تكنولوجيا

شريحة “جوجل” الثورية.. هل تقضي على بيتكوين؟

سويفت نيوز:

أعلنت شركة “جوجل” عن إنجاز علمي استثنائي قد يكون بوابة إلى مستقبل مختلف كليًا، يتمثل في شريحة جديدة للحوسبة الكمومية تُدعى Willow .

وتمتلك هذه الشريحة المبتكرة قدرة مذهلة على معالجة البيانات، حيث تستطيع حل مسائل تحتاج 10 سيبتيليون سنة لإنجازها بواسطة الكمبيوترات الخارقة التقليدية، خلال دقائق معدودة فقط، لتقريب حجم الإنجاز، الرقم “سيبتيليون” يعادل 1 وأمامه 25 صفراً، مما يجعل هذه الشريحة قادرة على أداء مهام معقدة بشكل لا يمكن تخيله.

كيف تعمل شريحة “Willow”؟

الحوسبة الكمومية تعتمد على مفهوم الكيوبت (qubit)، وهو وحدة المعلومات الأساسية في هذا النوع من الحوسبة.

وبخلاف الحواسيب التقليدية التي تعالج المعلومات في صورة وحدات ثنائية (0 أو 1)، يمكن للكيوبتات أن تكون في عدة حالات في وقت واحد. هذا يعني أن الشريحة تستطيع معالجة ملايين السيناريوهات في آن واحد، ما يشبه البحث في مكتبة تحتوي على مليارات الكتب واستخراج المعلومة المطلوبة دفعة واحدة، بدلاً من البحث صفحة تلو الأخرى.

من المتوقع أن تقلب هذه التقنية حياتنا رأسًا على عقب، فهي قادرة على حل ألغاز علمية معقدة مثل محاكاة الظواهر الطبيعية، تسريع تطوير الأدوية من خلال تحليل البيانات البيولوجية بشكل أسرع.

كما ستمكن من إيجاد حلول للتغير المناخي من خلال محاكاة التأثيرات البيئية.

تأثيرها على العملات المشفرة وبيتكوين

لكن الإعلان عن هذا التطور التكنولوجي أثار قلقًا في أوساط مستثمري العملات المشفرة، وعلى رأسها بيتكوين.

تعتمد العملات المشفرة على تشفير قوي للغاية يصعب اختراقه، إذ تحتاج عملية حل شيفرة بيتكوين بالكامل إلى عقود من العمل باستخدام الكمبيوترات التقليدية. هناك حوالي 21 مليون وحدة بيتكوين تمثل الحد الأقصى للعملة، منها 19 مليون وحدة قيد التداول حاليًا، مع توقع أن يتم تعدين الوحدات المتبقية بحلول عام 2140.

رغم قوتها، يشير الخبراء إلى أن الحوسبة الكمومية الحالية لا تشكل تهديدًا مباشرًا لعملة بيتكوين، لأن شريحة “Willow” تحتوي على 105 كيوبت فقط، في حين أن اختراق تشفير بيتكوين يتطلب حاسوبًا كموميًا يحتوي على 13 مليون كيوبت للعمل في يوم واحد.

وبالرغم مما يتطلبه اختراق تشفير بيتكوين فإن التقدم السريع في الحوسبة الكمومية قد يجعل هذا التهديد حقيقة في المستقبل.

رغم أن شريحة “Willow” لا تزال في مراحلها الأولى، فإنها تضع “جوجل” في الصدارة التكنولوجية، متفوقة على منافسيها في مجال الحوسبة الكمومية. وقد انعكس ذلك على أسهم شركتها الأم، “ألفابيت”، التي سجلت قفزة فورية بعد الإعلان.

تمثل شريحة “Willow” ثورة علمية غير مسبوقة، تحمل وعودًا بمستقبل أكثر تقدمًا وقدرة على مواجهة التحديات العالمية الكبرى. ولكنها في الوقت ذاته تثير قلقًا مشروعًا حول تأثيراتها على التقنيات الحالية، مثل العملات المشفرة، التي يعتمد أمانها على التعقيد الحسابي. فهل تكون هذه الشريحة بوابة لحلول مبتكرة أم أنها ستكتب نهاية بيتكوين وتقنيات التشفير التقليدية؟ الوقت فقط هو الكفيل بالإجابة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى