الخرسانة الرومانية… تقنية قديمة تَعِد بثورة في عالم البناء

روما – سويفت نيوز:
كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة iScience عن سر متانة الخرسانة الرومانية التي صمدت لقرون دون إصلاح، بفضل قدرتها على “الشفاء الذاتي” عند تعرضها للتشققات. ورغم أن تصنيعها يطلق انبعاثات كربونية أعلى من الأسمنت الحديث، فإن طول عمرها يجعلها خيارًا أكثر استدامة على المدى البعيد.
السر يكمن في تقنية “الخلط الساخن” التي تدمج الجير الحي مع الرماد البركاني، ما ينتج تفاعلات كيميائية تُصلح الشقوق تلقائيًا. ويأمل الباحثون أن إحياء هذه التقنيات قد يسهم في خفض الانبعاثات العالمية ويطيل عمر البنى التحتية الحديثة.
فعلى الرغم من مرور أكثر من ألفي عام، ما زالت الخرسانة التي استخدمها الرومان تثير دهشة العلماء بقدرتها على الصمود لمئات السنين دون إصلاح. دراسة جديدة نشرتها مجلة iScience تكشف أن هذه الوصفة القديمة قد تحمل حلولًا عملية لأزمة المناخ عبر إطالة عمر المباني وتقليل الانبعاثات.
وفق الدراسة، اعتمد الرومان على تقنية “الخلط الساخن”، حيث يُدمج الجير الحي مباشرة مع الرماد البركاني والماء، مما ينتج كتلًا جيرية دقيقة قادرة على التفاعل مع الماء لسد التشققات تلقائيًا، فيما يُعرف بخاصية “الشفاء الذاتي”. هذه الميزة جعلت هياكلهم التاريخية، مثل البانثيون والكولوسيوم، صامدة أمام عوامل الزمن والطقس.
ورغم أن تصنيع الخرسانة الرومانية يستهلك ماءً أكثر ويطلق انبعاثات أعلى من الأسمنت البورتلاندي الحديث، إلا أن طول عمرها التشغيلي قد يجعلها أكثر استدامة بيئيًا، إذ يمكن أن يقلل من الانبعاثات الناتجة عن إعادة البناء أو الصيانة. النماذج البيئية تشير إلى أن تطبيق هذه التقنية قد يخفض انبعاثات أكسيد النيتروجين والكبريت بنسبة تصل إلى 98%.
ويرى الخبراء أن استلهام تقنيات الرومان في البناء قد يشكل خطوة مهمة نحو هياكل أكثر متانة وصديقة للبيئة، في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى حلول مبتكرة لمكافحة التغير المناخي.




