رئيس جامعة الفلبين يحاضر عن “التحديات المناخية والاستدامة” بتنظيم من القنصلية الفلبينية بجدة


جدة – خالد الجعيد:
نظّمت القنصلية العامة لجمهورية الفلبين بجدة أمس محاضرة بعنوان “مقاومة المناخ والاستدامة”، بحضور عميد السلك الدوبلوماسي السفير محمود الاسدي وعدد من الدبلوماسيين العاميين وممثلين عن مؤسسات بيئية وتعليمية, جامعة الباحة حضر الأستاذ الدكتور فهد سالم رافع الغامدي وكيل الجامعة للشؤون الاكاديمية والأستاذ منصور أحمد محمد العامري مدير مكتب وكيل الجامعة للشؤون الأكاديمية ومن جامعة جدة أستاذ دكتور. ماجدة فكري محمود كلية العلوم قسم علوم البيئة والدكتورة نوف العسيري كلية العلوم قسم علوم البيئة وأعضاء الجالية الفلبينية والإعلاميين والمهتمين بالشأن البيئي.
عُقد اللقاء أمس بإدارة نائب القنصل كريستال ماري بادون، وكان محور النقاش حول التحديات المناخية، والقدرة على الصمود، والاستدامة، والدور المحوري الذي تلعبه الجامعات في دول الجنوب العالمي. وتناولت المحاضرة أهمية تعزيز الوعي بقضايا التغير المناخي، وضرورة تبنّي ممارسات مستدامة تساهم في حماية البيئة. وفي كلمة الإفتتاح رحب القنصل العام الفلبيني روميل بالجميع وشكر رئيس جامعة الفلبين على قبول الدعوة وإلقاء محاضرة توعوية عن المناخ وأكد القنصل أن هذه الفعالية تأتي ضمن جهود القنصلية في دعم أهداف التنمية المستدامة وتعزيز التعاون البيئي بين البلدين، مشيرًا إلى أهمية إشراك المجتمع في الدور الإجتماعي التثقيفي.

وفي بداية المحاضرة شكر رئيس جامعة الفلبين الدكتور أنجليو جمينز القنصل العام روميل روماتو حيث قال :هو ابن فخور لجامعة الفلبين، على مبادرته بإطلاق هذا البرنامج المهم. كما أود أن أعبر عن خالص امتناني أيضًا للمملكة العربية السعودية والسفير محمود الأسد على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة. وأضاف إن الشرق الأوسط – أو ما نطلق عليه جنوب غرب آسيا، أو غرب آسيا – كان دائمًا بالنسبة لي وطنًا ثانيًا. فقد جئت إلى هنا لأول مرة وأنا شاب أتولى منصب رئيس مكتب العمل، ورغم أن دوري آنذاك كان صغيرًا في منطقة واسعة ونابضة بالحياة، إلا أن التجربة تركت لدي ذكريات خالدة وصداقات راسخة. واليوم، وأنا أقف مرة أخرى هنا في جدة، أود أن أحييكم ليس بالرسميات فقط، بل بصدق الصداقة، لأننا بالفعل جميعًا أصدقاء هنا.
إنه لشرف كبير أن أخاطبكم في موضوع يتجاوز الحدود والسياسة والتخصصات: التغير المناخي والقدرة على مواجهة الكوارث. فهذا ليس مجرد قضية أكاديمية أو نقاش سياسي. بل هو، في أصدق معانيه، مسألة بقاء. لقد دقت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ ناقوس الخطر – إنذار “كود أحمر”- للسنة الرابعة على التوالي. وبلدنا، الفلبين، يتصدر باستمرار مؤشر مخاطر العالم الذي يقيس مدى ضعف الدول أمام الأزمات من كوارث وصراعات وأوبئة. لكننا نحن الفلبينيين لا نحتاج إلى تقرير ليذكرنا بواقعنا. فنحن نعيشه كل يوم. بالنسبة لنا، التغير المناخي ليس تهديدًا بعيدًا في الأفق، بل هو قصة حاضرة متغلغلة في حياتنا اليومية، في معاناتنا، وفي قدرتنا على الصمود.
وفي المحاضرة ركّز دكتور أنجليو على أن التغير المناخي لم يعد قضية مستقبلية أو نظرية، بل هو واقع نعيشه اليوم فيضانات، جفاف، موجات حر، شح مياه، وتصحر. هذه ليست أحداثًا عابرة، بل تهديدات مستمرة تضغط على المجتمعات الأكثر هشاشة. وهنا يأتي دور الجامعات، ليس فقط كأماكن للتعليم الأكاديمي، بل كمراكز معرفة وخدمة عامة.

في جانب المناخ:
الجامعات مسؤولة عن إنتاج المعرفة العلمية المحلية التي تراعي خصوصية المنطقة، مثل تحسين التنبؤات الجوية، وإجراء أبحاث عن الطاقة المتجددة، والزراعة المستدامة.
في جانب الصمود (Resilience):
الصمود لا يُبنى بالعلم وحده، بل يحتاج إلى إدارة وحوكمة وتخطيط. الجامعات قادرة على تدريب قادة المستقبل، وتطوير أنظمة إنذار مبكر، وبناء جسور بين الحكومات والمجتمع المدني.
في جانب الاستدامة:
الاستدامة ليست فقط بيئية، بل هي اقتصادية واجتماعية أيضًا. الجامعات مطالبة بتقديم حلول للتنمية المتوازنة، وحماية الموارد للأجيال القادمة، ونشر ثقافة المسؤولية الجماعية.
كما أوضح رئيس جامعة الفلبين دور الذكاء الاصطناعي بما يلي:
التنبؤ بالأمطار والعواصف
أشار إلى أن مشروع NOAH (التقييم الوطني للتشغيل ورصد المخاطر) يستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات الطقس والأقمار الصناعية. ويهدف هذا الى توقع أماكن سقوط الأمطار الغزيرة وتحديد المناطق الأكثر عرضة للفيضانات قبل وقوعها.
الرصد الفوري (Real-time monitoring)
AI يساعد على متابعة مستويات المياه، والانهيارات الأرضية، والأمطار لحظة بلحظة. هذا يمكّن السلطات المحلية والمجتمعات من اتخاذ قرارات سريعة لحماية الأرواح والممتلكات.
إنتاج خرائط المخاطر Hazard Maps
باستخدام الذكاء الاصطناعي، يتم تحليل كميات هائلة من البيانات الجغرافية والهيدرولوجية لإنتاج خرائط دقيقة للمخاطر. اليوم، أكثر من 60% من وحدات الحكم المحلي في الفلبين تعتمد على هذه الخرائط في تخطيط المدن وإدارة الطوارئ.

إتاحة العلم للمجتمع
شدد دكتور أنجليو جمينز أن الذكاء الاصطناعي ليس حكرًا على العلماء فقط. بل إن نتائج الأبحاث يتم نشرها مجانًا على شكل تطبيقات وخرائط يستطيع المواطن العادي أو البلديات استخدامها بسهولة.
وأخيرا أُكد على أن الجامعات في الجنوب العالمي يجب أن تتكاتف، لأنها تتحمل مسؤولية مضاعفة: فهي تقع في مناطق تعاني أكثر من غيرها من آثار التغير المناخي، لكنها أيضًا تملك الطاقات البشرية والعلمية التي يمكن أن تقدم حلولًا مبتكرة ومتناسبة مع واقعها. واختُتم النقاش بالتأكيد على أن الجامعات يجب أن تكون أوصياء على البقاء، لا مجرد حراس للمعرفة. وإذا لم تتحمل الجامعات مسؤولية القيادة العلمية والتوعوية والتخطيطية، فمن سيتحملها؟
وفي ختام المحاضرة قدم القنصل العام روميل روماتو درع تذكاري للدكتور أنجليو جمينز تكريما لحضوره المميز وشرحه الوافي .





