الرياض – واس :
تتسارع التحولات الرقمية عالميًّا وتتشابك الحدود بين العالمين المادي والافتراضي، مما يفرض الحاجة إلى أطر تنظيمية حديثة تُعزّز الثقة الرقمية وتضمن الشمولية، حيث تبرز الندوة العالمية لمنظمي الاتصالات GSR25، التي تستضيفها هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية بالتعاون مع الاتحاد الدولي للاتصالات، بصفتها منصة محورية تجمع أكثر من 190 دولة تحت شعار “التنظيم من أجل التنمية الرقمية المستدامة”.
ويؤكد المتابعون أن هذه الندوة تُعدّ محطة تاريخية لصياغة عقد عالمي جديد للتنظيم الرقمي، خاصة مع تصاعد النقاشات حول مستقبل الذكاء الاصطناعي، وتكامل الشبكات الأرضية وغير الأرضية، ومعايير الجيل السادس للاتصالات.
وتعيد الندوة تأكيد الدور المحوري للجهات التنظيمية في تمكين الابتكار وربط غير المتصلين، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، إضافة إلى حماية المستهلك وتقليص الفجوة الرقمية عالميًا، كما تتناول النقاشات قضايا الحوكمة والشفافية ضمن رؤية شاملة للتقنيات التي تضع الإنسان في قلب أولوياتها.
ويُقام على هامش الندوة معرض مصاحب يتضمن مبادرات وطنية ودولية في مجالات التنظيم الرقمي والذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة، إلى جانب “واحة الإعلام” التي تتيح للزوار الاطلاع على قصص نجاح وطنية وعالمية والتفاعل مع تجارب حية.
ويشهد المعرض جلسات حوارية نوعية تبحث سياسات الذكاء الاصطناعي، ومستقبل الألعاب والرياضات الإلكترونية، والبنية التحتية للاقتصاد الرقمي.
ويأتي انعقاد الندوة في وقتٍ يبرز فيه الدور الريادي للمملكة، التي اختيرت لعضوية مجلس شبكة التنظيم الرقمي العالمية، مستندةً إلى استثمارات ضخمة في البنية التحتية الرقمية جعلت نسبة انتشار الإنترنت تصل إلى 99% عام 2024، مما يؤهلها لقيادة تبني الجيل الأحدث من التقنيات الرقمية.
ويُتوّج الحدث ببيان ختامي يُنتظر أن يضع أُسسًا لمبادئ تنظيمية لعصر ما بعد الرقمنة، مدعومًا برؤى المشاركين وتوصيات الجلسات، ليجعل من الندوة العالمية لمنظمي الاتصالات GSR25 محطة محورية في مسار التنظيم الرقمي العالمي، نحو تنمية أكثر شمولية وعدالة واستدامة.
