تعتمدها دول العالم لتعزيز الابتكار في التعامل مع التحديات المائية.
رقم قياسي جديد: الهيئة السعودية للمياه تدخل موسوعة غينيس
شهد اليوم الأول تسجيل إنجاز عالمي جديد للمملكة، حيث أعلنت موسوعة غينيس للأرقام القياسية رسمياً تشغيل أكبر واحة ابتكار للمياه في العالم ضمن منشآت الهيئة السعودية للمياه.
وتبلغ مساحة واحة رابغ للابتكار، أكبر منشأة أبحاث مائية في العالم، 33,395.88 متر مربع، وتعد بيئة متقدمة لتطوير تقنيات التحلية الجيل القادم، وإدارة الرجيع الملحي، وتحسين أداء الأنظمة البلدية والصناعية باستخدام الذكاء الاصطناعي والتوائم الرقمية.
ويمثل هذا الإنجاز إضافة جديدة إلى سجل المملكة الحافل بالابتكارات في كفاءة الطاقة والتحلية وأنظمة المياه المتقدمة.
منصة عالمية للتعاون وإطلاق الحلول
ومن جانبه، قال مهيدب المهيدب، وكيل الرئيس للشؤون المالية لدى الهيئة السعودية للمياه: “في وطنٍ يؤمن بالطموح، نبني حلولًا تواكب سرعة التحوّل الذي تشهده المملكة. ويجسّد مؤتمر IDWS روح التفاؤل بالمستقبل في المملكة، ويؤكّد دورها كقوة عالمية دافعة للابتكار في قطاع المياه والتقنيات والحلول الجديدة من أجل مستقبل أفضل. وتمثل نسخة هذا العام من المؤتمر مركزاً للحركة والتأثير، حيث تتحوّل الشراكات إلى إرث، وحيث تمتلك كل فكرة القدرة على تغيير الحياة”.
وبدورها، صرّحت بسمة دواّس، مديرة فعاليات لدى تحالف: “يُعدّ مؤتمر الابتكار في استدامة المياه بمثابة منصة تُحوّل الأفكار إلى واقع. ونعمل على جمع المبتكرين والمستثمرين وصنّاع القرار لإرساء شراكات يمكنها إعادة صياغة مستقبل إدارة المياه عالمياً”.
وتستمرّ أعمال المؤتمر حتى يوم الثلاثاء مع برامج أكاديمية المياه، وجلسات تقنية متخصصة للابتكارات التي تعيد تشكيل أساليب استخدام المياه في المملكة والعالم. وستعتلي نخبة من روّاد التغيير في القطاع المنصة الرئيسية مرة أخرى لتقديم رؤى تسهم في دفع الحوار العالمي حول المياه إلى الأمام بكل الطموح والدقة اللذين رسّخت بهما المملكة مكانتها العالمية، وبما يعزز دورها المتنامي في ربط العالم ومواجهة التحديات المشتركة. ويأتي ذلك إلى جانب انطلاق “مياهثون”، الذي يجمع المبتكرين والمهندسين والباحثين ورجال الأعمال من مختلف المجالات للتعاون في تطوير التقنيات والحلول المبتكرة التي تهدف إلى معالجة التحديات الكبيرة في قطاع المياه.
وتؤكد المملكة العربية السعودية، من خلال دورها المتنامي في منظومة الابتكار العالمية وبوصفها حاضنةً للإبداع، التزامها بإيجاد حلول عملية لتحديات المياه، وتعزيز التعاون الدولي في هذا المجال. وبفضل بيئتها الداعمة وقدراتها المتقدمة، تواصل المملكة ترسيخ مكانتها كمنصة رئيسية لتطوير وتنفيذ ونشر الابتكارات التي تسهم في بناء مستقبل أكثر استدامة لقطاع المياه على المستوى المحلي والعالمي.




