ثقافة

“الندوة العلمية لأبحاث المنظر الثقافي لمنطقة الفاو” .. تستعرض مراحل اكتشاف المدينة الأثرية والقيمة العلمية لمعثوراتها ومدى استدامتها عبر المدى الطويل

الرياض – واس:

تناولت “الندوة العلمية لأبحاث المنظر الثقافي لمنطقة الفاو الأثرية” التي انطلقت اليوم في فندق “موفنبيك” بمدينة الرياض، وتنظمها “هيئة التراث”، محاور عديدة عبر 5 جلسات علمية، شارك فيها نخبة من الآثاريين والاختصاصيين من داخل المملكة وخارجها.
وتهدف الهيئة من خلال إقامة هذه الندوة للكشف عن الجوانب الاجتماعية والحضارية لمنطقة الفاو الأثرية، وصلاتها مع الممالك الأخرى في الجزيرة العربية، إضافة إلى معرفة السياق الثقافي والتأثيرات البيئية التي شكلت “الفاو” على مر العصور.
وجاءت هذه الندوة بالتزامن مع تسجيل “موقع الفاو الأثري في قائمة التراث العالمي” لدى “اليونسكو” لتناقش موضوعات علمية شتى تتعلق بالتحولات الاجتماعية والحضارية لمجتمع الفاو عبر العصور، وبالدراسات الفنية للمعثورات واللقى الأثرية المكتشفة في “مدينة الفاو الأثرية”، كالزجاج والفخار والمعادن، ومقارنتها بمواقع أخرى في الجزيرة العربية.
واستعرض المحاضرون القراءات التحليلية الجديدة للنقوش التي سبق توثيقها في الموقع، والدراسات المعنية بتخطيط “مدينة الفاو”؛ بوصفها أنموذجًا للمدينة العربية قبل الإسلام، كما سلطوا الضوء على التأثيرات المعمارية وأنماط البناء وأنظمة الري القديمة في الموقع.
وبحثت الندوة نتائج الدراسات الميدانية في الفاو، ومشاريع الاستكشاف والتنقيب التي استمرت على مدى عقود طويلة واكتشفت خلالها معالم المدينة ونشاطها الاقتصادي؛ الذي كان له التأثير الكبير في عملية التجارة من جنوب الجزيرة العربية إلى شمالها وإلى منطقة الهلال الخصيب.
وخلص المحاضرون إلى أن نشأة “مدينة الفاو” يرتبط باستقرار السكان تدريجيًا بعد أن كانوا رحلًا، خاصة إبان القرنين الرابع والثالث قبل الميلاد، وشكل هذا التحول بواكير خطوات التحول المعماري المستمر، وتبع ذلك اندماجها مع شبكات التجارة عبر الجزيرة العربية من القرن الثالث فصاعدًا ، وإقامة السلطة الملكية اللاحقة.
واختتمت الندوة آخر جلساتها بالحديث عن عملية ترشيح “مدينة الفاو الأثرية” على قائمة التراث العالمي، بوصفها منظرًا ثقافيًا، مع بحث سبل المحافظة على الموقع على المدى الطويل من خلال استخدام التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي.
يذكر أن عملية تسجيل “المنظر الثقافي لمنطقة الفاو”، جاء نتيجة الجهود الوطنية الكبيرة التي بذلها وفد المملكة لدى اليونسكو، بقيادة هيئة التراث، وبالتعاون مع اللجنة الوطنية السعودية للتربية والثقافة والعلوم، وإمارة منطقة الرياض، والمركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية، وجامعة الملك سعود، والمجتمع المحلي لمحافظة وادي الدواسر، وذلك في إطار الجهود الحثيثة التي تقودها “هيئة التراث” في المحافظة على تراث المملكة الغني، وتعريف المجتمع المحلي والدولي بأهميته؛ تحقيقًا لمستهدف رؤية المملكة 2030 المتمثل في مضاعفة أعداد المواقع السعودية المدرجة في قائمة اليونسكو للتراث العالمي، وهدفها الإستراتيجي في المحافظة على تراث المملكة الإسلامي والعربي والوطني والتعريف به.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى