عزيزتي المرأة .. التزامك الصمت سبب قوي لضبط العصبية الزائدة
منابعة سمية الشريف:
أصبحت العديد من النِّساء مصابات بالعصبيّة الزائِدة؛ حيث قد تخرُج عن السَّيطرة في بعض الحالات. تُعتبر العصبيّة الزائِدة صفةً غير محببّة وخاصةً إذا تواجدَت لدى المرأة سواء كانت متزوجة أم غير ذلك، فيترافق في العادة مع العصبيّة الزائِدة التلّفظ ببعض الكَلام غير الجيّد، وقد توقِع المرأة فيما بعد في العديد من المشاكِل، كما أنها تندم عليها وتحاوِل إصلاح الأمور، أو قد تترافق معها في بعض الحالات تصرّفات غير جيّدة مثل التكسير والتخريب، وكلّها صفاتٌ لا تتلقّى صداً جيّداً لدى المحيطين بالمرأة سواءً كانوا من أهلِها أو زوجِها أو أبنائِها؛ فالبعض من النِّساء قد لا تستطيع تفهّم انزعاج المحيطين بها منها، وكثرة شكواهم منها وابتعادهم عنها، وكلّها تكون بسبب عصبيّتها الزائِدة.
أسباب العصبيّة الزائِدة عند المرأة :
1) الضَّغط الكبير الواقِع عليها بسبب كثرة الأعمال التي تقع على عاتِقها وخاصةً إذا كانت تعمل خارِج المنزِل، فتستيقظ من الصَّباح الباكِر لتجهيز الأطفال للذهاب إلى المدارِس ومن ثم تخرج إلى عملِها وتستمر في عملها إلى فترةٍ معينة، لتعود إلى منزِلها وتحضِّر الوجبات الغذائية للزوج والأطفال، وترعى شؤونهم حتى يذهبوا إلى النوم جميعاً، وتكون بذلك قد عمِلت بوظيفتين ممّا يزيد من توتّرها وعصبيتها على أتفه الأسباب.
2) اختلاط الهرمونات في جسمها؛ فالهرمونات تلعب دوراً كبيراً في الحالة المِزاجيّة للمرأة ويظهر ذلك بشكلٍ واضحٍ في فترة الدورة الشهريّة وفي فتراتِ الحمل، حيث ترافِق العصبيّة في هذه الفترات الاكتئاب والقلق والتوتر، وتغيّر المزاج بشكلٍ مستمرٍ، والإهمال في الواجبات المنزليّة وغيرها.
3) إصابة المرأة باختلالات في إفرازات الغدّة الدرقيّة؛ ففرطِ نشاط الغدّة الدَّرقيّة من شأنه إصابة المرأة بالعصبيّة وفقدان الوزن وتقلّب المزاج واضطرابات في النوم.
4) إصابة المرأة بالقولون العصبي؛ فالعصبيّة الزائِدة إحدى أعراض مرض القولون العصبي بالإضافة إلى الإمساك وانتفاخ منطقة البطن والآلام الشديدة،
كما توجد بعض الأمراض الأخرى التي تسبّب العصبية الزائِدة لدى النِّساء منها مرض السّكري، وارتفاع ضغط الدَّم، وفقر الدَّم وأمراض الجهاز التنفسي. المحيطون بالمرأة على المحيطين بالمرأة من أهلها أو زوجها أو أبنائِها معرفة الأسباب الواقعة وراء عصبيّة المرأة ومحاولة امتصاص هذه العصبيّة وعدم لومها أو محاولة معاقبتها ومساعدتِها للتخلّص منها، وعدم السخرية منها، أو محاولة تذكيرها بما بدَر منها أثناء العصبيّة، فكثيراً ما نشاهِد امرأةً تعاني من العصبيّة الزائدة وبمجرّد أن حاوَل أحد الحديث معها تجهش بالبكاء.
كما يجب على المرأة نفسِها عند الشعور بالعصبيّة محاولة التزام الصمت والتأنّي قبل التفوّه بأي كلام أو القِيام بأية تصرّفات، واللجوء إلى الصلاة وذكر الله تعالى