عرض الفيلم الصيني ” لِيتْشِي مِنْ تْشَانغآن ” بقاعة الصحبة ضمن فعاليات مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي

جدة – خالد الجعيد:
انطلقت في مدينة جدة مساء أمس فعاليات ليالي “الفيلم الصيني” التي تنظمها القنصلية العامة لجمهورية الصين الشعبية، بالتعاون مع الإدارة الوطنية الصينية للأفلام ومهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، وسط حضور لافت يجسّد عمق العلاقات الثقافية المتنامية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية. وشهد الافتتاح حضور نائب الإدارة الوطنية للأفلام في الصين ماوا واييي، وسفير جمهورية الصين الشعبية لدى المملكة تشانغ هوا، ومدير مهرجان الأفلام السعودية أحمد الملا، ومدير معهد العلوم والثقافة الصينية بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور مهند عابد، إلى جانب فرق عمل الأفلام المشاركة، وعدد من الدبلوماسيين والمهتمين بصناعة السينما والثقافة والإعلام. ويعرض الفيلم الصيني ” لِيتْشِي مِنْ تْشَانغآن ” الذي يعد من أبرز الإنتاجات السينمائية الصينية الحديثة قصةَ لِي شانده، الموظفِ الصغير في عصرِ أسرةِ التانغ، الذي تَجرّأَ على مواجهة المستحيل وانطلق في رحلةٍ طويلةٍ لحملِ فاكهةِ اللِّيتشي إلى العاصمة. ويقدّمُ العملُ من خلال تصويرٍ باَنُوراميٍّ ثَرِيٍّ، الفوارقَ بين شمالِ الصين وجنوبِها في ذروةِ عصرِ التانغ الزاهر، كما يُبرزُ التنوّعَ الثقافيَّ لتلك المرحلة، بما يُتيحُ للجمهورِ فَهْمًا مُتعدِّدَ الأبعادِ لأشكالِ الحياةِ في الصين القديمة، واستشعارًا لعمقِ الحضارةِ الصينيةِ وثَراءِ تاريخِها. ويهدف هذا العرض إلى تعزيز التبادل الثقافي والفني، وإتاحة الفرصة لاكتشاف صناعة السينما الصينية وما تحمله من تنوّع وإبداع. وتُعد هذه الفعالية امتدادًا لجهود التعاون الثقافي بين البلدين، وتعزيز الحضور السينمائي العالمي في المملكة، خاصة مع النمو المتسارع لقطاع الأفلام وصناعة المحتوى في السعودية خلال السنوات الأخيرة.

كلمة القنصل العام لجمهورية الصين الشعبية بجدة السيد وانغ تشيمين.
يسرني أن أشارِك في حفْل لَيْلَةِ السِّينِما الصِّينِيَّة في جِدَّة. وبِهذِهِ المُناسَبة، أُعَرِّفُ عن نَفْسِي، وأُعَبِّرُ باسْمِ القنصلية العامة لجمهورية الصين الشعبية في جدة عن خالصِ التَّرْحِيبِ والشُّكْرِ لِحُضُورِكُم جَمِيعًا.
إن السينما هي فن الضوء والظِلال، ومرآة تَعكِس واقع الحياة، كما أنها جسر للتواصل مع العالم، ولتعزيز التبادل الثقافي والحوار بين الحضارات. ومنذ أن زارَ الرحّالةُ الصيني تشنغ خه مكةَ المكرمة قبلَ أكثرَ من ستِمائةِ عام، إلى لقائنا اليوم تحتَ ضوءِ السينما، لم ينقطعِ التفاعلُ والتواصل بين الصين والسعودية، بل تَجاوَزَ الجبالَ والبحارَ واستمّر عبر القرون. ولقد أفادني العديدُ من الأصدقاء السُّعوديّين بأنَّ تعرّفهم الأول إلى السِّينما الصينية جاء من خلال ما شاهدوه على الشاشات الكبيرة من لقطاتٍ آسرةٍ:مشاهد الكونغ فو الرائعة التي يقدِّمها النجم جاكي شان، وقد كانت تلك اللَقَطات السينمائية الفريدة هي البوّابة التي جذبتهم إلى متابعة الأفلام الصينية، وأثارت في نفوسهم اهتمامًا عميقًا بالثقافة الصينية.
يُصادِفُ هذا العام الذكرى المئةَ والعشرين لِميلادِ السِّينما الصينية. وقد حقَّقَت صناعةُ الأفلام في الصين تطورًا عاليَ الجودة في السنوات الأخيرة، حيث نَمَت الأعمالُ السينمائية بسرعة، وواصلت تحقيق إنجازاتٍ جديدةٍ ومهمة.
ويصادف هذا العامُ أيضاً الذكرى الخامسةَ والثلاثين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والسعودية، وهو أول “العامٍ الثقافي الصيني–السعودي”.وقد نجح فيلمُ “ناجا 2 “في النصف الأول من العام في العرض على شاشات السينما في المملكة، ونال تقديراً كبيراً من الجمهور السعودي ومن المختصّين في صناعة السينما. وفي المقابِل، عادتِ الأفلامُ السعودية من جديد إلى دُورِ العرْض في الصين، حيث تُقام فعالياتُ “ليلة السينما السعودية” في دورتها الثانية بالتزامن في مدن غوانغجو وشنتشن وتشنغدو. وفي هذا السياق، وبفضل الدعم المقدَّم من الإدارة الوطنية للأفلام في الصين، والأَرْشيف الوطني للأفلام، ومهرجانِ البحر الأحمر السينمائي الدولي، جاءت ليلة السينما الصينية في جدة لِتَرى النّور في هذا الوقت، ولتشكّلَ منصةً جديدة لتعزيز التبادل والتعاون السينمائي بين الصين والسعودية.
وأكدالسيد وانغ تشيمين إن الحضارات تَثْرَى بالتفاعل والتبادل، وتتقاربُ القلوبُ بالاتصال والتواصل. ونأمُل أن يجعل صنَّاعُ السينما الصينيون من “ليلة السينما الصينية في جدة” نقطةَ انطلاق، ومن “مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي” نافذةً للتفاعل، لتعزيز التبادل والتفاعل مع صنّاع السينما السعوديين، ولرِوايةِ القصص الصينية بصِدْق، ونقلِ الصوت الصيني، وتجسيدِ الروح الصينية، وعرضِ الصورة الصينية. لنُتيحَ للسعوديين وللعالم فرصةً لاكتشاف سحر السينما الصينية، ولفهم الصين بصورة أشملَ وأعمقَ وأدَقَّ. ومن خلال ذلك، ندفعُ التبادلَ السينمائي بين الصين والسعودية ليُحقّق مزيدا من النجاحات، ويُثْمِرَ ثمارا جديدة ومباركَةً.
وأخيرًا، أتمنى لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي المقبِل في المملكة العربية السعودية كلَّ النجاح والتوفيق في دورته القادمة. وأودّ مرةً أخرى أن أشكرَ حضوركم الكريم، متمنِّيًا لكم مشاهدةً ممتعة، وقضاءَ ليلةٍ جميلةٍ مليئةٍ بالبَهْجة والفن.

كلمة نائب المدير التنفيذي لهيئة الأفلام الصينية السيد ماوا واييي.
يسعدني جدًا أن أتواجد في هذه المدينة الجميلة جدّة. ويسرّني، باسم الهيئة الوطنية الصينية للسينما، أن أتقدّم بخالص الاحترام لكل الضيوف الكرام المشاركين في حفل عرض الأفلام الصينية، ولكل الأصدقاء الذين يهتمّون ويدعمون التعاون السينمائي بين الصين والمملكة العربية السعودية. لقد تركت الصين والمملكة العربية السعودية عبر التاريخ بصمات ثقافية مشرقة، وكانت السينما جسرًا يربط بين هذه البصمات. ويسعدني أن تتاح لي الفرصة لقيادة وفد السينما الصينية المكوّن من عشرة أعضاء إلى هذا البلد العريق بتاريخـه والغنيّ بحيويته المعاصرة، لنقيم هذه الفعالية السينمائية، ونتبادل الرؤى مع زملائنا في قطاع السينما السعودي، ونفتتح معًا فصلًا جديدًا من التعاون السينمائي بين بلدينا. وكما هو الحال في المملكة العربية السعودية، تحظى السينما في الصين بمحبة واسعة لدى الشعب. فالصين تُنتج سنويًا نحو ١٠٠٠ فيلم، وتضمّ أكثر من ١٥ ألف دار سينما، وما يزيد عن ٩٠ ألف شاشة عرض، وقد بلغ أعلى إجمالي للإيرادات السنوية نحو ٩ مليارات دولار أمريكي، ما يجعل الصين ثاني أكبر سوق سينمائي في العالم. وتفتح السوق السينمائية الصينية أبوابها لصنّاع الأفلام حول العالم، كما نشجع العاملين في قطاعي السينما في بلدينا على تعزيز التعاون، وتوسيع مشاريع الإنتاج المشترك، وتبادل عرض الأفلام بين الجانبين، ونرحّب بمزيد من الأفلام السعودية للعرض في الصين. إن لغة الصورة لا تعرف حدودًا، والمستقبل واعد. فالسينما، بوصفها لغة فنية تتجاوز الجغرافيا، لا تحمل فقط مشاعرنا وأحلامنا المشتركة، بل تشكل أيضًا جسرًا لتعزيز التواصل بين الشعبين. ونجتمع اليوم هنا في جدّة لنتقاسم جماليات الفن السينمائي وعمق تأثيره. لقد حظي هذا الحفل، الذي تنظّمه الهيئة الوطنية الصينية للسينما والقنصلية العامة الصينية في جدّة، وتتولى تنظيمه كل من أرشيف الأفلام الصينية ومهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، بدعم كبير من الجهات السعودية المعنية. وبهذه المناسبة، أودّ أن أتقدّم بخالص الشكر إلى جميع الداعمين. وسيعرض الحفل اليوم فيلم “ليتشي تشانغآن”، وهو فيلم لاقى إعجابًا واسعًا في الصين، وأنا على ثقة بأنه سينال تقدير الجمهور السعودي كذلك. وآمل بصدق أن تُسهم السينما، بوصفها وسيلة للتواصل الإنساني، في تعزيز الفهم المتبادل بين شعبي الصين والمملكة العربية السعودية، وفي دفع مسيرة التبادل الثقافي والحضاري بينهما. وختامًا، أتقدم باسم وفد السينما الصينية بأطيب التمنيات لكم جميعًا، راجيًا التوفيق والنجاح لهذه الفعالية.
ويشهد مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في نسخته الحالية مشاركة واسعة من صُنّاع الأفلام من مختلف دول العالم، ويقدّم عروضًا وبرامج تهدف إلى تطوير الصناعة السينمائية وإبراز المواهب المحلية والعالمية.





