مقالات

يا غريب كن أديب

بقلم – محمد البكر :

لعل الجميع قرأ وتابع ما نُشر عن اعتقال ثلاثة من السعوديين في باكو ، العاصمة الأذربيجانية ، بتهمة الإساءة لقبور شهداء الدولة الذين سقطوا في الحرب مع أرمينيا . وقد تألمت ، كغيري من المواطنين ، عندما شاهدت الشرطة الأذرية وهي تقتادهم، فالمنظر بالتأكيد لا يسر أي سعودي .

لن أدافع عن الشباب الذين تم القبض عليهم، فالخطأ الذي ارتكبوه استنكَره الكثير ممن قرأوا الخبر وتابعوا المشهد . وأتفهم أن تصرف الشرطة ، وإن كان مُذلًا ، إلا أنه أفضل من أن يتحرك بعض الأذريين للنيل منهم كردة فعل لا نعرف مداها .

هؤلاء الشباب لم يُقدّروا حجم الخطأ الذي ارتكبوه ، والذي هدم كثيراً مما بناه غيرهم من السعوديين الذين تركوا سمعة طيبة عن المواطن السعودي . فالمواطن هناك لا يعرف أسماءهم ، بل يعرف فقط أنهم سعوديون . وكلنا نعلم أن البناء يستغرق سنوات ، بينما الهدم لا يحتاج إلا إلى تصرف بسيط غير محسوب من صاحبه .

في الكثير من دول العالم هناك قوانين وأحكام تتصدى للتجاوزات على الرموز والمواقع التاريخية وحتى التماثيل . فعلى سبيل المثال ، فإن القانون في أمريكا وبعض دول أوروبا ، بما فيها بريطانيا وأستراليا والبرازيل والصين ، يُجرّم التعدي أو إهانة المعالم والرموز ونُصب الجندي المجهول . ولا يُستثنى أحد من تطبيق القانون عندما يرتكب مثل هذه التصرفات .

وإذا كنتُ ضد كل ما يسيء إلى الآخرين في مختلف دول العالم ، وأرفض تصرفات بعض السعوديين عندما يسافرون للخارج ، فإن من العدل الإشادة بالمواطنين السعوديين الذين ذهبوا إلى ممشى الشهداء في العاصمة الأذربيجانية ، ليضعوا الورود على الممشى الذي شهد الحادثة ، كتأكيد منهم على احترام المواقع التي يعتز بها الشعب الأذري .

كما أتمنى على الشرطة هناك أن تقبض أيضاً على من تلفّظ بألفاظ نابية بحق شبابنا عندما كانت الشرطة تنقلهم إلى مركز التوقيف . فقد كان الصوت واضحاً ، والكلمات غير مقبولة ، والوجوه وأصحابها واضحة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى