صدور العدد الثاني من السنة الخمسين لمجلة الدارة بعدد من البحوث العلمية المحكمة
الرياض – واس :
أصدرت دارة الملك عبدالعزيز العدد الثاني من السنة الخمسين لمجلتها العلمية المحكمة “الدارة”، مواصلةً جهودها في التوثيق والدراسة للجوانب التاريخية والثقافية للمملكة العربية السعودية والعالم العربي، ويأتي هذا الإصدار ضمن توجه الدارة المستمر نحو إثراء المكتبة العربية ببحوث ومقالات علمية متخصصة تركز في حفظ التراث ودعم الباحثين ونشر المعرفة التاريخية بأسلوب منهجي يخدم القراء والمتخصصين.
ويضم العدد مجموعة من الأبحاث والدراسات الرصينة التي أعدّها نخبة من الأكاديميين والباحثين المتخصصين، بما يثري المعرفة في موضوعات ثقافية وتاريخية متنوعة تشمل التراث المعماري، والتراث المخطوط، والمواقف السياسية والعسكرية للمملكة، وعلم الآثار.
ويتضمن هذا العدد دراسة بعنوان: “الموقف السعودي السياسي والعسكري في الأردن بين عامي 1376 – 1396هـ / 1956 – 1976م”، أعدها الدكتور أنور دبشي الجازي، تسلط الضوء على العلاقات السعودية الأردنية في مرحلة حافلة بالحوادث، تخللتها أزمات وحروب أثرت في الأردن والمملكة، وتستعرض الدراسة مواقف المملكة الداعمة للأردن في الأزمات السياسية والعسكرية، مثل تعريب الجيش الأردني، ودعم القوات السعودية للأردن في حرب يونيو 1967م، مرورًا بالمساعدات الإنسانية للاجئين الأردنيّين، كما توثق الدراسة المواقف السعودية التي لم تقتصر على الدعم العسكري، بل شملت الدعم السياسي والاقتصادي، وهو ما يعكس عمق العلاقات الأخوية بين البلدين.
ويضمّ العدد كذلك دراسةً بعنوان: “الاتصال بالطبيعة كمنظور للبيوفيليا في المملكة العربية السعودية: البيت التقليدي في المنطقة الغربية نموذجًا”، من إعداد الأستاذة الدكتورة ريم بنت فاروق الصبان والدكتورة دنيا بنت محمد بالطيب، تستعرض هذه الدراسة جانبًا من التراث المعماري السعودي بتوظيف مفهوم البيوفيليا أو الاتصال بالطبيعة في البيوت التقليدية بالمنطقة الغربية، كما تناقش كيفية تكامل الإنسان مع محيطه الطبيعي داخل المساكن التقليدية، مركزةً في عناصر تصميمية مثل الرواشين والأفنية الداخلية التي تمنح السكان تواصلًا
مستدامًا بالطبيعة، مع الدعوة إلى تعزيز هذا التراث في تصميم المساكن الحديثة، وهو ما يُبرز أهمية الهوية المعمارية للمملكة وضرورة تطويرها بأسلوب يواكب متطلبات العصر.
وتقدّم الدارة في هذا العدد دراسةً مقارنةً بعنوان “مفهوم التراث المخطوط بين القانون العربي الموحَّد والقوانين العربية لحماية المخطوطات”، أعدها الدكتور عبدالرحمن بن خالد الخنيفر، الذي استعرض فيها الفروقات بين القوانين العربية التي تُعنى بحماية التراث المخطوط، ومن ذلك القانون العربي الموحد الصادر عام 2022م في مدينة الرياض، متناولةً القوانين الخاصة بحماية المخطوطات في دول مثل المملكة العربية السعودية ومصر وسلطنة عمان، فأشارت الدراسة إلى بعض التحديات التي تواجه حماية هذا التراث، واختتم البحث بمقترحات وتوصيات ترمي إلى دعم الجهود القانونية لحفظ المخطوطات، التي تعدّ أحد أهم مصادر المعرفة التاريخية.
ويحتوي العدد أيضًا بحثًا بعنوان “معابد تدمر: دراسة تاريخية حضارية”، أعدّته الدكتورة أزهار هاشم شيت، متناولة المعابد الوثنية في تدمُر وأهمية هذه المدينة التاريخية بوصفها مركزًا تجاريًّا مهمًّا في الشرق الأوسط القديم، وأحد المراكز الحضارية التي امتزجت فيها الثقافات الشرقية والغربية، كما عرضت الدراسة الأساليب المعمارية والفنية التي ميَّزت المعابد التدمريّة، وكيفية تنظيم الطقوس الدينية وعلاقتها بالحياة الاجتماعية، مسلطةً الضوء على الإرث الديني والمعماري لتلك الحقبة، وكيف أسهم في بناء صورة ثقافية مميزة للمدينة التي عُرفت باسم “مدينة النخيل”.
ويجسّد العدد استمرار المجلة في تقديم بحوث متخصصة ذات قيمة علمية عالية تسهم في تطوير الدراسات التاريخية والتراثية، كما يبرز التزام دارة الملك عبدالعزيز بتوثيق التراث العربي والإسلامي وتقديم محتوى علمي يخدم القراء والمتخصصين في العالم، ويعزز رؤية الدارة لدعم العلم والمعرفة ونشر الوعي بأهمية الحفاظ على التراث.