صحة

“روبوتات نانوية” .. تقنية جديدة لعلاج انسداد الشرايين في دقائق

بقلم – د . حسين سندي جامعة الملك عبدالعزيز:

كشف علماء سويديون عن إنجاز طبي بارز، سيقضي على صناعات وجراجات بمليارات الدولارات سنوية باستخدام روبوتات نانوية قادرة على إزالة الترسبات الشريانية الخطيرة في دقائق معدودة. تنتقل هذه الآلات المجهرية عبر مجرى الدم، وتكتشف الانسدادات المتصلبة، وتفتتها بدقة مذهلة، ما يُعيد تدفق الدم الطبيعي دون جراحة أو دعامات أو فترات نقاهة طويلة. تُظهر التجارب الأولية أن هذه الروبوتات النانوية قادرة على تنظيف الشرايين بفعالية أكبر بكثير من الإجراءات الحالية، مما يُقدم طريقة رائدة للوقاية من النوبات القلبية والسكتات الدماغية.

الإكتشاف الطبي السويدي المذهل.

تستخدم هذه التقنية مجالات مغناطيسية لتوجيه الروبوتات النانوية بدقة إلى موقع الانسداد الدقيق. بمجرد وصولها، تُذيب الروبوتات الترسبات بلطف إلى جزيئات صغيرة يتخلص منها الجسم بشكل طبيعي، تاركةً الشريان مفتوحًا وناعمًا. وقد شهد المرضى في الدراسات الأولية تحسنًا سريعًا في الدورة الدموية، مما يُبرز الإمكانات الهائلة لهذا النهج.

لكن هذا الابتكار يُثير جدلًا في الولايات المتحدة، حيث يُجري أطباء القلب ملايين العمليات المتكررة سنويًا لإدارة تراكم الترسبات. يُحذّر بعض النقاد من أن الانتشار الواسع للعلاج بالروبوتات النانوية قد يُخفّض الطلب على الجراحات الباهظة، مما يُهدد مليارات الدولارات من الإيرادات السنوية من الدعامات، وجراحات رأب الأوعية الدموية، وغيرها من العلاجات الباضعة. ويُجادل المؤيدون بأن سلامة المرضى والتقدم الطبي يجب أن يُعطيا الأولوية، وأن تقنية قادرة على فتح الشرايين في دقائق يُمكن أن تُعيد تعريف رعاية القلب.

بعيداً عن الجدل الدائر، هناك أمر واحد مؤكد: تُمثّل الروبوتات النانوية السويدية بداية فصل جديد في طب القلب والأوعية الدموية. لم يعد مستقبل يُمكن فيه علاج انسداد الشرايين بسرعة وأمان ودون أدوات باضعة ضربًا من الخيال العلمي، بل بدأ يتبلور بالفعل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى