عام

برنامج شراكة 2025.. استثمار في الإنسان يرسم ملامح المستقبل المائي للمملكة

الرياض – واس :


في مشهد وطني يتجدد فيه الإيمان بأن الاستثمار في الإنسان هو أعظم استثمارٍ للوطن، تواصل الشركة السعودية لشراكات المياه (SWPC) مسيرتها النوعية في تمكين الشباب السعودي من خلال برنامج “شراكة” أحد البرامج الوطنية الريادية التي أصبحت نموذجًا يُحتذى في تطوير الكفاءات وبناء القدرات في قطاع المياه، ورافدًا محوريًا لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030.
وأُطلق برنامج “شراكة” ليجسر فجوة حقيقية في سوق العمل، في وقتٍ تتنامى فيه أهمية الشراكات بين القطاعين العام والخاص (PPP) كونها ركيزة أساسية لتنمية البنية التحتية وتعزيز كفاءة الخدمات. وانطلقت الفكرة من إيمان الشركة بأن نقل المعرفة وبناء القدرات الوطنية في هذا المجال المتخصص هو الضمان لاستدامة القطاع وتنافسيته.
وعلى مدى خمس سنوات، أثبت البرنامج قدرته على صناعة فارق حقيقي؛ إذ نجح في تأهيل خمسة أجيال من الكفاءات الوطنية تمتلك فهمًا عميقًا لآليات الشراكة وأطرها المالية والقانونية والفنية, ومنذ انطلاقه عام 2020م وحتى اليوم، تخرّج من برنامج “شراكة” أكثر من 200 شاب وفتاة، تميزوا بمعارف متخصصة وقدرات احترافية جعلت كثيرًا منهم يلتحقون بمؤسسات القطاعين العام والخاص، ويسهمون اليوم في مشاريع وطنية تمثل جوهر التحول الاقتصادي في المملكة.
ولعلّ دفعة عام 2025 تمثل محطة فخرٍ جديدة في مسيرة البرنامج، إذ اختُتمت مؤخرًا أعمال تدريب خمسين متدربًا ومتدربة أنهوا رحلة استثنائية امتدت 12 أسبوعًا من التعلم المكثّف، تنقلوا خلالها بين التجربة النظرية والممارسة العملية في مواقع المشاريع المائية، ليروا من قرب كيف تُترجم الشراكة إلى تنمية حقيقية على الأرض, ومثّلوا نموذجًا ملهمًا لجيلٍ من الشباب والفتيات الذين يجمعون الطموح والمعرفة وروح المسؤولية الوطنية.
ويمتاز “شراكة” بنهجه التطبيقي المبتكر، إذ يجمع التدريب الحضوري والتعلم الرقمي، ويقدّم للمشاركين مزيجًا متوازنًا من المعرفة الأكاديمية، والتجربة الميدانية، والإلهام القيادي، عبر لقاءات مع نخبة من الخبراء والمسؤولين الذين يشاركون قصص نجاحهم ويغرسون في الشباب روح العطاء والالتزام.
البرنامج لا يقف عند حدود التدريب، بل يُعدّ جزءًا من منظومة وطنية أوسع لصناعة الكفاءات التي ستقود قطاع المياه مستقبلاً، مرتكزًا على مبادئ الجودة، والاستدامة، والمسؤولية المجتمعية, فالشركة السعودية لشراكات المياه لا ترى في “شراكة” مجرد مبادرة تدريبية، بل مشروعًا وطنيًا لبناء الإنسان أولاً، وتأهيله ليكون شريكًا فاعلًا في التنمية، وقادرًا على الإسهام في نهضة الوطن بمنهجية احترافية ورؤية واعية.
بهذا الفكر، تواصل الشركة السعودية لشراكات المياه دورها الريادي جهة وطنية رائدة في تطوير وتنفيذ مشروعات الشراكة بين القطاعين العام والخاص في مجالات المياه والصرف الصحي واضعةً تمكين الكفاءات الوطنية في صميم إستراتيجيتها، لتكون حلقة الوصل بين المعرفة والتطبيق، وبين الطموح والإنجاز، وبين الإنسان والوطن، مسيرة تؤكد أن بناء المستقبل يبدأ من العقول التي تُصنع اليوم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى