ثقافة

المؤتمر الدولي لمكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية يختتم أعماله بجلسة حول الابتكار والتقنية لحماية التراث

الرياض – واس :


اختتمت أعمال المؤتمر الدولي لمكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية بعقد الجلسة السادسة بعنوان “توظيف الابتكار والتقنيات العلمية لحماية وصون التراث”، برئاسة رئيس قسم الدراسة والتوثيق في هيئة التراث الدكتور محمد العنقري، وبمشاركة مجموعة من الخبراء والمتخصصين في العلوم التطبيقية والتقنيات الرقمية والذكاء الاصطناعي من مؤسسات بحثية وأمنية عالمية.
واستعرض المشاركون تجارب دولية متعددة في تسخير الذكاء الاصطناعي والتحليل الرقمي لخدمة جهود مكافحة الاتجار غير المشروع بالآثار والممتلكات الثقافية، حيث قدّم المقدم سلفاتور رايباكافولي من شرطة الكارابينيري الإيطالية لحماية التراث الثقافي عرضًا حول تسخير الابتكار والتقنيات المدعومة بالذكاء الاصطناعي لاستكشاف الإنترنت وتتبع الأعمال الفنية المسروقة، مستعرضًا مشروع S.W.O.A.D.S الذي يُعد منصة رقمية لرصد وتحديد القطع المسروقة عبر تحليل البيانات والروابط الإلكترونية وشبكات التواصل، كأحد أهم الابتكارات في حماية المقتنيات الفنية والثقافية.
فيما تناول الباحث بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الدكتور سعد الشهري، استخدام التقنيات النووية والإشعاعية في مكافحة الاتجار بالممتلكات الثقافية، موضحًا أن التحليل الطيفي للإشعاع يُسهم في الكشف عن تركيبة العناصر المعدنية والأثرية للقطع، وتوثيق أصلها بدقة علمية، مما يتيح للجهات المختصة التحقق من سلامة الأثر وأصالته والحد من تداول المزوّر منه، مؤكدًا أن التقنية أصبحت شريكًا أساسيًا في تعزيز منظومة الحماية الوطنية.
فيما قدمت مديرة مركز تقنية التراث الثقافي في معهد التقنية الإيطالي الدكتورة أريانا ترافيفيليا، شرحًا عن مشروع RITHMS، الهادف إلى رسم خرائط الشبكات الإجرامية في تهريب الممتلكات الثقافية عبر تحليل البيانات الاجتماعية والاقتصادية، وتوظيف الذكاء الاصطناعي في تتبع مسارات القطع المسروقة داخل الأسواق العالمية، مبيّنة أن التعاون الدولي في مجال تبادل البيانات التقنية أصبح أحد أهم أدوات كشف أنماط الاتجار غير المشروع.
وقدم مدير المشاريع في شركة PARCS لخدمات التقنية أكسل كريب، من جانبه دراسة حالة بعنوان “التقدم التكنولوجي في مكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية.. النجاحات والتحديات”، عرض خلالها تطبيق Arte-Fact المعتمد على الذكاء الاصطناعي، الذي يُستخدم في الكشف السريع عن الأعمال المسروقة عبر مقارنة الصور والبيانات الميدانية بالمنصات الرقمية العالمية، مؤكدًا أن هذا الابتكار أحدث نقلة نوعية في سرعة ودقة التحقيقات الدولية.
واختتمت الجلسة بمداخلة مستشار حماية التراث الثقافي ومكافحة الاتجار غير المشروع بالآثار الدكتور سامر عبدالغفور، تحدث خلالها عن استخدام الذكاء الاصطناعي وتقنيات الرصد الفضائي لمراقبة مواقع النهب وحماية التراث في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مستعرضًا تجربة منصة Heritage Watch التي تمكن من تتبع التغيرات في المواقع الأثرية عبر الأقمار الصناعية وتوفير بيانات فورية للجهات المعنية، مما ساعد على إحباط محاولات نهب واسعة في مناطق نزاع.
وأجمع المتحدثون على أن التقنيات الحديثة أصبحت محورًا أساسيًا في منظومة حماية التراث الثقافي، من خلال دعم التحقيقات الرقمية، وتحليل الصور الفضائية، والتكامل بين قواعد البيانات الوطنية والدولية، مؤكدين أن التعاون بين الجهات الأمنية والعلمية والتقنية هو السبيل الأمثل لمواجهة الجرائم الثقافية العابرة للحدود.
وفي ختام المؤتمر، أكدت هيئة التراث أن هذا الحدث الدولي شكّل منصة عالمية جمعت نخبة من الخبراء من أكثر من (30) دولة لتبادل التجارب وصياغة رؤى مشتركة لحماية التراث الإنساني، مشيرةً إلى أن المخرجات والتوصيات التي خلصت إليها الجلسات ستسهم في تطوير الأطر الوطنية والدولية لمكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية وتمكين عمليات الاسترداد.
وثمنت الهيئة دعم القيادة الرشيدة لاستضافة هذا المؤتمر الدولي في الرياض، وإسهام الجهات الوطنية والدولية المشاركة، مؤكدة استمرارها في العمل مع شركائها لبناء منظومة مستدامة لحماية التراث الثقافي تواكب مستهدفات رؤية المملكة 2030.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى