بيئة

كولومبيا تستضيف اليوم العالمي للتصحر والجفاف لعام 2025

بوغوتا – خالد الجعيد:

أعلنت جمهورية كولومبيا عن استضافتها للاحتفال العالمي بيوم التصحر والجفاف لعام 2025، والذي يُقام في السابع عشر من يونيو، تأكيدًا لالتزامها الدولي بمكافحة تدهور الأراضي من خلال حلول طبيعية قائمة على النظام البيئي. 

وتستضيف العاصمة الكولومبية بوغوتا الفعالية الرسمية التي تُقام هذا العام ضمن المنتدى العالمي للأراضي، حيث تُسلّط الضوء على الحاجة الملحّة لتسريع جهود استعادة الأراضي، باعتبارها ركيزة أساسية لتحقيق الاستدامة والسلام والتنمية الشاملة. 

وتنطلق الفعالية تحت شعار  “استعادة الأرض… إطلاق للفرص”، لتؤكد على أهمية الأرض الصحية في توفير الأمن الغذائي والمائي، وتوفير فرص العمل، وتعزيز الاستقرار المجتمعي. وتُجسد استضافة كولومبيا للفعالية العالمية تصميمها على استعادة النظم البيئية على نطاق واسع، وضمان أن تسهم تلك الجهود مباشرةً في تحسين سبل العيش وتعزيز التنوع البيولوجي. 

وقال السيد إبراهيم ثياو، الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (UNCCD):  “تدهور الأراضي لا يُعد مجرد تحدٍ بيئي، بل هو تهديد مباشر لصحة الإنسان وأمن الغذاء والمياه واستقرار المجتمعات. فحين نفقد الأرض الصحية، نُضعف التغذية، ونُعرض المجتمعات لخطر الأمراض والصدمات المناخية والاقتصادية. أشكر جمهورية كولومبيا على استضافتها لهذا الحدث العالمي، الذي يُظهر كيف يمكن لاستعادة الأراضي أن تحمي الطبيعة، وتحسّن رفاه الأفراد، وتبني مستقبلًا أكثر مرونة وشمولية للجميع”. 

من جانبها، أكدت وزيرة الزراعة والتنمية الريفية في كولومبيا، السيدة مارثا فيفيانا كارفاخالينو فيليغاس، على الارتباط الحيوي بين التربة والسلام، قائلة: “حماية التربة الزراعية تمثل ضرورة ملحّة في ظل الأزمات المتداخلة التي تهدد بقاءنا: فقدان التنوع الأحيائي، وتدهور النظم البيئية، والجوع، والفقر، والنزوح. إن إحياء يوم التصحر والجفاف هو مناسبة لتجديد التأكيد على أن حماية التربة هي حماية للحياة ذاتها. هذه المعركة تقوم على ثلاث ركائز: حفظ التربة واستعادتها، وبناء نظم غذائية زراعية عادلة ومستدامة ومرنة، وتحسين جودة الحياة في المناطق الريفية والحضرية. فبدون تربة خصبة، لا طعام؛ وبدون طعام، لا سلام” 

وأضافت الوزيرة “نعمل على تنفيذ سياسات شاملة، تشمل التوزيع العادل للأراضي، واستعادة حقوق المجتمعات المهمشة تاريخيًا، وضمان إدارة الموارد بشكل مستدام. بهذه الطريقة، نُحوّل التربة إلى درع يحمي من الجوع، وجسر نحو المصالحة، وإرث من الكرامة للأجيال القادمة. الأرض ليست مجرد مورد طبيعي، بل هي أساس السلام” 

وتواجه كولومبيا تحديًا حقيقيًا يتمثل في تدهور الأراضي الذي يطال نحو 30% من مساحتها، أي ما يعادل 34.39 مليون هكتار. وفي استجابة جريئة، أعلنت البلاد أنها تسعى بحلول عام 2030 إلى: استعادة 100,000 هكتار من الأراضي, المتدهورة، حماية 22,000 هكتار من الغابات الجافة، توسيع نظم الزراعة الحراجية المستدامة، دعم المجتمعات الريفية عبر مبادرات تأهيل وتخطيط في المناطق ذات الأولوية. 

وتسعى كولومبيا من خلال هذه الاستضافة إلى فتح منصة تفاعلية تتيح للشباب، والسكان الأصليين، والمزارعين، والعلماء، والمجتمع المدني، تبادل الحلول المحلية التي تساهم في تحقيق الأهداف البيئية العالمية. 

وتعكس الجهود الكولومبية توجهًا عالميًا أوسع، حيث تُعد استعادة الأراضي ضرورة ملحّة لمواجهة التحديات المعاصرة مثل تغيّر المناخ، وفقدان التنوع الأحيائي، وانعدام الأمن الغذائي، والهجرة القسرية. ورغم الزخم المتزايد، لا تزال قيمة الأرض الصحية غير مقدّرة بما يكفي، إذ يُقدّر أن تدهور الأراضي والجفاف والتصحر يُكلف الاقتصاد العالمي نحو 878 مليار دولار سنويًا، بينما يمكن لاستعادة أكثر من مليار هكتار أن يُدر ما يصل إلى 1.8 تريليون دولار سنويًا، مع عوائد اقتصادية تتراوح بين 7 و30 دولارًا عن كل دولار يُستثمر. 

واختتم السيد ثياو تصريحه بالقول “القيمة الاقتصادية لاستعادة الأراضي واضحة. فكل دولار يُستثمر يمكن أن يُحقق عوائد تصل إلى ثلاثين ضعفًا. لكن الأمر يتجاوز الأرقام؛ فاستعادة الأرض تعني حماية كرامة المجتمعات، وضمان الأمن الغذائي والمائي طويل الأمد، وبناء عالم أكثر استقرارًا وعدالة. وتُجسد قيادة كولومبيا ما يمكن تحقيقه عندما تتحول استعادة الأرض إلى أولوية وطنية”. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى