فرقة دار شارميسيو السعودية للفنون الأدائية تشارك في الدورة السادسة والعشرين من مهرجان أيام قرطاج المسرحية
دار شارميسيو تعرض «سرّ الأنحوتة» .. أحد أبرز الأصوات الإبداعية في المسرح السعودي المعاصر
قرطاج – مرام الغامدي :
تشارك فرقة دار شارميسيو للفنون الأدائية في الدورة السادسة والعشرين من مهرجان أيام قرطاج المسرحية، بعرض مسرحيتها «سرّ الأنحوتة» التي عُرضت لأول مرة على خشبة المسرح الكبير بمركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي «إثراء» ممثلةً المملكة العربية السعودية، وحققت حينها صدى واسعاً وإشادة كبيرة من الجمهور والنقاد.
تميّز المخرج والمؤلف معاذ الرفاعي – صاحب البصمة الفريدة في مسرح الجسد والحركة – بذكائه في توظيف عناصر السينوغرافيا، مستثمراً خبرته في الرقص والأزياء وصناعة الصورة، ليبتكر عالماً بصرياً يمنح الشخصيات عمقاً ووجوداً مؤثراً على الخشبة.
وقدّمت الفرقة تنوّعاً ثقافياً وروحاً جماعية انعكس أثرهما على انسجام الفريق، فبدوا كعائلة واحدة تتحرّك وتنمو معاً، وهو ما ظهر جلياً في أدق تفاصيل العرض.
وعلى مستوى الأداء، خطف معتز العبدالله الأنظار برشاقته وقدرته العالية التي عكست خبرته وإمكاناته الراسخة، فيما قدّم زكي النونو مرونة أدائية مبهرة تنقّل خلالها بين حالات الشخصية بسلاسة وحضورٍ واضح. أما رزان فقد أسرت الجمهور في أول ظهور لها بأداء ناضج وواثق، بينما منح أسامة العرض مشاهد ذات أثر عاطفي قوي. وقدّم بندر دور “الأنحوتة” الصامتة بحضور مباغت ولحظة تحوّل حركي لافتة شكّلت إحدى مفاصل العرض.
وكان يوسف رضوان قد جسّد سابقاً دور اللص بكسر حاجز النخبوية عبر اللغة العامية للاقتراب من الجمهور، فيما يقدّم الدور اليوم فياض منير برؤية مختلفة لشخصية الصحفي الفضولي المتأثر بعالم النحّات وما يكشفه من أسئلة وأثر.
وفي تصميم المكياج، صنعت أبرار الذبياني بالتعاون مع الفريق حالة بصرية فريدة لشخصية “الأنحوتة”، منحتها حضوراً مهيباً ومتماهياً مع طابع العرض الجسدي.
أما الموسيقى، فقد مزج أمجد عبدالله وزكي النونو بين الألحان المؤلّفة والعزف الحي في توليفة ساحرة تحت إشراف المخرج، بينما أضاء محمد جميل العمل بلمسات ضوئية دقيقة أضفت حياة إضافية على المشاهد وعمّقت أثرها الفني.
واليوم، في تونس، يواصل هذا العمل رحلته الفنية بطاقم شاب ومبدع، مقدّماً لوناً مختلفاً ومتجدّداً في المشهد المسرحي السعودي، ومؤكداً حضور فرقة دار شارميسيو كأحد أبرز الأصوات الإبداعية في المسرح المعاصر.




