ما بعد موت الحوادث.. أحزان لا تنتهي

بقلم – محمد البكر :
فاجعة هزّت محافظة الشنان في منطقة حائل، سرعان ما عمّ صداها قرى ومدن ومحافظات المملكة كافة؛ حادث مروري مروّع أودى بحياة مواطن ومعه أطفاله السبعة. خبر صادم لم يزل أثره يتجاوز أسرة الفقيد سطام الأسلمي – يرحمه الله – ليصيب بالحزن كل من قرأ أو سمع عن هذه المأساة.
رحيل إنسان بسبب حادث مروري ليس حدثًا عابرًا ينتهي بانتهاء العزاء، بل يمتد أثره لسنوات طويلة. فكيف إذا كان عدد الضحايا بهذا الحجم الكبير؟! جرح غائر كهذا سيبقى موجعًا ومفتوحًا لا يلتئم.
وليس هذا الحادث – بكل فداحته – الأول من نوعه، ولن يكون الأخير ما دام هناك من يستهتر بأنظمة القيادة، لا يردعه قانون ولا يثنيه ضمير. فلحظة طيش واحدة قد تحرم أمًا من فلذة كبدها، أو تكسر قلب أب، أو تترك أطفالًا بلا عائل. الحوادث ليست أمرًا محتومًا يُؤخذ به، بل نتيجة إهمال واستهتار بأنظمة المرور التي وُضعت أساسًا لحماية الأرواح.
صحيح أن الحادث الذي أشرت إليه في المقدمة ليس المقصود بما ذكرته عن المستهترين – كوني لم أطلع بعد على تفاصيله – لكنني أردت التنويه بخطورة الحوادث المرورية بشكل عام، وما تخلّفه من مآسٍ لا تنتهي. فهناك من يلقى ربه بسببها، وهناك من يُصاب بإعاقات مستديمة تقلب حياته وحياة أسرته رأسًا على عقب.
فكّروا – أيها المستهترون – في عواقب أفعالكم! فإن كان “ضحيتكم” قد توفي، أو إن كان قد أُصيب بإعاقة بالغة وهو المعيل لأسرته، فالكارثة ستتضاعف، وستتحول حياة الأسرة بأكملها إلى معاناة يومية قاسية. فالحوادث لا تُنهي حياة شخص واحد فقط، بل تترك آثارها على قلوب وعقول أسر بأكملها.
تذكروا أن الطريق ليس ملكًا لكم وحدكم. فلا تجعلوا لحظة تهور أو انشغال عابر بالهاتف سببًا في كسر قلب أم، أو حرمان أطفال من والدهم، أو ترك أب مكلوم على فراق ولده.
لا تقولوا: ما أصاب غيركم لن يصيبكم.




