رياضة

هل إمكانيات القادسية تفوق طموحاته… أم أن الطموحات أكبر من الواقع؟

بقلم – أحمد غدران :

رئيس نادي القادسية سابقا

تتواصل علامات الاستفهام حول نادي القادسية بعد خسارته أمام الأهلي أمس، رغم تقدمه في النتيجة وتقديمه شوطًا أول جيدًا، قبل أن يتراجع الأداء ويتحول التفوق إلى خسارة جديدة تضاف لسلسلة من النتائج غير المستقرة هذا الموسم. هذه الخسارة أعادت طرح السؤال الأبرز داخل الوسط الرياضي: هل إمكانيات القادسية الحالية تفوق طموحاته الحقيقية… أم أن الطموحات أكبر من قدرته على تحقيقها؟

منذ دخول شركة أرامكو على خط الاستثمار في النادي، ارتفع سقف التطلعات إلى مستوى غير مسبوق. فالشركة التي تقود أكبر مشاريع الطاقة في العالم دخلت المجال الرياضي برؤية واضحة تهدف إلى صناعة نموذج احترافي متكامل، ونقل القادسية إلى مصاف الأندية المنافسة إقليميًا وربما عالميًا. هذا الدعم الكبير وضع الفريق تحت الضوء، ورفع من حجم الضغوط على الإدارة والجهاز الفني واللاعبين.

ورغم الإمكانات المالية والإدارية الكبيرة، إلا أن النتائج على أرض الملعب لا تزال أقل بكثير من المتوقع. فمباراة الأهلي كشفت مجددًا عن مشكلة متكررة: فريق يبدأ بقوة ثم ينهار في اللحظات الحاسمة، وهي ظاهرة تتكرر في عدة مباريات وتثير تساؤلات حول مكامن الخلل داخل المنظومة القدساوية.

المدرب… تساؤلات حول القيادة الفنية

أصابع الاتهام تتجه أولًا نحو المدرب الذي لم ينجح في إدارة اللقاء بالشكل المطلوب، ولم يُظهر القدرة على قراءة مجريات المباراة أو إجراء التغييرات المناسبة في الوقت المناسب. الأداء المتذبذب والفقدان السريع للسيطرة على اللعب يدفع إلى تقييم أعمق للخيارات الفنية ومدى ملاءمتها لطموح المرحلة.

الإدارة… فجوة بين الموارد والتنفيذ

ورغم العمل الكبير ومالمسناه من أثر واضح يتمثل في النقلة النوعية للقادسية الذي تبذله إدارة النادي، إلا أن هناك من يرى أن على إدارة النادي أن تبذل مزيداً من الجهود لتتواكب مع حجم المشروع الذي تقوده أرامكو لتوظيف الموارد الضخمة بطريقة فعّالة. فبعض الملفات — من التعاقدات إلى استقرار الفريق — لا تزال محل جدل، وهو ما يجعل الجماهير تتساءل: هل الإدارة الحالية قادرة على قيادة مشروع بهذا الحجم؟

الصفقات… بين التوقعات والواقع

أما على صعيد الصفقات، فقد بدا واضحًا أن بعض اللاعبين لم يقدموا الإضافة المتوقعة، سواء بسبب عدم الانسجام أو ضعف المستوى الفني أو سوء التوظيف داخل الملعب. وهنا يبرز سؤال مهم: هل المشكلة في الاختيار الفني، أم في عدم وجود رؤية واضحة قبل التعاقد؟

أرامكو… طموح بلا حدود

ومع ذلك، فإن الدعم المقدم من أرامكو يظل النقطة الأكثر إشراقًا في مشروع القادسية، إذ يعكس رغبة جادة في صناعة فريق عالمي. غير أن هذا الدعم وحده لا يكفي دون منظومة متكاملة قادرة على تحويل الإمكانات إلى نتائج، والطموحات إلى بطولات.

وفي الختام نستطيع القول أن خسارة القادسية أمام الأهلي لم تكن مجرد نتيجة عابرة، بل مؤشرًا على خلل يحتاج إلى معالجة عاجلة. فالإمكانات التي يمتلكها النادي كبيرة، والطموحات التي تحمله أرامكو أكبر، لكن الواقع الحالي لا يزال دون المستوى المطلوب. وبين سؤال: هل إمكانيات القادسية تفوق طموحاته؟ أم أن الطموحات تتجاوز قدراته؟ يبقى الحل في إصلاح شامل يعيد التوازن للفريق ويضعه على الطريق الصحيح.

وحتى يتحقق ذلك، ستظل الجماهير تنتظر اللحظة التي ترى فيها القادسية في موقع يليق بتاريخه وداعميه وطموحاته المتجددة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى