بيئة

“بلاستولين” .. إبتكار أمريكي يحوّل النفايات البلاستيكية إلى وقود نظيف

دولوث – سويفت نيوز :

في خطوة ثورية قد تغيّر مسار التعامل العالمي مع أزمة النفايات البلاستيكية وأزمة الطاقة، ابتكر المخترع الأمريكي الشاب جوليان براون، البالغ من العمر 22 عامًا، وقودًا جديدًا يحمل اسم “بلاستولين”، يتم إنتاجه من خلال تحويل النفايات البلاستيكية إلى طاقة باستخدام تقنية التحليل الحراري بالميكروويف المدعومة بالطاقة الشمسية.

بدأت رحلة براون البيئية منذ أيامه في المدرسة الثانوية، حين أنشأ أول مفاعل لتحويل البلاستيك إلى وقود وهو في السابعة عشرة من عمره، مدفوعًا برغبته في مواجهة التلوث البلاستيكي المتزايد. وعلى مدار السنوات، تطوّر مشروعه ليضم خمسة نماذج أولية تعمل على تفكيك البوليمرات وتحويلها إلى بخار نفطي، يُكثف لاحقًا ليُصبح نفطًا خامًا يمكن تكريره إلى ديزل، وقود سيارات، وحتى بدائل وقود الطائرات.

ورغم التحديات المالية التي واجهها، أصر براون على مواصلة تطوير مشروعه، مشيرًا إلى أن “ما أقوم به مكلف جدًا، فجزء واحد قد يكلف عشرات الآلاف من الدولارات”، إلا أن الدعم البحثي والمنح ساعدته على تخطي العقبات التقنية والمالية.

وقد حظي “بلاستولين” باهتمام علمي وبيئي واسع، إذ أظهرت الاختبارات أن نسخة الديزل منه تُنتج انبعاثات أقل ضررًا مقارنة بالديزل التقليدي، وهو ما اعتبره خبراء خطوة مدهشة في مجال الوقود النظيف.

ويمتد الأثر البيئي لهذا الابتكار إلى جانبين: الحد من النفايات البلاستيكية وإيجاد مصدر طاقة بديل، مما يجعله خيارًا واعدًا لمواجهة التحديات البيئية وتغير المناخ.

لكن براون لم يواجه فقط صعوبات تقنية ومالية، بل تعرض لمحاولات اختراق إلكتروني وحتى تحليق مروحيات قرب ممتلكاته، ما يعكس الاهتمام وربما الجدل المحيط بابتكاره غير التقليدي. ومع ذلك، يواصل عمله بتصميم، مؤكّدًا: “مهمتي الآن هي طرح هذا الابتكار وتنفيذه على نطاق واسع”.

ويعتزم براون اختبار فعالية “بلاستولين” عمليًا من خلال تشغيل سيارة “دودج سكات باك” به داخل صالة عرض “نيسان” في مدينة دولوث، في خطوة تمثل محطة مهمة لإثبات كفاءة الوقود الجديد.

ويأمل براون أن يُحدث ابتكاره ثورة في عالم الطاقة البديلة، مؤكدًا أن الإبداع الشبابي قادر على تقديم حلول واقعية ومستدامة للتحديات البيئية الكبرى.

رحلة جوليان براون مع “بلاستولين” تمثل مثالًا ملهمًا على قدرة الأفراد على إحداث فرق حقيقي، وتفتح الباب أمام تساؤلات مهمة حول مستقبل الطاقة ودور التكنولوجيا في حماية كوكب الأرض.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى