مقالات

مهنة المعلم مهنةٌ ساميةٌ

بِقلم – أسرار عبد العزيز السلمي:

نفخرُ دائمًا بِأن هناك ذكرى خاصة كل عام تهتمُ بالمعلم والمعلمة في جميعِ مجالاتهم، فمن خلالِ هذهِ الذكرى ندرك أهمية العلم في حياتنا وأن طلبهُ لا يقتصر على تحديد فترةٍ زمنيةٍ معينةٍ أو يتوقف على عمرٍ محدد بل ينبغي علينا تعلمهُ في كلِ وقتٍ وحين، وأن الذي يسلك طريقهُ سيكون جزاءهُ الجنة بإذن الله. كما قال رسولُ الله صلى الله عليهِ وسلم: (من سلك طريقًا يلتمِسُ فيهِ علمًا سهل اللهُ لهُ بهِ طريقًا إلى الجنة.

ويتوجب علينا معرفة أهمية المعلم وفضلهُ علينا وما هو واجبنا نحوهُ. أما بالنسبة لِأهميتهِ فهي كالتالي: ضمان التحصيل الأكاديمي الجيد. رعاية الطلاب وتشجيعهم. تعظيم تجربة التعلم. بناء قادة المستقبل. المعلم نموذجٌ يُحتذى بهِ. اكتشاف الطلاب الموهوبين. خلق بيئة تعليمية مناسبة.

أما عن فضلهُ فهو: أن المعلم يُنمي القيم الأخلاقية لدى التلاميذ ويُعلمهم الفضيلة ومبادئ الأخلاق. المعلم يحملُ رسالة علمية مهمة للتلاميذ ويُعطيهم الطرق الصحيحة للتفكير المنطقي. المعلم يُحفزُ الحس النقدي والفكري لدى التلاميذ الذين يتعهدُ بِتنشئتهِم. أن يكون قدوة حسنة لتلاميذهِ وحين يفعل ذلك يقوم التلاميذ بِالسيرِ على نهجهِ. يُعتبر المعلم أساس بناء شخصية التلميذ فإذا كان ذو شخصيةٍ قوية فإن التلاميذ يكونوا أقوياء وذوي شخصيات مستقلة. يُعتبرُ المعلم هو حائطُ الصدِ الأول للدفاع عن هوية الأوطان، وذلك لأنهُ يقومُ بِتوضيحِ القيم الثقافية للمجتمع ويُنميها داخل تلاميذهِ. يقومُ المعلم بِزرع قيم الجمال والحرية والخير داخل تلاميذهِ. المعلم يُعطي الطلاب الخطوات الأولى التي تساعدهم على أن يكونوا مسؤولين وقادرين على إدارة شؤونهم الشخصية.

لذا يتوجب علينا احترام المعلم ومنحهِ الإجلال الذي يستحقهُ ويليقُ بهِ، ومعاملته بِكلِ لطفٍ ولباقة وتقدير، وعدم رفع الصوت عليهِ تحت أي ظرفٍ كان، بالإضافة إلى توقيرهِ والحديث معهُ بِطريقةٍ تُشعرهُ بِأهميةِ وجودهِ، واتباع تعليماتهِ وأوامرهِ وعدم التعدي عليهِ بالكلام أو الفعل. أن نضمن لهُ العيش الرغيد والحياة المثالية التي تجعل ذهنهُ صافيًا وغير مشغول بالبحث عن مصدر الرزق.

فالمعلم مثل القنديل الذي يُضيء العتمة، لكنهُ في الوقت نفسهِ يحتاج هذا القنديل إلى التزويد بالزيت حتى يظل مشتعلًا ومنيرًا، وجزاء المعلم الذي يعطي كل ما لديهِ أن نمنحهُ كل الحب والاحترام وأن نحكي عنهُ لأبنائنا حتى يحبوه، كما أن من واجب الأهل دعوة أبنائهم لاحترام المعلم وتوقيرهِ وتقديم التقدير لهُ. فالمعلم يحقُ لهُ أن يوبخ التلميذ إذا أخطأ وأن يأخذ منهُ وعدًا بِألا يتكرر هذا الخطأ، لذلك فالمعلم هو المربي وهو المساعد، وهو صاحب اليد البيضاء الممدودة إلى الخير في كل وقت وحين، ولهذا فإن كل ما يفعلهُ المعلم ما هو إلا بناء جيل بِأكملهِ ؛لإبراز جيلٍ واعٍ يسعى إلى تحقيق طموحهِ وأهدافهِ بِكل شغف وحب لخدمة وطنهِ وشعبهِ.

وأخيرًا بقي أن أذكر بعض النصائح لجميع المعلمين والمعلمات والتي من أبرزها: لا بد لهم من استشعار أن هذهِ المهنة التي اختاروها لأنفسهم بأنها مهنةٍ مشرفة وساميةٌ أيضًا وأن ستعود عليهم بالفائدة والنفع لهم قبل تدريسها لطلابهم، وعليهم أن يضعوا نصب أعينهم الأجر والثواب من الله عز وجل قبل إيصال المعلومة لِتلاميذهم، وكذلك يُفترض بهِم الاقتداء بجميع الشعراء الذين نظموا القصائد الشعرية في مدحهِم والثناء عليهم والتعلم من القصص والروايات المجيدة والتي كان لها الأثر في تعظيم ذكراه والعلو من شأنهِ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى