صناعة الجبن التقليدي التونسي نكهات من الماضي وركيزة اقتصادية

تونس – واس :
تحافظ مدن عريقة في الشمال الغربي التونسي -مثل مدينتي باجة وتستور اللتين تشتهران بالجبال الخضراء والسهول الخصبة والأشجار المثمرة والأودية الجارية- على موروث ضارب في القدم في صناعة الأجبان ومشتقات الحليب، وهي حِرَف غذائية تمثل جزءًا من الهوية المحلية وركيزة مهمة من ركائز الاقتصاد الريفي.
ويعد جبن “الريجوتة” من أبرز ما تشتهر به هذه المناطق، وهو صنف من الجبن الطازج يُحضّر بطرق تقليدية بسيطة تعتمد على غلي الحليب الطازج ثم إضافة عصير الليمون أو الخل لضمان تخثره، قبل تصفيته في أكياس قماشية رقيقة، لينتج جبنًا أبيض ناعم الملمس وخفيف الطعم، ويضاف إليه حبات السمسم أو حبة البركة.
ولا تقف الخصوصية عند جبن “الريجوتة” فقط، بل تشمل أنواعًا أخرى من الأجبان التي تشهد إضافة نكهات طبيعية مثل الزعتر وإكليل الجبل والبقدونس وبعض المكسرات كالجوز واللوز، وحتى زيت الزيتون، وهو ما يضفي عليها مذاقًا ويزيد من جودتها وقابليتها للحفظ.
وأصبحت المنتجات جزءًا من هوية المنطقة السياحية، إذ يقصد الزوار أسواق باجة وتستور لتذوق وشراء الأجبان التقليدية.



